أثارت تصريحات سيدة من أنصار النظام، خلال مشاركتها في برنامج تلفزيوني، ردود فعل كثيرة بعد قولها إن "إيران ملك لمن ينتمون لفكر حزب الله"، في إشارة إلى أنصار النظام وداعميه، وهو ما دفع بكثير من الصحف ووسائل الإعلام إلى انتقادها واتهامها ببث الفرقة والخلافات بين أبناء البلد الواحد.
صحيفة "سازندكي" الإصلاحية انتقدت هذا الأسلوب في الكلام، وقالت إن هناك الكثير من أمثال هذه السيدة التي تدعى منصورة معصومي، ممن يظنون أن إيران ملك خاص بهم! وأضافت الصحيفة أن هذا غيض من فيض من أولئك الذين لا يتوقفون عن نهجهم إلى أن يدمروا إيران ويقضوا عليها.
ومن الملفات الأخرى التي كانت حاضرة في صحف اليوم المظاهرات الشعبية التي شهدتها مدن كثيرة حول العالم شرقا وغربا للدعوة إلى وقف إطلاق النار في غزة وإنهاء نزيف الدم الفلسطيني جراء الهجمات الإسرائيلية المستمرة.
الصحف الإيرانية تنقل باستمرار عن هذا الاهتمام العالمي على مستوى الشعوب، لكن ما كان لافتا هو امتناع الإيرانيين عن تنظيم مثل هذه المظاهرات العفوية، فبالرغم من دعوات السلطة الحاكمة إلا أننا رأينا أن المظاهرات التي خرجت كانت محدودة للغاية.
صحيفة "كيهان" المقربة من المرشد علي خامنئي هاجمت الصحف الإصلاحية كونها لم تغط ما اعتبرته مظاهرات داعمة لفلسطين أول من أمس السبت في عدد من المدن الإيرانية، وذلك بعد دعوات واسعة للنظام وبالتزامن مع ذكرى ما يسمى "يوم الطالب" في إيران.
الصحف الإصلاحية تجاهلت يوم أمس هذه المظاهرات الموالية للسلطة السياسية ورأت أن عزوف كثير من الإيرانيين عن المشاركة في مثل هذه المظاهرات "الشكلية" سببه المشاكل الاقتصادية والانغلاق السياسي الموجود في البلد.
كما عزت هذه الصحف انعدام المشاركة الشعبية الواسعة لدعم الفلسطينيين كون أبناء الشعب الإيراني لا يريدون أن يكونوا ضمن منظومة النظام الإعلامية، حيث يصادر كل دعم شعبي لصالح آيديولوجيته وأهدافه السياسية داخليا وخارجيا.
ومن القضايا الأخرى التي تناولتها الصحف الصادرة، اليوم الاثنين، زيارة رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية إلى طهران ولقائه بالمرشد الإيراني علي خامنئي.
صحيفة "جام جم" التابعة لمؤسسة الإذاعة والتلفزيون الإيرانية وصفت هذه الزيارة بأنها تأتي بهدف تقديم تقرير لمجريات الحرب إلى المرشد خامنئي من قبل إسماعيل هنية.
الصحيفة عنونت في مانشيتها بخط عريض "تقرير عن بطولة المقاومة"، وأشارت إلى كلام خامنئي خلال لقائه بهنية، حيث اكتفى بمطالبة دول العالم بحماية الفلسطينيين وتقديم الدعم لهم.
الصحف الأخرى أيضا غطت الموضوع لكنها تجاهلت الانتقادات التي توجه لإيران بسبب ما اعتبره كثيرون خذلانا من جانب طهران وحزب الله لحماس التي تستمر قياداتها بدعوة ما يسمى "محور المقاومة" للتدخل من أجل تخفيف الضغط عليها، لكن دون جدوى حتى الآن، لاسيما بعد خطاب أمين عام حزب الله اللبناني حسن نصرالله الذي جاء بهدف "إنقاذ إيران" من تبعات الحرب مع إسرائيل، حسبما ذكر عدد من الخبراء والمحللين في الصحف الإيرانية.
