تستمر خطة إيران ونهجها في التعامل مع الأزمة في فلسطين وعدد من بلدان المنطقة منذ بداية عملية طوفان الأقصى، حيث تؤكد طهران رسميا أن لا دور لها فيما يجري حتى الآن، وأن جميع الفصائل والجماعات المسلحة تعمل من تلقاء نفسها، ولا تأخذ التعليمات منها.
هذا هو الموقف الرسمي الذي ذكره معظم المسؤولين الكبار مثل المرشد علي خامنئي والرئيس إبراهيم رئيسي ووزير الخارجية حسين أمير عبد اللهيان، أما صحف النظام فالمتابع لها يشعر بموقف آخر حيث تلوح بأن "محور المقاومة" الذي تقوده إيران ضالع في هذه الحرب المشتركة.
صحيفة "كيهان"، المقربة من المرشد خامنئي، على سبيل المثال نقلت في الأيام الماضية أن حزب الله، أكبر جماعة مسلحة موالية لإيران، قد انضم إلى الحرب فعليا، وأصبحت عملية طوفان الأقصى شاملة لجميع أطراف محور المقاومة.
وفي عددها اليوم، الثلاثاء 21 نوفمبر (تشرين الثاني)، ذكرت الصحيفة أن الحزب شرع أمس في هجوم "غير مسبوق" منذ بداية الحرب، واستهدف بصواريخ عدة مركز قيادة إسرائيلي.
كما لفتت الصحيفة إلى احتجاز الحوثيين لسفينة تجارية تابعة لرجل أعمال إسرائيلي، وأكدت أن الحوثيين سيستمرون في هذه الممارسات حتى انتهاء الحرب في غزة، كما دافعت عما تقوم بها المليشيات المسلحة في العراق وسوريا في استهداف القواعد الأميركية.
هذا الموقف المتناقض من النظام الإيراني وإعلامه أعجب الإصلاحيين الذين كانوا قلقين في البداية من انخراط إيران في الحرب ومواجهتها للولايات المتحدة الأميركية.
صحيفة "ستاره صبح" وصفت موقف طهران من الحرب على غزة بأنه "موقف ذكي"، وقد خدم مصالح "الأمن القومي الإيراني" بعدم دخولها في الحرب بجانب حماس.
في شأن اقتصادي علقت صحيفة "اعتماد" على مظاهرات الممرضين والممرضات في عدد من المدن الإيرانية، وقالت إن هؤلاء الممرضين بعد أن لاحظوا تجاهل المسؤولين لمطالبهم والاكتفاء بإطلاق الوعود والشعارات قرروا النزول للشوارع، وبدء مظاهرات نقابية ومعيشية.
وأوضحت الصحيفة أن مدنا كثيرة مثل طهران ويزد وشيراز وأصفهان ومشهد وسنندج وغيرها شهدت مظاهرات للممرضين يطالبون بدفع مستحقاتهم، وتعديل بعض القوانين المجحفة في مجال عملهم، والتمييز في موضوع الرواتب، حيث لا توجد هناك مساواة بين راتب الممرض والممرضة.
في شأن اقتصادي آخر علقت صحيفة "اقتصاد بويا" على مشروع قرار رفع سن التقاعد الذي يسعى له البرلمان، في ظل العجز الحكومي في التعامل مع قضايا الميزانية والنقص فيها، ونوهت إلى أن مثل هذه الحلول لن تكون حلولا جذرية بل هي حلول مؤقتة، وتساهم في الوقت نفسه وبشكل مباشر بزيادة البطالة بين الشباب، إذ إن الكثير من الشباب ينظرون تقاعد الموظفين الكبار ليجدوا فرصة عمل لهم.
وقالت الصحيفة إن البلاد بحاجة إلى حلول جذرية وليس مؤقتة أو منقوصة، مشددة على ضرورة التعامل مع موضوع التضخم، الذي اعتبرته أساسا لجميع المشكلات في البلاد.
نقرأ الآن تفاصيل بعض الموضوعات في صحف اليوم:
"جوان": الشعب الإيراني لم يتخل عن القضية الفلسطينية
هاجمت صحيفة "جوان"، المقربة من الحرس الثوري، كل من يتحدث عن وجود شرخ بين الشعب الإيراني والسلطة الحاكمة، وقالت إن البعض يشير إلى الأحداث في فلسطين، ويقول بأن الشعب الإيراني لم يساير النظام في موضوع الدفاع عن القضية الفلسطينية.
