منذ أيام وتستمر وسائل إعلام النظام الإيراني وصحفه بترديد خبر مفاده أن الولايات المتحدة الأميركية قد بعثت برسائل إلى إيران تطلب منها عدم الدخول في الحرب بجانب حماس وتوسيع نطاق الحرب في المنطقة.
هذه الصحف استمرت اليوم ، الثلاثاء 7 نوفمبر (تشرين الثاني) كذلك بالاهتمام بهذا الموضوع، وتجاهلت تماما مواقف الولايات المتحدة الأميركية، وتصريحات مسؤوليها الذين أكدوا عدم وجود مثل هذه الرسائل، وأن ما يتردد في الإعلام لا صحة له، حيث إن واشنطن اكتفت بتحذير معلن لإيران حول مغبة أي نوع من "استغلال" الأوضاع الراهنة للإضرار بالمصالح الأميركية أو توسيع دائرة الحرب.
صحيفة "أرمان ملي" أشارت إلى زيارة رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني إلى طهران، ولقائه بعدد من المسؤولين الإيرانيين بمن فيهم المرشد خامنئي، وعنونت بالقول: "ما هي رسائل الولايات المتحدة الأميركية لإيران حول غزة؟"، وذكرت أن السوداني هو الحامل لهذه الرسالة الأميركية التي تطلب من إيران خفض التصعيد.
صحيفة "جوان"، المقربة من الحرس الثوري، أيضا نقلت كلاما لوزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان زعم فيه أن واشنطن بعثت في الأيام الثلاث الأخيرة رسائل متعددة، تؤكد أنها ترغب في خفض التصعيد والوصول إلى هدنة في الحرب الدائرة في قطاع غزة.
في السياق نفسه استبعدت صحيفة "هم ميهن" الإصلاحية وقف الحرب في غزة كونها لم تحقق أهدافا معينة كانت القيادة الإسرائيلية تسعى لتحقيقها.
وقال المحلل السياسي علي بيكدلي للصحيفة إن هناك مجهوليْن لم يحدد مصيرهما في هذه المعركة بعد، الأول: هو الجهة الداعمة والمحركة لحماس في هذا الهجوم؟ فحماس كانت تدرك حجم الرد الإسرائيلي فلماذا أقدمت على الهجوم؟ المجهول الثاني: إلى أي مدى تريد إسرائيل الاستمرار في هذه المعركة وما هي خططها؟
الدبلوماسي الإيراني السابق، سيد جلال ساداتيان، قال للصحيفة إن ما يلاحظ هو وجود نوع من "الدبلوماسية السرية" بين إيران والولايات المتحدة الأميركية في خضم هذه المعركة، وذلك من أجل السيطرة على ممارسات الجماعات المسلحة التابعة لإيران في سوريا والعراق، كما أن خطاب حسن نصر الله "المحافظ" أظهر وجود رغبة لدى إيران الله بعدم توسيع الصراع.
نقرأ الآن تفاصيل بعض الموضوعات في صحف اليوم:
"كيهان": عظمة خطاب نصر الله لم يستوعبها البعض
زعمت صحيفة "كيهان"، المقربة من المرشد علي خامنئي، أن خطاب أمين عام حزب الله اللبناني حسن نصر الله كان "جامعا وكاملا"، وأنه قد "رسم خطوط انتصار غزة ضد أمريكا وإسرائيل"، كما اعتبرت هذا الخطاب بأنه "دليل قاطع" على دعم "المقاومة في لبنان" لفلسطين.
وأضافت الصحيفة أن "عظمة هذا الخطاب كانت كبيرة لدرجة أن البعض لم يستطع إدراكها في حين أن الأميركيين والإسرائيليين قد عرفوا عظمة هذا الخطاب وأقروا بذلك".
الصحيفة ترد في ذلك على المنتقدين لخطاب حسن نصر الله، حيث وصف بـ"الضعيف" و"المخيب للآمال" بعد أيام من الانتظار، كما رأى البعض أنه تشجيع لإسرائيل على ارتكاب مزيد من الجرائم بحق سكان غزة، بعد تأكيده أن حزب الله وإيران لا دور لهما في هجوم حماس، وأن القرار قد اتخذ بشكل مستقل وسري من قبل الحركة الفلسطينية.
