اعتبرت الصحف الموالية للنظام في إيران أن الهدنة المؤقتة في قطاع غزة نصر لـ"محور المقاومة" والموالين لإيران في المنطقة، وأكدت على نجاح عملية "طوفان الأقصى" التي بدأتها حركة حماس في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) الماضي.
صحيفة "جوان" وهي من الصحف المقربة جدا من الحرس الثوري، أشارت إلى مسيرة نظمتها قوات التعبئة الشعبية المعروفة باسم "الباسيج" لدعم غزة، وقالت إن الباسيج تظاهروا أمس بـ"مئات الآلاف" في عموم إيران ليثبتوا دعمهم للقضية الفلسطينية.
هذه الأرقام الكبيرة التي تدعيها صحف النظام لا تعكسها الصور والمقاطع المنتشرة في وسائل التواصل الاجتماعي، حيث أظهرت التقارير أن الأعداد المشاركة ضئيلة للغاية. وقد سخر كتاب وصحافيون من فشل السلطات في إعداد مسيرات ومظاهرات حاشدة على غرار ما شهدتها دول العالم.
صحيفة "جوان" اعتبرت أن مظاهرات الباسيج أمس الجمعة قد "جلبت الأمل للأصدقاء والخوف والرعب للأعداء"، عبر رفعها "شعار الموت لأميركا والموت لإسرائيل".
صحيفة "سياست روز" الأصولية أيضا عنونت حول هذا الموضوع، وكتبت في مانشيتها "استعراض 50 ألف باسيجي تحت عنوان: إلى بيت المقدس".
أما صحيفة "كيهان" المقربة من المرشد علي خامنئي في مقالها الافتتاحي فقد هاجمت التيارات السياسية في إيران بسبب تحذيرها من الانخراط في الصراع بين حماس وإسرائيل. وقالت: "هؤلاء وعبر هذه الدعاية الجبانة والخائفة من الحرب يريدون إظهار إيران في دور المتفرج أمام التحولات الإقليمية".
الصحف الأخرى كانت أكثر عقلانية في التعاطي مع الأزمة ووصفت الهدنة بأنها فرصة لعودة الهدوء والاستقرار إلى قطاع غزة بعد 49 يوما من القصف والغارات الجوية.
وفي شأن آخر، تطرقت صحف الإصلاحيين مثل "شرق"، و"اعتماد"، لموضوع زيادة الضرائب في موازنة الحكومة للعام المقبل.
وأوضحت هذه الصحف أن الحكومة الحالية تخطط لتعويض العجز في ميزانيتها من خلال فرض قيود ضريبية وممارسة المزيد من الضغوط على المواطنين والوحدات الاقتصادية من خلال زيادة الحكومة مبلغ الضرائب التي تم تسلمها إلى ضعف إيرادات النفط في مشروع قانون ميزانية العام المقبل.
وفي موضوع منفصل علقت صحیفة "آرمان امروز" على بيان الترويكا الأوروبية المندد بقرار إيران إلغاء تراخيص بعض مفتشي الوكالة الأوروبيين بسبب التصريحات الانتقادية لبلادهم حول الملف النووي الإيراني.
الصحيفة أشارت إلى هذا البيان، وعنونت بالقول: "رسالة أوروبية بنكهة التهديد"، ولفتت إلى تحذير هذه الدول الثلاث مسؤولي طهران قائلة إن "العمل الفني المستقل للوكالة لا يمكن أن يخضع للتفسير السياسي الإيراني لآراء الدول الأعضاء الأخرى".
نقرأ الآن تفاصيل بعض الموضوعات في صحف اليوم..
"ستاره صبح": خطأ تقديرات حماس وموقف النظام الإيراني أظهرا الجانب الدعائي لدعم القضية الفلسطينية
قال رئيس تحرير صحيفة "ستاره صبح" في مقاله الافتتاحي بالصحيفة إن حركة حماس كانت تظن أنها ومن خلال بدئها عملية طوفان الأقصى ستدفع أطرافا أخرى مثل حركة فتح وحزب الله اللبناني والحشد الشعبي وإيران ودول عربية إلى مسايرتها للقضاء على إسرائيل.
لكن، يضيف الكاتب أن مجرى الأحداث أظهر أن هذه الأطراف والدول لم تكن ترغب في الوقوف بجانب حماس وهو ما جعل إسرائيل تصل إلى الأنفاق ليظهر للمراقبين أن التكلفة التي دفعتها حركة حماس من خلال هذه العملية كانت أكبر من النفع الذي جنته حسب ما جاء في المقال.
ونوه الكاتب إلى أن موقف إيران أظهر "الجانب الدعائي" لدعم القضية الفلسطينية، وأكد أنه لا يمكن لإيران أن تقوم بدور حقيقي في هذا الصراع الذي هو صراع عربي– إسرائيلي ولا علاقة لإيران وشعبها به.
وختم الكاتب: "عندما يكون الإيرانيون عاجزين عن توفير المياه والخبز والهواء النظيف تصبح القضايا الدولية وموضوع فلسطين موضوعا غير مرتبط بهم من قريب أو بعيد".
"سازندكي": الضرائب على العمال والموظفين في ميزانية العام القادم هي الأكبر في تاريخ إيران
عام صعب في انتظار إيران، هذا ما خلصت إليه صحيفة "سازندكي" الإصلاحية في تقريرها حول طبيعة ميزانية العام القادم، حيث تكشف الأرقام أن الحكومة تعتزم تأمين هذه الميزانية عبر مضاعفة الضرائب على المشاغل والموظفين والعمال بعد أن تراجعت إيرادات النفط بشكل ملحوظ.
وأوضحت الصحيفة أن 22 في المئة فقط من نسبة الميزانية يتم توفيرها من صادرات النفط والغاز، فيما حملت قطاعات مثل الضرائب والجمارك وأسهم الشركات الحكومية وبيع السندات المالية ما يعادل 72 في المئة من حجم الميزانية وهذا حدث غير مسبوق في تاريخ ميزانيات البلاد.
كما نوهت الصحيفة إلى تغيير حصة صندوق الاستثمار الوطني في حجم الإنفاق ضمن مقررات الميزانية وضاعفت في المقابل حصة القوات المسلحة لتصل إلى 44 في المئة.
وقالت الصحيفة إن الحكومة رفعت سقف الضرائب على القطاعات غير التابعة لها وخصصت موارد مالية هائلة للقطاعات التابعة وهي محاولة للاستعداد لخوض الانتخابات القادمة وترتيب الصفوف والجبهات.
"جهان صنعت": العمال في إيران يعملون لسد جوعهم وإشباع بطونهم
قالت الخبيرة الاقتصادية سمية غل بور لصحيفة "جهان صنعت" إن ناقوس خطر المعيشة قد دق في إيران وأصبح العمال الذين يواجهون أزمة اقتصادية طاحنة، يعملون من أجل أن لا تجوع أسرهم وليس هناك أي إمكانية للادخار أو الإنفاق على الكماليات كالسفر والصحة والترفيه.
وقالت غل بور التي تترأس جمعية المنتديات النقابية للعمال إن الحكومة لا تشفق ولا تبالي بحال العمال لأنها أكبر "صاحب عمل" في إيران وبالتالي هي المستفيدة من الأجور المتدنية والرواتب القليلة التي يتقاضاها العمال والموظفون.
بدوره، قال محمد صادق جنان صفت إن الحكومة تظهر أنها تعاند المواطنين عبر فرضها لهذه النسبة العالية من الضرائب وكأنها تريد تعويض فشلها في الحصول على الموارد والعائدات من النفط عبر فرض الضرائب على العمال والموظفين.