تنوعت الملفات التي ناقشتها الصحف الإيرانية الصادرة اليوم، الثلاثاء 28 نوفمبر (تشرين الثاني)، لتشمل قضايا مختلفة، وإن احتلت الأزمة الاقتصادية الحصة الأكبر من الاهتمام والتركيز.
بعض الصحف أشارت إلى آثار العقوبات الاقتصادية واستمرار هذا الوضع، وأكدت أن المهمة الرئيسية التي يجب على الحكومة التفكير بها هي البحث عن حلول عاجلة لهذه الأزمة، لأنها عطلت التنمية في البلاد، وأصبحت تسير بالمجتمع إلى الخلف.
بعض الصحف مثل "جهان صنعت" انتقدت حديث المسؤولين عن "إعمار غزة" في الوقت الذي باتت فيه إيران عبارة عن "خرابة" تحتاج للإعمار وإعادة البناء.
صحيفة "توسعه إيراني" نقلت كلام الخبير الاقتصادي مهدي بازوكي، الذي قال إنه من المستبعد أن يصل نمو الاقتصاد في إيران إلى 7 في المائة كما يزعم المسؤولون، والسبب في ذلك- حسبما يقول الباحث بازوكي- يعود إلى عدم نجاح الحكومة في معالجة المشكلات في السياسة الخارجية.
وأضاف: السياسة الخارجية يجب أن تكون في خدمة التنمية الاقتصادية، فالاقتصاد هو تابع للسياسة بل رهينة لديها، لا يمكن أن نتخيل نموا اقتصاديا في ظل غياب الاستثمار الذي لا يأتي إلا في حالة الاستقرار السياسي.
في شأن آخر حذر كاتب صحيفة "اعتماد"، عباس عبدي، من خطورة أزمة التلوث في إيران، حيث تشهد المدن الإيرانية اتساعا في نطاق التلوث وأشكاله المتعددة، مؤكدا عجز الحكومة عن القيام بواجبها في معالجة هذه الأزمة المتفاقمة.
وقال الكاتب: المخيف أن يأتي اليوم الذي يؤدي فيه هذا التلوث إلى وفاة مئات المواطنين يوميا، وإذا راجعنا حجم التلوث في السنوات الماضية، فإن توقع هذا اليوم ليس بالأمر المستبعد، وإننا سنراه عاجلا أم آجلا.
في موضوع منفصل تطرق الكاتب، تقي آزاد مكي، إلى أزمة الهجرة من إيران، وقال إن مسار الهجرة يظهر أن الراحلين من إيران لن يعودوا إلى البلاد، موضحا أن ارتفاع معدل الهجرة إلى 35 في المائة يبعث على القلق، ويظهر أن المجتمع الإيراني يعيش حالة من عدم الاستقرار وعدم الاطمئنان.
وشبه الواقع الحالي في إيران بحالة الحروب أو الزلزال والفيضانات، حيث يرغب الجميع في البحث عن مكان آخر، وهذه الحقيقة توضح الانفجار الذي سيحدث في المستقبل في مجال الهجرة.
على صعيد الحرب في غزة قال المحلل السياسي حسن بهشتي بور لصحيفة "ستاره صبح" إن حماس قد وجهت إلى إسرائيل "ضربة مؤلمة"، لكن مع ذلك لا يمكن اعتبارها الرابح في هذه الحرب، مشيرا إلى الخسائر المادية والبشرية الهائلة التي حلت بالفلسطينيين وقطاع غزة، وأضاف أن القطاع يحتاج إلى سنوات طويلة لكي يتم معالجة آثار هذا الدمار الهائل.
نقرأ الآن تفاصيل بعض الموضوعات في صحف اليوم:
"أترك": العقوبات الأميركية كارثة حلت على الاقتصاد الإيراني
سلطت صحيفة "أترك" الضوء على الآثار الاقتصادية المدمرة التي خلفتها العقوبات الأميركية على الاقتصاد الإيراني، وقالت إنه وخلال 12 عاما تقلص الإنتاج في إيران من 600 مليار دولار إلى 370 مليارا فقط.
وأضافت الصحيفة نقلا عن خبير اقتصادي أن حجم الاقتصاد الإيراني تقلص للغاية، وفقد 40 في المائة من حجمه السابق، وهو ما انعكس على حياة المواطن التي تزداد سوءا عاما بعد عام في ظل فقدان رؤية مستقبلية واعدة.
وفي تقريرها التي عنونته بـ"العقوبات كارثة على الاقتصاد"، قالت الصحيفة إن التضخم المرتفع قد قلص كذلك نسبة الطبقة المتوسطة في إيران، إذ أصبح الكثير ممن ينتمون إلى هذه الطبقة ضمن الفقراء الذين يعجزون عن توفير حاجاتهم الأساسية.
ونقلت الصحيفة كلام المختص في الشؤون الاقتصادية، وحيد شقائقي، الذي قال إن استمرار هذا الوضع والتضخم المرتفع يعني أن الطبقة المتوسطة الإيرانية ستختفي تماما، وتبقى طبقتان في المجتمع: الأثرياء والفقراء، مع اعتبار أن الأكثرية الساحقة تشكلها طبقة الفقراء.
"ستاره صبح": الفقر في إيران وفق أرقام البنك الدولي
في تقرير لها أشارت صحيفة "ستاره صبح" الإصلاحية إلى تقرير للبنك الدولي أشار فيه إلى نسب الفقر والفقراء في إيران، وقالت إن أكثر من 10 ملايين إيراني هم فقراء، وأن 40 في المائة مهددون بالفقر.
وأشارت الصحيفة إلى تقرير لوكالة "بلومبرغ" ذكرت فيه أن النمو الاقتصادي في إيران تدمر في العقد الأخير، وأن العقوبات كانت لها آثار مدمرة في هذا الصعيد.
الصحيفة نقلت أرقاما أخرى من نواب ومسؤولين إيرانيين، ذكروا أن النسب أكبر مما جاء في تقرير البنك الدولي، حيث قال على أقا محمدي، عضو مجلس تشخيص مصلحة النظام، إن 19 مليون إيراني محرومون من أساسيات الحياة، كما قال النائب في البرلمان، معين الله سعيدي، إن ثلث الإيرانيين يعيشون تحت خط الفقر.
"جهان صنعت": إيران سجن كبير والكل يعاني من الاكتئاب ويفكر بالهجرة
في مقاله بصحيفة "جهان صنعت" انتقد الباحث السياسي، شهريار شفيعي خطاب، مسؤولي النظام تجاه غزة وحديثهم عن العزم في المشاركة في إعادة "إعمار غزة"، وقال إن إيران أصبحت "خرابة"، لكن مع ذلك نجد المسؤولين يتحدثون عن إعمار غزة، ويذكرون أنهم يخططون لإنفاق الأموال هناك من أجل إعادة الإعمار.
وأوضح الكاتب "أن المسؤولين يرون مطالب المواطنين ويسمعونها عن قرب لكنهم لا يحركون ساكنا. لا يوجد أفق واضح للمستقبل في مجال التنمية في البلد. أصبحنا في واقع لا يتم التفكير فيه بالمستقبل".
وشدد الباحث على ضرورة أن تفكر السلطة في إصلاح وضعها وتحسين حالتها، وليس التفكير في معالجة مشكلات العالم، محذرا من أن إيران ستصبح عبارة عن سجن كبير الكل يعاني فيه من الاكتئاب ولا يفكر سوى بالهجرة ومغادرة بلد.