لا يمكن تصنيف تصريحات المسؤولين الإيرانيين تجاه الحرب في غزة سوى أنها في خانة الاستهلاك الداخلي والتناحر الفئوي أو أنها تنم عن قطيعة بين الواقع المعاش وأصحاب تلك التصريحات، حيث يزعم القادة الإيرانيون أنهم الوحيدون في العالم الذين يقدمون الدعم لغزة وأنه لا تراجع عن هذا الموقف.
آخر هذه التصريحات التي غطتها الصحف الصادرة اليوم هي تلك التي صدرت عن الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، حيث زعم أن الدعم الذي يقدمه النظام الإيراني لغزة وفلسطين يرتكز على الدستور الذي "يدعم المظلومين"، وأن طهران تمضي قدما في هذا المسار الدستوري!
وليس معلوما ماهية هذا الدعم الذي "يتفاخر" به قادة النظام الإيراني بعد أن تبرأ هرم السلطة المرشد علي خامنئي من حماس وفلسطين وغزة، مؤكدا أن "تعرض مصالح إيران" للخطر هو وحده الذي سيؤدي إلى تدخل إيران ومحاربة إسرائيل.
وفي سياق غير بعيد دافعت صحف النظام عن أعمال جماعة أنصار الله الحوثي المقربة من إيران بعد أن هاجمت سفينتين تجاريتين، أمس الأحد، وكتبت صحيفة "عصر إيرانيان" أن الحوثيين لن يسمحوا بمرور السفن من مضيق باب المندب.
على صعيد داخلي تناولت بعض الصحف أزمة التلوث المستمرة منذ بدء موسم البرد والمطر، وأشارت صحيفة "ستاره صبح" إلى أن التلوث في طهران وحدها حصد أرواح 6398 مواطنا خلال عام واحد وهو ما يجسد حجم المأساة في العاصمة التي يسكنها أكثر من 15 مليون إنسان.
صحيفة "اقتصاد بويا" دعت السلطات الحاكمة إلى اعتماد الطرق العالمية المعروفة في مواجهة أزمة التلوث والتوقف عن تكرار السياسات الماضية التي ثبت فشلها أو الاكتفاء باتهام المواطنين بالتسبب في أزمة التلوث.
على الصعيد الاقتصادي نقلت صحيفة "روزكار" تصريحات رئيس البنك المركزي الإيراني محمد رضا فرزين ردا على الأخبار التي تتحدث عن قرب انفجار في أسعار العملة الصعبة وموجة جديدة من انهيارات العملة الإيرانية.
وذكر فرزين حسبما جاء في الصحيفة أنه لا صحة للمعلومات والأخبار التي تتحدث عن تجميد الأموال الإيرانية في قطر بقرار أميركي، وقال إن الأطراف المعنية تقوم بالإجراءات اللازمة لتسليم إيران هذه الأموال والاستفادة منها كما تم الاتفاق عليه.
صحيفة "كيهان" المقربة من المرشد خامنئي تصنع من الفضيحة إنجازا وتقلب الرذيلة فضيلة، فهي على سبيل المثال أشادت بالحكومة بعد الكشف عن فضيحة في ملف استيراد الشاي قُدّر بـ3 مليارات دولار تقريبا وقالت إن هذا الفساد وُلد في عهد الحكومة السابقة، لكن حكومة رئيسي هي التي كشفت عنه وأظهرته للعيان.
أما صحيفة "اعتماد" فخالفت "كيهان" وأكدت أن فضيحة الفساد هذه وليدة الحكومة الحالية وحدثت في عهد رئيسي وليس في عهد حكومة روحاني السابقة كما زعمت "كيهان".
نقرأ الآن تفاصيل بعض الموضوعات في صحف اليوم..
"ستاره صبح": لا خيار أمام إيران في موضوع غزة سوى التزام الموقف الحالي وعدم التدخل
قال المحلل السياسي نعمت الله إيزدي في مقال له بصحيفة "ستاره صبح" إن الموقف الإيراني من الحرب في غزة والمتمثل في عدم التدخل بجانب حماس قد يُنظر إليه على أنه "موقف ذكي، وقرار عقلاني" لكن الحقيقة إن إيران "لا تملك خيارا سوى هذا القرار".
