الحرب في غزة وجدل إقصاء البرلمانيين من الترشح مرة أخرى للانتخابات القادمة وأزمة الغلاء والهجرة من المحاور التي تناولتها الصحف الإيرانية الصادرة اليوم الاثنين.
الملاحظ في صحف إيران اليومية هو انحسار الحديث عن إمكانية دعم إيران للقضية الفلسطينية "عسكريا" والاقتصار على الجوانب الإعلامية والكلامية بعد تصريحات للمرشد علي خامنئي أكد فيها أن طهران لن تتدخل في الدفاع عن فلسطين عسكريا، وأن مهمتها تقتصر على الجانب السياسي والحقوقي والإعلامي.
كلام خامنئي أكده زعيم حزب الله اللبناني حسن نصرالله الحليف الأقرب لطهران بين الجماعات المسلحة في المنطقة، حيث أكد هو الآخر أن إيران وحزب الله لن يتدخلا عسكريا لدعم حماس ما لم تكن مصالح البلدين معرضة للخطر من قبل إسرائيل.
صحيفة "جام جم" المقربة من التيار الأصولي الحاكم في إيران أشارت إلى دعم إيران "إعلاميا" للحرب في غزة، وعنونت في مانشيتها بخط عريض: "8000 ساعة من التغطية من أجل فلسطين"، وأشادت بهذا الدعم "السخي" للقضية الفلسطينية.
وفي سياق غير بعيد، زعمت بعض الصحف أن إيران كانت صاحبة الموقف الأقوى في اجتماع منظمة التعاون الإسلامي في الرياض، إذ إنها طالبت بقطع العلاقات مع إسرائيل واتخاذ مواقف عملية لدعم القضية الفلسطينية. صحيفة "خراسان" كتبت في عنوانها الرئيسي حول الموضوع: "يد إيران الطولى في اجتماع الرياض".
في شأن آخر، يستمر الجدل حول خطة النظام في إقصاء نواب مشهورين في البرلمان الحالي من الترشح مرة أخرى بسبب مواقفهم المعارضة والمنتقدة للحكومة.
صحيفة "جهان صنعت" الإصلاحية نقلت كلام النائب في البرلمان الحالي مسعود بزشكيان الذي حذّر من التبعات التي ستترتب على هذا النهج في إقصاء السياسيين وكتبت نقلا عنه: "أعداء النظام هم الذين يريدون إقصاء الشعب"، موضحا أن التيار الحاكم يسعى لإقصاء الجميع والانفراد بالحكم والسلطة.
من الملفات الأخرى التي تناولتها بعض الصحف في إيران زيارة وفد من حركة طالبان إلى طهران قبل أيام برئاسة ملا عبد الغني برادر مساعد رئيس وزراء حركة طالبان.
صحيفة "بيام ما" أشارت إلى أن عبدالغني رجل "ماكر" ويتعامل بدهاء وحيلة مع إيران، موضحة أن حركة طالبان خلال العامين الماضيين استمرت في مشاريعها المائية، في الوقت الذي كانت تخوض فيه مفاوضات مع إيران حول هذه الأزمة وهو ما صعب مهمة إيران وعقدها أكثر، مقارنة بالسابق.
اقتصاديا حذرت صحيفة "هم ميهن" الإيرانية في تقرير لها من خطر تفاقم ظاهرة الهجرة بين القوة العاملة والمتخصصة في إيران، وكتبت: "في ظل استمرار هذا الوضع، من المحتمل أن نشهد العام القادم إغلاق المصانع بسبب ندرة القوة العاملة".
نقرأ الآن تفاصيل بعض الموضوعات في صحف اليوم..
"جمهوري إسلامي": كثير من المؤسسات الرقابية في إيران "بلا قيمة"
قال رئيس تحرير صحيفة "جمهوري إسلامي"، مسيح مهاجري إن السلطة في إيران خلقت العديد من المراكز والمؤسسات التي تحمل عناوين يفهم منها أن الهدف هو ضبط الأسعار وحماية المواطنين من الأضرار الكبيرة التي يتركها الغلاء في الأسعار وحالة الانفلات الموجودة في تسعير السلع والبضائع.