الصحيفة رفضت هذه التهمة، وقالت إن العالم جميعا يعرف أن الجمهورية الإسلامية هي داعم للقضية الفلسطينية، لكن الإصلاحيين يقولون إنه وبسبب سياسات النظام أصبح الشعب الإيراني لا يهتم بالقضية الفلسطينية.
الصحيفة أشارت إلى تصريحات ظريف قبل أيام، التي قال فيها إن الإيرانيين قد سئموا من تكاليف الدفاع عن القضية الفلسطينية والتبعات التي ترتبت على حياتهم سياسيا واقتصاديا، وقالت إن كل هذه التهم لا صحة لها، وأن الشعب الإيراني لا يزال مؤمنا بالقضية الفلسطينية ومدافعا عن سياسات النظام تجاه فلسطين.
وأضافت أن المظاهرات التي شهدتها طهران وعدد من المدن الإيرانية دعما لفلسطين كانت حجة دامغة تكذب كل ادعاءات الإصلاحيين ومعارضي النظام، الذين يقولون إن سياسات النظام وأخطائه السياسية جعلت الشعب الإيراني يتخلى عن القضية الفلسطينية بشكل نهائي.
"جمهوري إسلامي": مستقبل خطير ينتظر إيران إذا نجح "الإقصائيون" في مخططاتهم
أشارت صحيفة "جمهوري إسلامي" إلى الأحداث في غزة وتطورات القضية الفلسطينية، وكتبت أنه وعلى الرغم من أهمية هذه القضية للدول والبلدان الإسلامية، إلا أنها لا ينبغي أن تشغلنا هذه الأحداث عن القضايا والمشكلات الداخلية، وعلى رأسها موضوع الانتخابات وموضوع إبعاد المرشحين وإقصائهم من التنافس الانتخابي.
الصحيفة أشارت إلى حرمان العديد من النواب المنتقدين لنهج الحكومة من الترشح مرة أخرى في الانتخابات البرلمانية، وحذرت من هذا النهج ومحاولة تصفية الخصوم السياسيين والانفراد في الحكم، وكتبت: "إذا لم تعالج هذه المشكلات وتحل فإن مستقبلا خطيرا ينتظر إيران وشعبها".
وأوضحت الصحيفة أن محاولات توحيد السلطات بيد تيار واحد وإقصاء الأطراف الأخرى هي انحراف عن "الثورة الإسلامية" التي جاءت لتنهي هيمنة العائلة الواحدة، منوهة إلى أن البعض يريد أن يرجع بإيران إلى العهد السابق، حيث ينفرد تيار أو عائلة بالحكم والقرار، ويجبر الجميع على طاعته وتلبية أوامره.
ونوهت "جمهوري إسلامي" إلى أن الانتخابات القادمة هي الفرصة الوحيدة أمام صناع القرار في إيران لكي يصلحوا الانحرافات التي حدثت في الفترات السابقة، ويرمموا ما شهدته البلاد من تهميش وإقصاء للآخرين.
"جمله": الرئيس السابق خاتمي هو أكثر شخصية دينية وسياسية لها مواقف متزنة وثابتة
دافعت صحيفة "جمله" عن الرئيس الإيراني الأسبق محمد خاتمي، وقالت إن خاتمي ومنذ نهاية عهده وتولي الرئيس أحمد نجاد للسلطة من بعده يتعرض لشتى أنواع الهجوم والاستهداف من قبل الأصوليين، الذين يحاولون إسكات صوته والقضاء على دوره وتأثيره في المشهد السياسي الإيراني.
الصحيفة قالت إن خاتمي هو الشخصية الدينية والسياسية الوحيدة التي تملك شخصية متزنة، حيث التزم بمواقف واضحة منذ بداية ظهوره في المشهد السياسي وحتى يومنا هذا.
الصحيفة أشارت إلى أن خاتمي يتعرض كذلك لهجوم وانتقادات الشخصيات المحسوبة على الإصلاحيين حيث يتهمونه بالتقصير في أداء واجبه كممثل للتيار الإصلاحي والمدافع عنه.
وردت على هؤلاء المنتقدين وقالت: "هؤلاء الذين ينتقدون خاتمي يتجاهلون واقع إيران والظروف التي يعمل تحتها خاتمي، وكأن المناخ السياسي في إيران يشبه مناخ سويسرا أو السويد ولا يرون حجم القيود التي تفرض على خاتمي".