غطى عدد من الصحف الصادرة اليوم الاثنين ما كشفت عنه صحيفة "اعتماد" من وثيقة "سرية للغاية" يظهر فيها أن وزارة الداخلية الإيرانية قدمت ترخيصا لمن يسمون "ضباط الحجاب" لملاحقة السيدات الرافضات للحجاب الإجباري والتضييق عليهن.
اللافت في هذه الوثيقة أنها تفند تصريحات لوزير الداخلية أحمد وحيدي زعم فيها أن وزارته لم تصدر ترخيصا لهؤلاء الضباط وأن من يمارسون هذه الأعمال يبادرون من تلقاء أنفسهم وبشكل طوعي.
السلطة تدخلت بسرعة بعد نشر الصحيفة لهذه الوثيقة وأقام القضاء في طهران بتجريم صحيفة "اعتماد" لنشرها وثيقة "سرية للغاية"، الأمر الذي اعترضت عليه عدد من الصحف الأخرى مثل "توسعه إيراني" واعتبرته تضييعا لحقوق المواطنين ولحق الوصول الحر إلى المعلومات.
الصحيفة قالت إن كل شيء من ممارسات السلطة أصبح "سريا" بدءا بمفاوضات الاتفاق النووي وانتهاء بإيصال راتب حارس البلدية، مؤكدة أن القضاء يجب أن يكون ممثلا لحقوق المواطنين والإرادة العامة وليس حارسا لوزارة الداخلية والمدافع عنها.
على صعيد الحرب في غزة ومستجدات الصراع الفلسطيني الإسرائيلي قالت صحيفة "ستاره صبح" إن حرب غزة خلقت مناخا مناسبا لتحقيق حل الدولتين.
وأوضحت الصحيفة أن إسرائيل لا تبالي بارتفاع عدد الضحايا المدنيين في صفوف الفلسطينيين وأنها حتى الآن لا تظهر رغبة في إنهاء الحرب، وبالتالي فإن أعمالا مثل التي يقوم بها الحوثيون في اليمن لن تؤدي إلا إلى زيادة التوترات وتضرر السكان في غزة، وبالتالي من الأفضل استغلال الظرف الحالي والعمل على حل الدولتين.
وفي شأن آخر، هاجمت صحيفة "جمهوري إسلامي" السياسات الإيرانية التي تعمل على الانفتاح على حركة طالبان في أفغانستان متهمة الحركة بأنها "صنيعة أميركية تهدف لمواجهة إيران وحماية المصالح الأميركية والإسرائيلية في المنطقة".
وقالت الصحيفة إن الغرب يدعم حركة طالبان ويقدم لها الأموال باستمرار حيث تقدر المساعدات الغربية بخمسين ألف دولار أسبوعيا وهذا هو السبب الذي دفع بحركة طالبان إلى منع تنظيم أي مظاهرات داعمة لفلسطين خلال أسابيع من الحرب على غزة، حسبما جاء في مقال الصحيفة الإيرانية.
وختمت الصحيفة مقالها بمطالبة السلطات الإيرانية بالتوقف عن دعم حركة طالبان وتطهير سجلها، واصفة الحركة بأنها "إسرائيل ثانية" وأنها "تستهدف الشيعة" في أفغانستان كونها حركة "تكفيرية إرهابية".
نقرأ الآن تفاصيل بعض الموضوعات في صحف اليوم..
"كيهان": الإصلاحيون وحسن روحاني خونة وكانوا يعملون لإرضاء أميركا
هاجمت صحيفة "كيهان" التيار الإصلاحي والرئيس الإيراني السابق حسن روحاني، واتهمتهما بـ"الخيانة"، وقالت إن "هؤلاء خونة لكنهم أصبحوا اليوم مدعين" ويطالبون بمطالب ليست من حقهم.
الصحيفة قالت إن سجل الإصلاحيين وحسن روحاني سجل أسود ويجب عليهم الاعتذار أمام الشعب وليس محاولة خوضهم الانتخابات مرة أخرى.
كما هاجمت الصحيفة وسائل الإعلام والصحف المنتقدة للحكومة، وقالت إن هذه الوسائل الإعلامية تتجاهل إنجازات الحكومة والأحداث الباعثة على الأمل وتحاول إبراز الأمور التي من شأنها أن تبث اليأس والقنوط.
كما ادعت الصحيفة أن أخطاء حكومة روحاني وضعف إدارته "كان عمديا" حيث يراد منه إرضاء الأميركيين، مضيفة أن حكومة روحاني السابقة وأعداء إيران كانوا يهدفون بشكل مشترك إلى تطبيع علاقات إيران مع الدول الأخرى وجعل إيران دولة طبيعية وهي تهمة ترى الصحيفة أنه ينبغي الاعتذار عنها ومحاسبة المتهمين بها.
"شرق": وزارة الخارجية في إيران بلا صلاحيات ومن الأفضل تغيير اسمها إلى "وزارة التشريفات"
انتقدت صحيفة "شرق" الإصلاحية القيود التي تفرض على وزارة الخارجية الإيرانية بحيث أفرغتها من محتواها وجعلتها بلا مكانة وصلاحيات. وقالت إنه في ظل هذه القيود والتهميش من الأفضل أن نغير اسم وزارة الخارجية ونطلق عليها اسم "وزارة التشريفات" حيث إن دورها شكلي.
الصحيفة نشرت رسالة للسفير الإيراني السابق في الاتحاد السوفياتي ناصر نوبري وجهها إلى البرلمان انتقد فيها قانونا له يستثني القوات المسلحة ومنظمة الطاقة الذرية ووزارة الاستخبارات من التنسيق مع الوزارة أثناء القيام بأدوارهم.
وقال الكاتب إن وزارة الخارجية في كل دول العالم تحتل مكانة هامة، والوزير الذي يتولى هذا المنصب يعد الشخص الثاني في البلاد، لكن وفي ظل القوانين الحالية في إيران فإن وزارة الخارجية تصبح بلا قيمة أو اعتبار.
"ستاره صبح": التضخم في إيران 70 في المائة والسلطات تزعم أنه 45 في المائة فقط
سلطت صحيفة "ستاره صبح" الضوء على أزمة التضخم في إيران ولفتت إلى أن نسبة التضخم للشهرين الماضيين بلغت رسميا قريبا من 45 في المائة، موضحة أن ما يشعر به المواطن في إيران يبدو أعلى بكثير من ذلك، حيث يتوقع البعض أن التضخم الحقيقي في إيران هو 70 في المائة لكن السلطات تخفي ذلك.
الصحيفة نقلت كلام الخبير الاقتصادي هادي حق شناس، حيث قال إن الغلاء الذي عاشه الإيرانيون هذا العام سيستمر في العام القادم كذلك، لأنه حتى لو افترضنا جدلا بأن الحكومة ستخفض نسبة التضخم فإن عامل نقص الميزانية سيقود في النهاية إلى ارتفاع التضخم والغلاء.
الغلاء والتضخم واستهلاك قطاع النقل والتلوث الشديد وعشرات الأزمات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية لم تجعل الصحف الموالية للحكومة تمضي قدما في دعايتها الإعلامية حيث تزعم هذه الصحف أن إيران وصلت إلى القمة وأن التقدم الذي حققته كان كبيرا للغاية دون اعتبار للحقائق على الأرض أو الوضع المعيشي الذي يعاني منه الإيرانيون.