يوم بعد يوم تتكشف حقيقة موقف النظام الإيراني من الحرب على غزة، حيث أعلنت إيران بشكل متكرر أن لا نية لها للدخول في الحرب بجانب حماس "ما لم تتعرض مصالحها إلى خطر أو تهديد".
وفي آخر مستجدات هذا الموقف "الخجول" الذي أثار انتقادات قيادات حماس، الذين طالبوا بموقف حقيقي من قبل ما يسمى بمحور المقاومة، هو ما كشفت عنه وكالة "رويترز"، حيث قالت إن المرشد الإيراني علي خامنئي،قال لرئيس المكتب السياسي لحركة حماس، إسماعيل هنية، في لقاء عقد مؤخرا في طهران إن "طهران لن تخوض الحرب بالنيابة عن حماس"، لأن الحركة لم تعط طهران أي تحذير بشأن هجوم 7 أكتوبر على إسرائيل.
وكتبت "رويترز"، الأربعاء 15 نوفمبر (تشرين الثاني)، نقلا عن ثلاثة مسؤولين إيرانيين وحركة حماس، طلبوا عدم الكشف عن أسمائهم، أن "خامنئي وعد هنية بأن طهران ستواصل دعمها المعنوي والسياسي للحركة، لكنها لن تتدخل بشكل مباشر في الصراعات".
الصحف الإيرانية الصادرة اليوم، الخميس 16 نوفمبر (تشرين الثاني)، لا تتجرأ كثيرا على إبراز هذه المواقف الصادمة للعديد من الأنصار قبل الخصوم، كون إيران كانت تتوعد إسرائيل بـ"التدمير والزوال"، لكنها وفجأة انقلبت في مواقفها واختارت السلامة على الشعارات الرنانة، بعد تحذيرات أميركية وصفت بـ"الجادة والصريحة" ضد طهران.
في المقابل نرى الصحف المقربة من النظام مثل "كيهان" تقترح حلولا أخرى على العالم العربي والإسلامي لدعم القضية الفلسطينية.
الصحيفة كتبت في افتتاحيتها، اليوم الخميس، إن الدول الإسلامية لديها إمكانات كثيرة لمواجهة إسرائيل، من بينها "منع حركة المرور البحرية في المياه الخليجية وباب المندب وبحر عمان والبحر الأحمر وقناة السويس"، حسب تعبيرها.
في سياق آخر أبرزت صحف الإصلاحيين مثل "اعتماد" احتدام الخلافات بين التيار الأصولي مع اقتراب موعد الانتخابات البرلمانية، وقالت إن هذه الخلافات باتت تخرج عن السيطرة، ولم تعد تدور في وسائل التواصل الاجتماعي وعبر رسائل غير مباشرة.
الخلافات باتت، حسب الصحيفة، أكثر علنية مشيرة إلى هجوم رئيس ما يسمى "مجلس تحالف قوات الثورة الإسلامية"، حداد عادل والمقرب من المرشد خامنئي، على أطراف أصولية أخرى حيث اتهمها بالتطرف والإقصائية.
في ملف اقتصادي ذكرت صحيفة "جهان صنعت" أن هناك أزمة حقيقة تواجه موضوع التنمية في إيران، وقالت في تقرير إنه "لا توجد الأموال الكافية من أجل التنمية في البلاد"، مطالبة صناع القرار بخلق آليات عملية من شأنها إصلاح الأوضاع الراهنة والسير نحو التنمية الحقيقة والتطور الاقتصادي.
نقرأ الآن تفاصيل بعض الموضوعات في صحف اليوم:
"خراسان": على إيران أن تستغل الظروف بعد حرب غزة وتتقارب مع الدول العربية
نشرت صحيفة "خراسان" مقابلة وزير الخارجية الإيراني السابق، محمد جواد ظريف، الذي تطرق فيها بإسهاب إلى مواقف إيران من القضية الفلسطينية، وثنائه على مواقف المرشد علي خامنئي وأطراف أخرى تحت عباءة "محور المقاومة" القاضي بعدم التدخل في الحرب، معتقدا أن تدخل إيران وحزب الله يحقق أمنية إسرائيل وشخص نتنياهو.