وكتب إيزدي قائلا: "العقلانية تفرض أن يستمر هذا الموقف على شكله الحالي مهما توسعت الحرب، لأن الظروف الداخلية والحالة الاجتماعية والاقتصادية وكذلك موقع إيران دوليا والعقوبات وبرنامجها النووي كلها تفرض ضرورة عدم التدخل لأن التدخل سيكون مكلفا للغاية".
وجاء في المقال كذلك: "يعتقد الباحث أن موقف إيران سيبقى على ما هو عليه ويقتصر على التحركات الدبلوماسية والدعم المعنوي والإنساني لأهل غزة والفلسطينيين. لو أرادت إيران التدخل العسكري فإن إسرائيل سترد وسينضم إليها حلفاؤها الدوليون والإقليميون".
"كيهان": الهجوم على جنوب إسرائيل تم باستخدام طائرات مسيرة إيرانية الصنع
زعمت صحيفة "كيهان" التي عانت في الأيام الماضية من الموقف الإيراني "الخجول" مما تتعرض له حماس، أحد أطراف "محور المقاومة" المفترض، زعمت أن إحدى الفرضيات حول مصدر الهجمات بالطائرات المسيرة على جنوب إسرائيل تعتقد أن من يقف وراء الهجمات هي جماعة "جيش الإمام الحسين" الموالية لإيران في سوريا.
وذكرت الصحيفة أن هذه الطائرات المسيرة انطلقت إما من جنوب سوريا وإما من شمالها الشرقي وقطعت مسافات طويلة من الأجواء الأردنية قبل أن تصل إلى إسرائيل، موضحة أن السبب في هذه الخطوة هو أن إسرائيل لم تكن تتوقع أن تُستهدف من جانب الأردن وتعتقد أن حدودها مع الأردن أكثر أمنا واستقرارا.
وأضافت "كيهان" أن هناك من يرى أن الطائرات المسيرة التي تستهدف إسرائيل هي طائرات من نوع "شاهد-101" وهي طائرات مصممة لمسافات لا تتجاوز 700 كيلومتر وهذا ما يثير شكوكا حول احتمالية انطلاقها من اليمن ويعزز الاعتقاد بأنها انطلقت من جنوب سوريا لأن المسافة بين اليمن وإسرائيل تناهز 2000 كيلومتر.
وختمت الصحيفة أن فرضية قيام حزب الله أو جماعة موالية له بإطلاق هذه الصواريخ من جنوب سوريا هي الفرضية الأقوى.
"جمهوري إسلامي": عوامل عدة تدفع بتراجع جديد للعملة الإيرانية أمام العملات الصعبة
نقلت صحيفة "جمهوري إسلامي" كلام مدير اللجنة المالية في مركز البحوث التابع للبرلمان الإيراني مهدي داربي، والذي ذكر أن عوامل عدة تعزز احتمالية أن تشهد العملة الإيرانية تراجعا جديدا أمام العملات الصعبة في الفترة المقبلة.
وقال داربي إنه لا يمكن بحال من الأحوال الاستمرار والبقاء على سعر التومان الإيراني الحالي في ظل "سياسة الفرض" التي تعتمدها الحكومة، حيث تتجاهل طبيعة السوق ونشاط الاقتصاد، مؤكدا أن الحل لا يأتي عبر قمع هذه الانسيابية الطبيعية في السوق وإنما عبر القضاء على العوامل التي تدفع نحو رفع الأسعار مثل نقص الميزانية وارتفاع نسب التضخم.
وذكر المسؤول الإيراني: "التجربة أثبتت أن مسار العملة الإيرانية دائما يكون هبوطا أمام العملات الصعبة وتعلمنا أنه بعد كل فترة من الهدوء النسبي تلحقه طفرة في العملات الصعبة على حساب التومان الإيراني".