وأضاف الكاتب: "لكن الملاحظ أنه كلما زاد عدد هذه المؤسسات (الرقابية) رأينا في المقابل ارتفاعا في الأسعار وفوضى في الأسواق".
واللافت أن هذه المؤسسات مثل مؤسسة "الرقابة الوطنية" ومؤسسة "تنظيم الأسعار وتوزيع السلع"، ومؤسسة "تنظيم السوق"، تزداد حجما ونفوذا بالرغم من أنه لا دور حقيقيا لها على أرض الواقع وهي "فاقدة للقيمة والاعتبار"، حسبما جاء في المقال.
وكتبت مهاجري: "ربما المسؤولون لا يعرفون أن المواطنين في إيران وبسبب الفقر أصبحوا يلجأون إلى أعمال يخجل الإنسان من تدوينها وكتابتها. ألم يحن الوقت لكي يبادر المسؤولون بحل هذه الجمعيات والمؤسسات الحكومية غير المجدية؟".
ونوه الكاتب بالقول: "الغريب أن المرشد أطلق اسم (ازدهار الإنتاج والسيطرة على التضخم) على العام الإيراني الحالي، وكان من المتوقع أن تعمل الحكومة على تحقيق معنى هذا الاسم في هذا العام لكن ما رأيناه هو العكس تماما حيث ارتفعت الأسعار بشكل مطرد".
"ستاره صبح": عملية التطهير في المشهد السياسي الإيراني مستمرة وهي خطة بدأت منذ 2019
قال البرلماني الإيراني السابق محمود صادقي إن ما يتم تداوله عن رفض اللجنة التنفيذية للانتخابات لطلبات ترشح العديد من الإصلاحيين والمعتدلين هو أمر غير مستبعد، مذكّرًا بأنه نهج رسمي بدأ منذ عام 2019 في انتخابات البرلمان الحادي عشر (الحالي).
وأضاف صادقي أن الانتخابات الرئاسية عام 2021 شهدت استبعاد الأشخاص ذوي الخبرة الذين كانوا مسؤولين عن أعلى المستويات في البلاد، مما يؤكد أن عملية التطهير في البلاد تمت.
وبحسب صادقي، فإن هذا السلوك يُحدث نوعا من التردد في الانتخابات، ويُبعد الجميع عن صناديق الاقتراع، لأن هذه الإجراءات ستؤدي إلى حذف القوى التي كان لها موقف انتقادي في هذا البرلمان.
"اعتماد": احتكار البلد بيد تيار واحد
قالت صحيفة "اعتماد" تعليقا على جدل برنامج تلفزيوني ذكرت فيه سيدة موالية للسلطة الحالية في إيران إن البلد ملك للأفراد المؤمنين، في إشارة إلى موالاة النظام الذين يعتبرون أنفسهم ممثلين له، وأن معارضيه هم "حزب الشيطان".
الصحيفة علقت على ردود الفعل الكثيرة حول هذا التصريح، وقالت إن التصريح لم يكن غريبا لأن الجميع يدرك هذه الحقيقة، لكن لم يكن أحد يجرؤ على بيانها وتقريرها كما فعلت هذه السيدة، موضحة أن الكل قد لامس وعايش هذه الحقيقة المتمثلة بأن البلد اليوم هو ملك لفئة معينة حصرا.
ونوهت الصحيفة إلى أن الأصوليين حاولوا التبرؤ من هذا التصريح وانتقدوا كلام السيدة الموالية لهم لكنهم عمليا يطبقون كل ما تقوله هذه السيدة وأمثالها.
الصحيفة استشهدت بحالات الإقصاء ورفض تزكية المرشحين المنتقدين للسلطة لخوض انتخابات البرلمان بعد 4 أشهر، وقالت إن هذا النهج يؤكد كلام هذه السيدة وصحته، إذ إن البلد اليوم بيد فئة معينة تحرم هذا وتقصي ذاك حسبما تشاء وكيفما تشاء.