أفاد الأمين العام لدار الممرضين في إيران، محمد شريفي مقدم، بأن أكثر من 3000 ممرضا وممرضة يهاجرون كل عام، وأن المرضى حالياً "يموتون" بسبب نقص الممرضين.
ووفقًا للعديد من الخبراء، فإن ما يحدث في شبكة الرعاية الصحية هذه الأيام هو نتاج منظومة الحكم و"السياسات الخاطئة" في المجال الاقتصادي، وقد أدت الأزمات الاقتصادية إلى ظهور أوجه قصور ومشاكل اجتماعية وسياسية.
كما أكد شريفي مقدم على أن 90 في المئة من الممرضين "غير راضين"، وأن دولا مثل ألمانيا، وأميركا، وأستراليا، وكندا، هي الوجهة النهائية للطواقم الطبية.
وقد وصلت أزمة الهجرة بين الطواقم الطبية إلى مستوى عالٍ، لدرجة أن علي جعفريان، الرئيس السابق لجامعة طهران للعلوم الطبية، كتب في صفحته الخاصة على موقع "إكس"، يوم الخميس 10 نوفمبر (تشرين الثاني): "اليوم، ودعنا ممرضا جيدا في وحدة العناية المركزة لزراعة الكبد بمستشفى الإمام، حيث هاجر إلى أوروبا. كان لديه 13 عاما من الخبرة. أيها المسؤولون في الحكومة هل تفهمون ماذا يعني نقص الكوادر الطبية؟ هل صحة الناس مهمة بالنسبة لكم؟".
كما أعلن الأمين العام لدار الممرضين في إيران، يوم 1 نوفمبر (تشرين الثاني) الحالي، عن نقص قدره 70 ألف ممرض.
وفي هذا الصدد، كتب موقع "خبر أونلاين" أنه ومن أجل معرفة حجم الهجرة والعوامل المؤثرة على نشاط الكوادر الطبية، فقد أجريت دراسة إحصائية في صيف عام 2022 من قبل مرصد الهجرة، أفاد بأن أكثر من 50 في المائة من المشاركين يعتقدون أن عدم الاستقرار الاقتصادي والاجتماعي في إيران، ووجود الفساد المؤسسي في البلاد وأسلوب الحكم من أهم العوامل التي تدفع إلى الهجرة.
وفي تقرير لها بتاريخ 13 مايو (أيار)، كتبت صحيفة "دنياي اقتصاد" أيضًا أن عدد الأطباء والممرضين الذين غادروا إيران العام الماضي تجاوز 10 آلاف شخص، وأن 16 ألف طبيب هاجروا من إيران في السنوات الأربع الماضية.
وفي وقت سابق، قالت إحدى الطبيبات المهاجرات لإذاعة "صوت أميركا" إنها "كامرأة إيرانية، سئمت من الحجاب الإجباري والعديد من أشكال التمييز ضد المرأة في إيران".
وأضافت أن بعض الأشخاص الذين ليس لديهم أي قدرات خاصة، يتمتعون بمزايا أكثر من غيرهم، بسبب قربهم من النظام، وهو ما كان يمنحها دائمًا شعورًا باليأس.
وأكدت هذه الطبيبة أن عبء العمل "غير الإنساني" والرواتب "الضئيلة" إلى جانب "الدعاية السلبية للنظام" والتي خلقت شعوراً بالتشاؤم بين عامة الناس، ضيقت المجال أمامها وأمام كثيرين غيرها.