أفادت وسائل إعلام إيرانية بـ"انتحار" تلميذة تبلغ من العمر 17 عاما في طهران، وذكرت في رسالة أن دافعها "للانتحار" هو "تعبها من الحياة".
ووفقًا للتقارير، وقع هذا الحادث في الساعة 8:00 مساءً يوم 5 نوفمبر (تشرين الثاني)، عندما سقطت هذه الفتاة المراهقة من مبنى على طريق نواب السريع في طهران.
إن خيبة الأمل واليأس، وخاصة بين الفتيات المراهقات، هي واحدة من الأشياء التي تم التحذير منها مرات عديدة في الأشهر الأخيرة.
وفي هذا الصدد، وفي أعقاب الاحتجاجات الواسعة النطاق العام الماضي، حذر مراقبون وخبراء من تأثيرها على المجتمع، حيث قال طبيب نفسي لصحيفة في طهران إن الملاحظات الميدانية تقول إن "المواطنين ليسوا على ما يرام"، وستستمر هذه الآثار النفسية لفترة طويلة.
ونقلت صحيفة "اعتماد"، في 23 أكتوبر (تشرين الأول)، عن طبيب نفسي قوله إن المواطنين لا يشعرون بالرضا والأمان والاستقرار.
وقال رضا دانشمند لصحيفة "اعتماد" إن العوامل الرئيسية لزيادة الاضطرابات أو الأعراض النفسية هي عوامل تتعلق بالظروف الاقتصادية والاجتماعية للمواطنين والفقر والبطالة.
وأكد دانشمند أنه منذ نهاية سبتمبر (أيلول) 2022 وحتى نهاية العام شهدنا "مستوى عنف مقلق" في عموم البلاد، وحذر الأطباء النفسيون مرات عديدة من أن العنف في أزقة وشوارع البلاد، إلى جانب الأخبار المقلقة وتوتر المواطنين وحزنهم، تسبب في ضرر جسيم للصحة النفسية للمجتمع.
وبحسب ما قاله هذا الطبيب النفسي، فإننا اليوم نواجه الآثار النفسية لأحداث العام الماضي، وسنواجهها كذلك في المستقبل.
وأكد دانشمند أن "عدم الشعور بالاستقرار" و"عدم الشعور بالأمان" هو أحد الآثار النفسية لأحداث العام الماضي.
وفي تقرير عن العواقب الاجتماعية و"خيبة الأمل" بعد احتجاجات 2022، كتبت صحيفة "اعتماد" بتاريخ 10 سبتمبر (أيلول) أن استخراج البيانات يظهر أن حجم "بحث غوغل" عن كلمة "انتحار" قد ارتفع في الوقت الذي كان فيه المظهر الخارجي للاحتجاجات أقل، أي في أبريل (نيسان) 2023.
وبالإضافة إلى احتجاجات العام الماضي، أصبحت المشكلات المعيشية أحد العوامل المهمة في خلق الإحباط في المجتمع في السنوات الأخيرة.
إن ارتفاع معدل التضخم بنسبة 40% في السنوات الأخيرة وتجاوز متوسط أسعار المساكن في طهران 80 مليون تومان، إلى جانب انخفاض القوة الشرائية وتقلص موائد الأسرة، أدى إلى خلق حالة من الاكتئاب والإحباط في المجتمع.