واصلت الصحف الإيرانية الصادرة اليوم، الأربعاء 22 نوفمبر (تشرين الثاني)، اهتمامها بالحرب في غزة، وحديث الهدنة المرتقبة في القطاع بعد 47 يوما من القتال الذي اندلع عقب عملية "طوفان الأقصى" التي شنتها حركة حماس في السابع من أكتوبر الماضي.
الصحف الإصلاحية رأت أن أي شكل من أشكال الهدنة سيخفف من معاناة سكان غزة، وذكرت أن الهدنة هي انتصار للمدنيين، لكن صحيفة "جوان"، المقربة من الحرس الثوري، رأت أن الهدنة جاءت نتيجة تلقي إسرائيل ضربات موجعة من قبل "محور المقاومة".
صحيفة "جملة" قالت إن هذه الهدنة جاءت بعد تحركات للدول العربية والإسلامية، وزيارة ممثلين عن هذه الدول إلى الصين قبل أيام، وكان اللافت في هذا الوفد إلى الصين هو غياب إيران عنه وعدم وجود أي ممثل لها.
الصحيفة رأت أن السبب الرئيسي في هذا الغياب هو موقف إيران الذي ترفضه جميع الدول واللاعبين الإقليميين والدوليين، حيث تطالب بقطع العلاقات مع إسرائيل، وترفض فكرة حل الدولتين التي تسعى الدول إلى تفعيلها لإيجاد حل دائم للقضية الفلسطينية.
صحيفة "جوان" نقلت أيضا كلام الرئيس الإيراني خلال كلمته في اجتماع مجموعة "بريكس" حول غزة، حيث اقترح رئيسي قطع كامل العلاقات بين الدول الأعضاء في المنظمة وإسرائيل، وهو مقترح لا يبدو معقولا لدى الدول الأعضاء التي تؤمن بأهمية تفعيل القرارات الأممية والتوصل إلى سلام شامل بين إسرائيل وفلسطين.
في سياق منفصل تطرقت صحيفة "جمهوري إسلامي" إلى أزمة شح الأدوية في الصيدليات، وقالت الصحيفة إن مرضى القلب باتوا يواجهون أزمة تهدد حياتهم في ظل شح الأدوية في الصيدليات، مؤكدة أن معظم الأدوية الموجودة في الصيدليات ذات صلاحية محدودة، وسينقضي تاريخ صلاحيتها في غضون أيام قليلة.
وأضافت الصحيفة أن ناقوس الخطر بالنسبة للأدوية قد دق، وهذا الشح المتزايد في الأسواق ينتشر من دواء إلى دواء، مشددة على ضرورة أن تجد الحكومة حلولا سريعة لأزمة الدواء في البلاد.
نقرأ الآن تفاصيل بعض الموضوعات في صحف اليوم:
"كيهان": الهدنة في غزة "كارثة" لإسرائيل والولايات المتحدة الأميركية
قالت صحيفة "كيهان"، المقربة من المرشد علي خامنئي، إن الحديث عن الهدنة يعني "فشل" إسرائيل في تحقيق أي من أهدافها، موضحة أن التوصل إلى الهدنة يجعل من الصعب على تل أبيب استئناف القتال، لأن ذلك سيضعها أمام غضب عالمي.
وأضافت الصحيفة أن إسرائيل باتت بين خيارين كليهما سيئ، وعليها الاختيار بين السيئ والأسوأ، منوهة أن إعلان الهزيمة في حرب غزة سيكون كارثيا بالنسبة لإسرائيل، لكن الوضع بالنسبة للولايات المتحدة الأميركية سيكون أكثر كارثية لأنها هي من تقود هذه الحرب.
كما أشادت الصحيفة بما قامت به جماعة أنصار الله الحوثي، المدعومة من قبل إيران، بعد أن قامت باحتجاز سفينة تابعة لرجل أعمال إسرائيلي واقتادتها إلى سواحل اليمن، كما لفتت إلى هجمات حزب الله على المناطق الشمالية في إسرائيل، وقالت إنه ووفقا للتقارير فإن حزب الله قد بدأ أشد هجوم له على إسرائيل منذ بداية الحرب.
"جوان": مقترحات إيرانية لقضية الحرب في غزة
أشادت صحيفة "جوان"، الأصولية والمقربة من الحرس الثوري، باقتراحات الرئيس الإيراني إلى مجموعة "بريكس" خلال كلمة له في اجتماع عقده أعضاء القمة عبر خدمة الفيديو.
الصحيفة أشارت إلى 7 مقترحات قدمها رئيسي إلى أعضاء المجموعة، شملت قطع العلاقات بين أعضاء بريكس وإسرائيل، وتصنيف إسرائيل دولة إرهابية، ورفع دعوة في محكمة العدل الدولية ضد تل أبيب وواشنطن.
كما قال رئيسي في كلمته، حسبما جاء في تقرير الصحيفة، إن إيران تؤمن بحل دائم ومستدام للقضية الفلسطينية يتمثل بتشكل دولة فلسطينية واحدة تقوم على مبدأ الاستفتاء العام.
يبدو أن مثل هذه المواقف البعيدة عن الواقع والإمكان تجعل العديد من الدول بما فيها حلفاء إيران المفترضين مثل روسيا والصين يتجاهلون هذه الدعوات، ويفضلون حلولا عملية كحل الدولتين، وهو موقف معظم دول العالم العربي والإسلامي التي تسعى إلى اتفاق سلام دائم بين إسرائيل والفلسطينيين.
"جملة": الدخان الأبيض سيرتفع من بكين وينهي حرب غزة
أشادت صحيفة "جملة" بالجهود التي تبذلها الدول العربية والإسلامية في التوصل إلى اتفاق هدنة في الحرب على غزة، ولفتت إلى زيارة وفد كبير من دول العالم العربي والإسلامي إلى الصين، موضحة أن بكين بما تملكه من علاقات بين جميع اللاعبين تستطيع أداء دور فعال في إنهاء هذا الصراع.
وقالت الصحيفة إنه نظرا إلى الجفوة الحاصلة بين الدول العربية والولايات المتحدة الأميركية فإنه من المأمول أن تتجه هذه الدول إلى الصين كونها وسيطا أكثر مقبولية لدى جميع الأطراف، وأوضحت أن للصين علاقات جيدة مع إسرائيل ما يجعلها مصدر ثقة لدى تل أبيب كذلك.
وأضافت "جملة" أن الإسرائيليين لا يثقون بالروس كما يثقون بالصينيين، لافتة إلى استقبال روسيا قبل أيام لقيادات من الفصائل الفلسطينية المتحاربة مع إسرائيل، مشيرة إلى أن هذه الأمور تجعل الصين أكثر قدرة على إنجاح المفاوضات والتوصل إلى اتفاق.
وختمت الصحيفة أن إصرار المملكة العربية السعودية للتوصل إلى اتفاق سيشجع الصين على الانخراط أكثر في إطار مفاوضات التوصل إلى اتفاق، متوقعة أن العالم سيرى "الدخان الأبيض" يرتفع من الصين في الأيام القادمة معلنا اتفاق بين إسرائيل والفلسطينيين.