يحتدم الجدل في إيران حول فضيحة مدوية هزت الشارع الإيراني، وأربكت المسؤولين في الحكومة بعد الإعلان عن حالة فساد في شركة واحدة قدرت بـ3 مليارات و700 مليون دولار أميركي في صفقات لاستيراد الشاي.
وسائل إعلام الحكومة سارعت باتهام حكومة روحاني السابقة، وذكرت أن بدايات هذا الملف بدأت في عهد حكومة روحاني، وليس حكومة رئيسي التي تولت الحكم قبل عامين.
الصحف الصادرة اليوم، الأربعاء 6 ديسمبر (كانون الأول)، نقلت معارك التبرؤ من هذه الفضيحة، وأشارت صحيفة "آفتاب يزد" الإصلاحية إلى رسالة وجهتها حكومة روحاني السابقة إلى السلطات القضائية أكدت فيها أن محاولة رمي التهم على الحكومة السابقة هي قلب للحقائق، وتقديم معلومات مغلوطة إلى الشارع لم يعد ينطلي على الإيرانيين.
صحيفة "اعتماد" اعتبرت هذه الفضيحة زلزالا يدمر بناء الحكومة التي تدعي أنها تحارب الفساد وتعمل في سبيل الشفافية، وطالبت المسؤولين بالكشف عن المديرين والمسؤولين المتورطين، موضحة أن هذا الحجم الكبير من الأموال يؤكد أن هناك أطرفا كبيرة ضالعة في هذه الفضيحة.
في سياق غير بعيد قالت صحيفة "هم ميهن" إن حكومة رئيسي الحالية ليس لديها ما تعتمد عليه في تبرير أفعالها سوى الحكومة السابقة، فهي تسارع أمام كل قصور إلى اتهام الحكومة السابقة للتهرب من مسؤولياتها.
في شأن آخر انتقدت بعض الصحف نشر المسؤولين في مترو مدينة مشهد مقطع يظهر استخدام الشرطة الإيرانية "الكاميرات الذكية" للتعرف على النساء اللاتي لا يرتدين "الحجاب الإجباري".
ونشر سكرتير قسم المجتمع لصحيفة "خراسان" مقطع فيديو يشرح ذلك، وكتب: "هنا في محطة شريعتي لمترو أنفاق مشهد، كل من يمر أمام الكاميرا سيتم عرض صوره على الشاشة بشكل منفصل وبخصائص تشمل العمر والجنس.
هل يمكن للبلدية توضيح الغرض من هذا العمل؟". كما تفاعلت صحيفة "اعتماد" مع هذه القضية، وأشارت إليها بـ"حارسات الحجاب الإلكتروني".
اقتصاديا لفتت صحيفة "جملة" إلى الغلاء الكبير في المواد الغذائية، واستحالة توفير أساسيات الحياة من طعام وشراب على كثير من المواطنين، وعنونت تقريرها بالقول: "حان وقت ربط الحجر على البطن من شدة الجوع".
الصحيفة أشارت إلى الآثار الصحية والنفسية والاجتماعية التي تتركها الأزمة الاقتصادية، ودعت السلطات إلى إيجاد حلول عاجلة تخفف من معاناة المواطنين وما يمرون به.
نقرأ الآن تفاصيل بعض الموضوعات في صحف اليوم:
"اعتماد": فضيحة الفساد زلزال كبير يهز حكومة رئيسي
دعا الكاتب والناشط السياسي الإصلاحي، عباس عبدي، في مقاله بصحيفة "اعتماد" رئيس الحكومة الحالية إبراهيم رئيسي إلى كشف أسماء المتورطين في فضيحة الفساد الكبرى التي حدثت قبل أيام في مجال استيراد الشاي، حيث تم الإعلام عن فساد مالي في شركة مقربة من الحكومة وصل إلى مبلغ 3.7 مليارات دولار.
وأوضح عبدي أن هذه الفضيحة الكبرى كانت بمثابة زلزال بنسبة 8 درجات ريختر هز كيان الحكومة التي تزعم أنها جاءت لتحارب الفساد، مؤكدا أن ارتدادات هذا الزلزال ستدمر كل ما تبقى من كيان للحكومة.
وتابع عبدي قائلا: "لكن هناك ما هو أسوأ من هذا الفساد والفضيحة وهو التكتم عليها ومحاولة تضليل الرأي العام"، معتقدا أن الحكومة ترفع شعارات مكافحة الفساد لكنها تجهل أسباب الفساد وجذوره الحقيقية.
"اقتصاد بويا": إيران ضمن 5 أسوأ دول في العالم من حيث التنمية
قال الخبير الاقتصادي فرشاد مؤمني في مقابلة نقلتها صحيفة "اقتصاد بويا" إن الوضع في إيران "خطير" وينبغي على السلطات أن "تحذر" من الواقع الفعلي، مؤكدا أن البلد بحاجة إلى خطة تنمية ذات جودة، وأوضح أن البرنامج الفعلي الذي تتحدث عنه الحكومة يفتقر للمعايير والمؤشرات اللازمة للنجاح وتحقيق التنمية المطلوبة.
وأوضح مؤمني أنه ووفقا لتقرير صندق النقد الدولي توجد 5 دول فقط هي التي لديها ظروف أسوأ من إيران في مجال التنمية.
وتابع الباحث: هناك الكثير من القضايا التي باتت تهدد أصل النظام والدولة في إيران، سواء من حيث العدد أو من حيث العمق والتفاقم، وخلقت حالة مقلقة في البلاد، وهو ما يفرض على السلطة البدء بخطة تنمية حقيقة وذات جودة.
ويرى الكاتب أنه لا يمكن للمراقب أن يلمس إرادة جدية من قبل السلطة الحالية للبدء بخطة تنموية حقيقية، والسبب الرئيسي في ذلك هو أن الجماعات المستفيدة من الوضع الراهن لا تريد أن تشاهد برنامجا صارما قد يقيد وصولهم واستحواذهم على الموارد والإمكانات.
"أرمان ملي": حظوظ ترامب في الرئاسة أكثر من بايدن ومجيئه سيشعل أزمات جديدة
في شأن منفصل اعتبر المحلل السياسي، مهدي مطهر نيا، أنه من السابق لأوانه الحديث عن الانتخابات الرئاسية الأميركية لعام 2024، لكن من الواضح أن حظوظ ترامب تزداد يوما بعد يوم في ظل تعثر إدارة بايدن داخليا وخارجيا.
وذكر مطهر نيا أن مجيء ترامب عام 2016 تسبّب بنوع من الصدمة لجهاز السياسة الخارجية الأميركية، مضيفًا أن الرئيس الأميركي جو بايدن يعاني من مرحلة ضعف سببها الشيخوخة، كما أن العديد من استطلاعات الرأي تدل على أن حظوظ ترامب أكثر من بايدن.
وبرأي الكاتب، فإن مواقف ترامب من الملف النووي الإيراني، وحرب غزة ودعم إسرائيل، والقضايا الداخلية في المجال الاقتصادي، ومسألة المهاجرين، وكبح التضخّم والبطالة، يمكن أن تؤثّر على انتخابات 2024.
وقال مطهر نيا إن أصغر خطوة يقوم بها بايدن بالنظر إلى وضعه المتأرجح، يمكن أن تترك أثرًا مدمرا للغاية على الحزب الديمقراطي، فضلًا عن أن الحرب الأوكرانية خلقت مخاوف لدى الأوروبيين بشأن سياسة بايدن تجاه أوكرانيا، في وقت يحاول الأميركيون إبقاء مسألة المواجهة مع الصين من أجل الحفاظ على تحركاتهم الدولية.