وقالت الصحيفة إن هناك من يعتقد بأن حزب الله وقياداته قد تخلوا عن دعم فلسطين في هذه المرحلة الحساسة لكن، تضيف الصحيفة: "لم يتردد نصرالله في الدفاع عن فلسطين والقضية الفلسطينية"، مهاجمة الدول العربية بالقول: "أنتم الذين تنتقدون نصرالله بعدم تقديم الدعم المطلوب للفلسطينيين ماذا فعلتم من إنجازات؟".
وختمت الصحيفة بالقول إن حزب الله قدم "دعما استراتيجيا" للفلسطينيين في هذه المعركة "والدليل على ذلك هو إعلان حالة الطوارئ بين صفوف عناصره منذ بداية عملية طوفان الأقصى".
"شرق": إيران الخاسر الحقيقي من الوضع في فلسطين.. وحجم الشرخ انكشف بين النظام والشعب
"في مقاله بصحيفة "شرق" الإصلاحية قال الكاتب كوروش أحمدي إن عدم الاهتمام واللامبالاة هو الموقف الأوضح بين الإيرانيين هذه الأيام تجاه ما يجري في غزة وفلسطين. قد لا يكون هناك مجال للدفاع عنه وتبريره لكنه ملحوظ ولا يمكن إنكاره.
الكاتب ذكر أن المواطن الإيراني الذي يجد نفسه أمام واقع تتجاهل مطالبه من قبل السلطة يصبح لا يشعر بالالتزام تجاه قضايا تعد هاجسا لدى السلطة السياسية.
ورأى الكاتب أن الخاسر الحقيقي مما يجري في غزة اليوم هي "الجمهورية الإسلامية"، لأن هذه المعركة كشفت حجم التضاد في القيم والمواقف بين الشعب والسلطة السياسية الحاكمة.
"فرهيختكان": تراجع شعبية النظام في إيران.. والمناصرون له لا يتجاوزن 30%
صحيفة "فرهيختكان" الأصولية والمقربة من صناع القرار في إيران أقرت بتراجع شعبية النظام، وقالت: "لم يبق سوى 30% من الإيرانيين هم من يؤيد النظام في أيديولوجيته"، موضحة أن المجتمع الإيراني الآن بات منقسما بشكل جدي إلى 3 شرائح مختلفة.
وهذه الأرقام التي ذكرتها الصحيفة قد لا تكون صحيحة، حيث يبدو أن الصحيفة حاولت إظهار بأن النظام لا يزال يحتفظ بشعبيته، لكن أهميتها تكمن في أن صحيفة مقربة من الحكم في إيران تعترف بحدوث هذا الشرخ داخل المجتمع الإيراني، وتآكل شعبية النظام بعد الفشل السياسي والاقتصادي والاجتماعي منذ بداية الثورة عام 1979.
الصحيفة قالت: "إذ راجعنا الإحصاءات والأرقام واستطلاعات الرأي نكشف أن لدينا اليوم ثلاث فئات في المجتمع. فئة مكونة من 20% وهؤلاء هم المعارضون للنظام برمته وليس محتجون فقط على الأوضاع الاقتصادية أو السياسية وإنما رافضون لمبادئ النظام وأسسه".
والفئة الثانية بدورها تنقسم إلى قسمين هم "المتدينون التقليديون" الذين أصبحوا منتقدين للأوضاع الاقتصادية والفشل في إدارة الأوضاع، والنصف الثاني هم الأشخاص الذين باتوا يصنفون في الفئة الرمادية من حيث دعم النظام وقراءته الدينية، ومجموع هذه الفئة يصل إلى 50% من الإيرانيين.
والفئة الثالثة والأخيرة والبالغ عدد 30% من الإيرانيين هم الذين لا يزالون موالين للنظام وأيديولوجية على الرغم من وجود انتقادات لديهم لا سيما في المجال الاقتصادي وانتشار الفساد داخل مؤسسات الدولة.