دعا المرشد الإيراني علي خامنئي مرة أخرى دول العالم الإسلامي إلى "قطع شريان" إسرائيل ووقف العلاقات الدبلوماسية معه "لمدة محدودة على الأقل". تصريحات خامنئي الجديدة جاءت خلال زيارته لمعرض عسكري للقوات الجوية شمل طائرات مسيرة ومقاتلات حربية وغيرها من الأسلحة.
الصحف الصادرة اليوم لاسيما الموالية للنظام والمقربة من صناع القرار أبرزت هذه التصريحات وتجاهلت في الوقت نفسه تجاهل النظام الإيراني لدعوات الدعم التي طالبت بها حركة حماس مما يسمى "محور المقاومة" وعدم الاكتفاء بالتصريحات والكلام.
صحف أخرى مثل "كيهان" نقلت جزءا آخر من كلام خامنئي قال فيه إن هزيمة إسرائيل والولايات المتحدة الأميركية في حرب غزة هي واقع لا يمكن إنكاره. واستخدمت صحيفة "جوان" المقربة من الحرس الثوري في مانشيتها: "أميركا أيضا لم تستطع أن تواجه حماس".
وفي سياق متصل، رحبت صحف أخرى بما قامت به جماعة أنصار الله الحوثي في اليمن من احتجاز سفينة تابعة لرجل أعمال إسرائيلي بعد عملية إنزال جوي على متن السفينة واقتيادها إلى سواحل اليمن.
صحيفة "كيهان" التابعة لخامنئي اعتبرت أن السفينة "غنائم" حصل عليها الحوثيون، كما وصفتها صحيفة "اقتصاد سرآماد" بأن ما قام به الحوثيون عمل "مشروع".
وفي شأن داخلي، دعت صحيفة "جمهوري إسلامي" السلطة في إيران إلى مراجعة حساباتها فيما يتعلق بتراجع شعبية النظام وفقدان الشعب للثقة تجاه المسؤولين وصناع القرار، مؤكدة أن إنكار هذه الحقائق لا يعالج مشكلة وإنما يزيد من حجم المشاكل وفداحتها.
ونوهت الصحيفة إلى أن "البعض في إيران يعتقد أنه قد فات الأوان ولم يعد هناك مجال للإصلاح والترميم، لكن آخرين يعتقدون أن الفرصة لا تزال موجودة وعلى النظام استغلالها والقيام بالإصلاحات الضرورية وهو رأى نؤمن به نحن".
وشددت الصحيفة على ضرورة أن لا يكتفي المسؤولون بالتقارير الواردة من قبل الجهات والموظفين "المطيعين" الذين يحاولون تصوير كل شيء بصورة جيدة ومثالية، بل من الضروري الانغماس في عمق المجتمع لمعرفة الواقع والحقيقة، حسبما جاء في الصحيفة.
نقرأ الآن تفاصيل بعض الموضوعات في صحف اليوم..
"كيهان": احتمالية اندلاع حرب عالمية ثالثة وارد وجدي
توقعت صحيفة "كيهان" التابعة للمرشد الإيراني علي خامنئي اندلاع حرب عالمية ثالثة وقالت في مطلع مقالها الافتتاحي اليوم الاثنين: "لا تتعجبوا من خبر يفيد بتعرض الأراضي الأميركية إلى هجوم بري وصاروخي".
ولفتت الصحيفة إلى أن كثيرا من المؤشرات والخبراء يعتقدون أن قيام المكسيك بشن حرب برية وجوية على الولايات المتحدة الأميركية أمر وارد، بعد احتمالية أن تنضم الصين إلى المواجهة من خلال مبادرتها بالسيطرة على جزيرة تايوان.
الصحيفة قالت إن روسيا تستعد لحرب طويلة الأمد في أوكرانيا كما تم فتح جبهة جديدة في الشام (غزة)، وبالتالي فإن انضمام الصين إلى هذه المواجهات يجعل موضوع الحرب العالمية الثالثة موضوعا جديا ومحتملا بقوة.
وكتبت صحيفة "كيهان" أن كل هذه التطورات العالمية هي نتيجة انتشار "فكرة المقاومة" بعد الثورة الإسلامية في إيران عام 1979، ولولا ذلك لاستطاعت الولايات المتحدة الأميركية أن تجبر الدول الأخرى مثل روسيا والصين على الاستسلام لفكرة "شرق أوسط جديد".
"تجارت": تردي العلاقات التجارية بين إيران والدول الأوروبية
تطرقت صحيفة "تجارت" الاقتصادية إلى تراجع العلاقات التجارية بين إيران ودول الاتحاد الأوروبي، وقالت إنه منذ فرض العقوبات الأميركية على إيران تراجع حجم التبادل التجاري بين طهران ودول الاتحاد الأوروبي بحيث تم تصفير صادرات النفط ولم يعد يصدر أي نفط إيراني إلى الدول الأوروبية.
ولفتت الصحيفة إلى العراقيل التي تواجهها العلاقات بين طهران ودول الاتحاد الأوروبي، وقالت إن العامل السياسي والعقوبات هي المشكلة الرئيسية التي تواجه الطرفين، لافتة إلى أنه في السنوات الأخيرة اقتصرت العلاقات التجارية بين الجانبين على موضوع صادرات النفط من إيران إلى أوروبا واستيراد إيران قِطع غيار السيارات والأدوية من أوروبا.
وقالت الصحيفة إنه وبعد تراجع العلاقات الاقتصادية بين الطرفين وخفض الدول الأوروبية لوارداتها وصادراتها من وإلى إيران تراجع حجم التبادل التجاري إلى 3 مليارات و396 مليون يورو فقط.
"جهان صنعت": الفساد الاقتصادي في إيران غير مسبوق ولا أحد يجرؤ على الاستثمار
في سياق غير بعيد، تطرقت صحيفة "جهان صنعت" إلى الفساد المستشري في الاقتصاد الإيراني، وقالت إن الفساد المالي والاقتصادي في إيران أصبح غير مسبوق وقد بات منتشرا في كافة جوانب النظام الإداري والتنفيذي.
وأضافت الصحيفة: "لو أردنا معرفة جذور هذه الأزمة وعدم الاستقرار الاقتصادي في إيران، مثل التضخم والكساد والفقر والبؤس، فلا بد أن نصل إلى عاملين رئيسيين، الأول فقدان الاستثمار في الإنتاج، والثاني غياب المحاسبة والرقابة على سلوك الحكومة وممارساتها.
ونوهت الصحيفة إلى أنه وفي ظل هذا الواقع لا يتجرأ حتى المستثمرون من أنصار الحكومة على الاستثمار داخل البلد، ناهيك عن الدول الأخرى أو الإيرانيين في الخارج، مشددة على ضرورة تحسين العلاقة مع دول العالم وتهيئة الأوضاع لتشجيع الاستثمارات في الداخل والعودة إلى الاتفاق النووي.
وقالت الصحيفة إنه من المستبعد جدا أن تشهد البلاد تحسنا في مجال الأوضاع الاقتصادية والاستثمار في الفترة القادمة رغم كثرة الإحصاءات المفبركة التي تصدرها الحكومة وتزعم فيها تحسن الوضع الاقتصادي.