موقف إيران "الحذر" من حرب غزة، ورغم انتقادات "الموالين" له، ومطالبتهم بأداء دور حقيقي لمنع الجرائم في غزة، لا يزال يحظى بثناء وإطراء ملحوظين من قبل وسائل إعلام النظام وصحفه اليومية.
الصحف تستمر تارة بوصف هذا الموقف بـ"الحكيم والذكي"، وتارة تراه عاملا لخلق "توازن" في الحرب على غزة دون أن ترسم ملامح هذا التوازن المزعوم بعد أن تجاوز عدد الضحايا من المدنيين 12 ألف شخص.
كما تزعم هذه الصحف أن الغرب قد جيّش كامل إمكانياته للضغط على إيران وإقناعها بعدم التدخل في الحرب، رغم أن طهران وأمين عام حزب الله اللبناني ذراعه اليمنى في المنطقة أكدوا في أكثر من مرة عدم عزمهم توسيع نطاق الحرب ضد إسرائيل ما لم تتعرض مصالحهم الخاصة إلى خطر وتهديد، متجاهلين أن حماس كانت ضمن ما يسمونه محور المقاومة.
صحيفة "تجارت" أشارت إلى تصريحات وزيرة الخارجية الفرنسية، كاترين كولونا، حيث قالت إنها حذرت نظيرها الإيراني، في اتصال هاتفي، من مغبة توسيع نطاق الحرب، وأن طهران ستدفع ثمنا باهظا لو تورطت في الحرب الدائرة في غزة.
بعض الصحف مثل "آرمان ملي" قالت إن الغرب يستخدم الوكالة الدولية للطاقة الذرية والأموال الإيرانية في قطر كأدوات ضغط على إيران واحتواء سلوكها.
على صعيد داخلي، أبرزت صحف عدة كلام المرشد علي خامنئي الذي دعا إلى تهيئة المناخ لمشاركة شعبية في الانتخابات البرلمانية المقبلة، وذلك بعد أيام من إعلان مجلس صيانة الدستور (التابع له) إقصاء العديد من نواب البرلمان المنتقدين لسلوك السلطة والحكومة الأصولية المقربة من خامنئي.
صحيفة "جوان" عنونت في صفحتها الأولى، وكتبت نقلا عن خامنئي: "على الجميع العمل من أجل مشاركة شعبية واسعة في الانتخابات".
وفي شأن داخلي آخر، نقلت صحيفة "سايه" تصريح رئيس لجنة مكافحة المخدرات في إيران، إسکندر مؤمني، حيث قال إن 92 في المائة من الأفيون و59 في المائة من مادة المورفين و27 في المائة من الهيروين في العالم تتم مصادرته في إيران.
وأشاد المسؤول الإيراني بإنجازات أجهزة الأمن ولجنة مكافحة المخدرات في إيران معتبرا أن إيران تقف في صدارة الدول التي تكافح المخدرات.
نقرأ الآن تفاصيل بعض الموضوعات في صحف اليوم..
"كيهان": وقف الحرب دون إطلاق الرهائن انتصار لحماس وسيشجعها على خوض حرب أكبر
كتبت صحيفة "كيهان" التابعة للمرشد علي خامنئي في افتتاحيتها، اليوم السبت 18 نوفمبر (تشرين الثاني)، أنه "من وجهة نظر إسرائيل فإن وقف الحرب دون إطلاق سراح الرهائن يعني انتصارا لحماس، وبهذا النصر سيتم تشجيع حماس على خوض حرب أكبر وهذه المرة سيقاتل الفلسطينيون بمعنويات أعلى وقوة أكبر في غزة والضفة والقدس ويحسمون القضية".
كما قالت الصحيفة إن استمرار العملية البرية الإسرائيلية في غزة دون تحقيق نتائج حاسمة جعل الدعم الغربي لإسرائيل يتراجع بشكل محلوظ لاسيما وأن الدول الغربية تخشى من خسارتها الرأي العام العالمي في ظل سقوط ضحايا مدنيين بكثرة نتيجة الهجمات الإسرائيلية.
"آرمان ملي": تجميد الأموال الإيرانية في قطر حتى انتهاء حرب غزة
في مقاله بصحيفة "آرمان ملي"، قال المحلل السياسي علي بيكدلي إن الدول الغربية تمارس ضغوطا على إيران لكي توصل رسالة إلى الجماعات والميليشيات المسلحة في المنطقة بعدم التعرض للقواعد الأميركية في المنطقة وضبط سلوك هذه الجماعات لاسيما حزب الله اللبناني.
الكاتب أشار إلى الأموال الإيرانية المجمدة وقال إن طهران حتى الآن لم تستطع الاستفادة من هذه الأموال رغم قرار الإفراج عنها، ما يوحي بأن الولايات المتحدة الأميركية لن تسمح لإيران باستخدام هذه الأموال في فترة حرب غزة على الأقل وذلك لكي تستطيع أن تحتوي سلوك إيران وممارساتها تجاه الأوضاع في غزة.
كما أوضح الكاتب أن مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل غروسي أيضا اتخذ قبل أيام موقفا جديدا تجاه طهران يكشف فيه عدم رضاه عن تعامل إيران وطريقة تعاونها مع الوكالة.
ورأى بيكدلي أن طهران قلقة من صدور قرار ضدها في مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية لأن هذا القرار يعني بالضرورة نقل ملف إيران إلى مجلس الأمن الدولي وربما عودة العقوبات الأممية.
"يادكار امروز": أسباب فشل الأحزاب في إيران
سلطت صحيفة "يادكار امروز" الضوء على انحسار دور الأحزاب في إيران في ظل السلطة الحالية، وقالت إن النظام الحالي في إيران لم يستطع على الإطلاق تشجيع المواطنين للانضمام إلى الأحزاب وتوسيع دورها، مؤكدة أن الأحزاب عامل رئيسي في تعزيز مبدأ الديمقراطية والحكم المدني.
وأوضحت الصحيفة أن أحد الأسباب الرئيسية في فشل الأحزاب في إيران هو أن هذه الأحزاب لم تقم على أساس مبدأ تمثيل فئات معينة من الشعب كما هو الحال في الغرب لكن هذه الأحزاب في إيران تتنافس فيما بينها من منطق آيديولوجي وليس اجتماعيا.
كما نوهت الصحيفة إلى صعوبة عمل الأحزاب في المجتمع الشيعي حيث إن الحزب لا يستطيع العمل بشكل واسع بموقف مرجع التقليد، وفتواه هي التي تحدد الوضع السياسي في البلاد، لافتة إلى عدد من الأحداث التاريخية التي حسمها مراجع التقليد بدلا من الأحزاب السياسية.
وأضافت: "بعد ثورة عام 1979 وبالرغم من تأسيس العديد من الأحزاب إلا أن هذه الأحزاب لم تستطع أن تكون ذات ثقل في البلاد وأن تقوم بمهمة الأحزاب الحقيقية"، مقررة أن "الأحزاب في إيران تحمل فقط اسم الأحزاب لا أكثر وهي حبر على ورق".