ظريف قال في هذه المقابلة إن تجربة الصراع بين العرب وإسرائيل تبين أنه لا يمكن حل هذه المشكلة عبر "التطبيع"، لأن الدول العربية والفلسطينيين الذين قبلوا بخيار السلام وصلوا إلى طريق مسدود، بعد أن أفرغ الإسرائيليون والأميركيون اتفاقيات السلام من محتواها وقيمتها الحقيقية.
وعن خيارات إيران في التعاطي مع هذا الملف قال ظريف إن على طهران أن تعمل على كشف جرائم إسرائيل في المحافل الدولية، وأن تسعى لخلق صوت واحد في منظمة التعاون الإسلامي وحركة عدم الانحياز.
كما قال ظريف إن حرب غزة قد خلقت أجواء مواتية في العالم العربي لتحسين العلاقات مع إيران، وأوضح أن "طهران بإمكانها استغلال هذه الحالة والتقارب مع الدول العربية، ويجب على إيران أن تفشل مشروع سلام الدول العربية مع إسرائيل أو ما يسمى بـ"اتفاقيات أبراهام" لأن هذه الاتفاقيات أقيمت على افتراض أن إيران تشكل تهديدا على هذه الدول"، حسب قوله.
"تجارت": يمكن لإيران الاستفادة من التعاون الاقتصادي مع المملكة العربية السعودية
في سياق غير بعيد رأى الكاتب الإيراني، حسن بهشتي بور، أن بإمكان إيران الاستفادة بشكل جيد من التعاون الاقتصادي مع السعودية، خاصة في مجالي النفط والنقل.
وفي مقال له في صحيفة "تجارت" الاقتصادية، شدد الكاتب على أن طهران والرياض يمكنهما التعاون في إطار منظمة أوبك، مما يمكن أن يؤدي إلى استقرار أسعار النفط لصالح المنتجين باعتبار أن البلدين أكبر منتجيْن للنفط ومصدّرَين في العالم في إطار أوبك.
وتابع بهشتي بور: "يمكن للبلدين أيضا التعاون في مجال السكك الحديدية، حيث إن حركة هذه السكك بين إيران والعراق توقفت في السنوات القليلة الماضية، وإذا تمت دعوة السعودية للتعاون، يمكن أن يتحقق المشروع الاستثماري السعودي بشكل أسرع، وبالتالي مساعدة السياحة الدينية بين الدول الثلاث.
"جمله": زيادة في نسبة تعاطي المخدرات بين المراهقين والنساء في ظل الأزمة الاقتصادية
سلطت صحيفة "جملة" الضوء على تنامي ظاهرة الإدمان وتعاطي المخدرات في إيران في ظل الأزمة الاقتصادية الساحقة في البلاد وغياب آفاق حل عملية وقريبة المدى.
الصحيفة كتبت في تقريرها الذي حمل عنوان "انتشار الإدمان والمخدرات بين صغار السن والنساء في ظل الفقر واليأس"، إن ما يعادل 1300 طن من المخدرات تكشف في إيران، ونقلت كلام قائد الشرطة الإيرانية بهذا الخصوص، حيث قال إن حجم المخدرات التي تكشف في إيران لا نظير لها في العالم.
الصحيفة قالت إن ما يؤسف في هذا الخصوص هو انتشار تعاطي المخدرات بين المراهقين والنساء، وكتبت: "نسبة تعاطي المخدرات بين النساء أصبحت الآن ضعفي ما كان في السابق".
وأوضحت الصحيفة أن عوامل مثل الفقر والبطالة والحرمان هي من العوامل الرئيسية التي تقود هؤلاء الأفراد إلى تعاطي المخدرات.