دافع وزير الخارجية الإيراني السابق محمد جواد ظريف في ندوة صحفية عن سياسة "النأي بالنفس" التي تقوم بها إيران، مقابل ما تتعرض له حماس وقطاع غزة من هجوم شرس تقوم به إسرائيل بعد عملية طوفان الأقصى منذ السابع من أكتوبر الماضي.
تصريحات الوزير الإيراني السابق لاقت ترحيبا من الصحف الإصلاحية الصادرة اليوم، الأربعاء 8 نوفمبر (تشرين الثاني)، حيث اعتبرتها أنها دعم لـ"المسار العقلاني" المطلوب في هذه المرحلة، نظرا لما تمر به إيران سياسيا واقتصاديا من أزمات ومشاكل.
وكان ظريف قد أشار أمس إلى سياسة النظام الإيراني الحالية وقال: "الطريق هو أن تدافع إيران عن المظلومين وفقا للدستور، لكن لن نقاتل بدلا منهم"، كما لفت ظريف إلى أن "الشعب الإيراني قد ضجر من سياسات النظام تجاه القضية الفلسطينية"، حسب تعبيره.
لكن في المقابل فإن الصحف الموالية للحرس الثوري والسلطة الحاكمة في إيران لا تزال، بعضها على الأقل، تزعم بإمكانية التدخل في الحرب، لا سيما من قبل الأطراف الموالية لإيران في المنطقة، مثل حزب الله اللبناني والمليشيات الأخرى في سوريا.
صحيفة "جوان" مثلا زعمت أن إسرائيل "تعيش كابوسا" من احتمالية تكرار عملية طوفان الأقصى من الجبهة اللبنانية والسورية.
وتجاهلت الصحيفة تأكيدات حسن نصر الله وخامنئي بأنهما لن يدخلا في حرب مع إسرائيل دفاعا عن حماس "ما لم تتعرض مصالحهما للخطر".
الهدف من تغطية الصحيفة قد يكون تحسين صورة النظام أمام المؤمنين بفكرة "محور المقاومة" الذي يضم حماس كذلك، والتي تواجه الآن مصيرا مجهولا بعد أن تخلى عنها أطراف المحور الآخرون، وبعد تجاهل نداءات قيادات الحركة التي دعت "أطراف" محور المقاومة إلى التدخل للتخفيف عنها، لكن دون مجيب.
اقتصاديا توقعت صحيفة "ستاره صبح" استنادا إلى آراء الخبراء والمختصين في الشؤون الاقتصادية إلى أن سعر الدولار والعملات الأجنبية سيشهد ارتفاعا على حساب التومان الإيراني في الفترة المقبلة، وذلك بسبب السياسات المالية المعتمدة من النظام، وكذلك تعقيدات الوضع الإقليمي والدولي المعنية به إيران.
الخبراء قالوا للصحيفة إن ارتفاع نسب التضخم بشكل مستمر قد يفجر أسعار العملات الأجنبية، ويدخل صدمة على الأسواق الإيرانية، مؤكدين أن السياسات المعتمدة من قبل الحكومة لا بد وأن تفشل، لأنها لا تأخذ بعين الاعتبار ضرورة خفض نسبة التضخم وسد نقص الميزانية، وتجنب حجم السيولة الكبيرة في الاقتصاد.
نقرأ الآن تفاصيل بعض الموضوعات في صحف اليوم:
"جهان صنعت": العقد الأخير هو أسوأ عقد عاشه الإيرانيون في العصر الحديث
قالت صحيفة "جهان صنعت" في تقرير لها إن إحصاءات وتقارير وزارة العمل والرفاه الاجتماعي تظهر تراجعا ملحوظا في معايير الرفاه والحياة الكريمة بين الإيرانيين، موضحة أن موقع إيران بين الدول يمر بتراجع كبير في مؤشرات التنمية والاستقرار المعيشي.
الصحيفة ذكرت أن مكانة إيران في مجال التنمية تراجعت إلى المركز 76 بعد أن كانت في المركز 60 قبل 4 سنوات، ما يعني أنها شهدت سقوطا بنسبة 16 نقطة خلال فترة زمنية قصيرة.
كما لفتت الصحيفة إلى تراجع متوسط العمر بين الإيرانيين خلال العقد الأخير بشكل كبير للغاية، مقررة أن الشعور بالبؤس والفقر والتعاسة هي من العوامل الرئيسية في هذه الحالة.
وخلصت الصحيفة إلى أن الإيرانيين عاشوا خلال العقد الأخير أسوأ فترة مرت على إيران الحديثة، كما أن العقد الحالي الذي بدأته إيران منذ سنتين، وفق التقويم الإيراني، لا يبشر بخير ولا توجد مؤشرات تدعو إلى التفاؤل والأمل.
"جوان": لا مليشيات في المنطقة تعمل بالنيابة عن إيران وهذه الجماعات مستقلة في قرارها عن طهران
قالت صحيفة "جوان"، التابعة للحرس الثوري الإيراني، إن إيران لا تملك جماعات إقليمية مسلحة تعمل بالنيابة عنها، وكتبت: "الغرب لا سيما الأميركيون يتهموننا بأننا صنعنا جماعات مسلحة في المنطقة تعمل بالنيابة عنا، وهذا قلب للحقائق لأنه يتهم مناضلي محور المقاومة بالتبعية والنيابة عن إيران".
وأضافت الصحيفة: "الجمهورية الإسلامية ترفض هذه الاتهامات الواهية وهي تدافع عن كرامة واستقلالية محور المقاومة".
وذكرت "جوان" أن الغرب هو الذي يقوم بصناعة أطراف تعمل عنه بالنيابة وليس إيران"، منوهة إلى أن أطراف "محور المقاومة" يقررون وفق تشخيصهم للأوضاع، ويقومون بأعمالهم، وبعد ذلك تدعم إيران كل القرارات التي تتخذها هذه الجماعات، ما يعني أنه لا دور تأسيسي لطهران فيما تقوم به الجماعات المسلحة في المنطقة.
"جمهوري إسلامي": طالبان لديها علاقات سرية مع أمريكا وإسرائيل وعلاقتها مع طهران لا تخدم مصالح إيران
عادت صحيفة "جمهوري إسلامي" إلى انتقاد النظام الإيراني على خلفية استقبال طهران لوفد اقتصادي رفيع المستوى ممثلا عن حركة طالبان، وقالت الصحيفة إن هذه السياسة تجاه الحركة ستكون نتيجتها ضارة بإيران ومصالحها.
الصحيفة زعمت كذلك أن لطالبان علاقات سرية مع الولايات المتحدة الأميركية وإسرائيل، وأن بقاءها ووجودها في السلطة هو بقرار أميركي إسرائيلي، واستهزأت من إعلان طهران قبل أيام القبض على جواسيس للموساد الإسرائيلي، بالتعاون مع حركة طالبان في المناطق الحدودية بين إيران وأفغانستان واعتبرت ذلك "مزحة سياسية".
وأضافت "جمهوري إسلامي" الكثير من دول الجوار الأفغاني قد أدركت خطر طالبان، وبادرت باكستان على سبيل المثال باتخاذ إجراءات عملية لمواجهة الحركة، لكن- تضيف الصحيفة- المسؤولين في إيران ليس معلوما متى يريدون أن يدركوا خطر طالبان وتهديدها على أمن إيران واستقرارها؟