وفي سياق آخر، علقت بعض الصحف على الزيارة التي أجراها وفد من حركة طالبان إلى طهران بهدف تعزيز العلاقات الاقتصادية بين الجانبين.
لكن عددا من الصحف المعروفة بمعارضتها لحركة طالبان مثل "جمهوري إسلامي" انتقدت هذه السياسة من جانب إيران تجاه حركة طالبان واعتبرت استقبال هذا الوفد رفيع المستوى ممثلا عن طالبان يعد اعترافا رسميا بالحركة ومشروعيتها في السيطرة على طالبان.
نقرأ الآن تفاصيل بعض الموضوعات في صحف اليوم..
"توسعه إيراني": المنهج الإقصائي سيفجر بركان الغضب
تطرقت صحيفة "توسعه إيراني" إلى تصريحات إحدى السيدات الموالية للنظام في برنامج تلفزيوني، حيث زعمت أن إيران هي ملك لمن ينتمون إلى فكر حزب الله. ووصفت الصحيفة هذه التصريحات بأنها نموذج من عقلية احتكار البلد التي يتسم بها التيار الحاكم في إيران حاليا.
وأضافت الصحيفة: مثل هذا التصريح هو نموذج واضح لعقلية السلطة الحاكمة وواقع مصغر لأربعة عقود من الحكم في البلد.
وأكدت الصحيفة أن تصريحات من هذا القبيل كفيلة لكي تفجر بارود الغضب الكامن بين الإيرانيين اليوم، موضحة أن مثل هذه السيدة لا تستحق ردود فعل بهذا الحجم، لكن بالتأكيد فإن الردود التي أثيرت تستهدف أصحاب هذا الفكر برمتهم وليس هذه السيدة فقط.
"اعتماد": هل إيران للجميع أم لأنصار السلطة الحاكمة فقط؟
انتقدت صحيفة "اعتماد" أنصار السلطة الحاكمة في إيران، وتساءلت عن طبيعة المتدينين في إيران. وقالت إن المقصود بالمتدينين أو "حزب اللهيين" هم أولئك الذين يناصرون السلطة ويدافعون عن الوضع القائم حاليا ويؤمنون بفكرة الأمة بدل الشعب.
وتابعت الصحيفة: "الآن نحن أمام خيارين رئيسيين: إيران للإيرانيين أم لأنصار السلطة السياسية فقط؟ هذه هي القضية الكبرى والرئيسية في البلاد.
"جمهوري إسلامي": سياسات طهران تجاه حركة طالبان لن تحقق مصالح الأمن القومي الإيراني
علقت صحيفة "جمهوري إسلامي" على زيارة وفد من حركة طالبان إلى إيران ولقائه بالمسؤولين الإيرانيين لـ"متابعة المشاريع الاقتصادية المشتركة"، وانتقدت الصحيفة ما اعتبرته "تواضعا" من جانب إيران تجاه حركة طالبان "الإرهابية" حسب ما جاء في الصحيفة الإيرانية.
الصحيفة قالت إن حركة طالبان تستمر في نهجها وتطاولها تجاه إيران، لكن في المقابل نجد أن المسؤولين في إيران يستمرون في تقديم التنازلات لحركة طالبان وإظهار "تواضع" لا مبرر له.
وقالت الصحيفة إنه لا شك في أن زيارة وفد مكون من 30 شخصا من حركة طالبان ستتم على حساب مصلحة إيران ولن تتمكن إيران من إجبار طالبان على الالتزام بتعهداتها القانونية تجاه طهران.
ورأت "جمهوري إسلامي" أن هذه الزيارة تشكل مرحلة جديدة من العلاقة بين إيران وحركة طالبان، وهو لا يقل عن الاعتراف الرسمي بهذه الحركة وسيطرتها غير المشروعة على أفغانستان، مؤكدة أن هذا السلوك والسياسات تجاه حركة طالبان لن تحقق مصالح الأمن القومي الإيراني.