بعد طول انتظار جاء خطاب حسن نصرالله مخيبا لأنصار النظام الإيراني وما يسمى "محور المقاومة"؛ إذ إنه وعلى غرار المرشد الإيراني حاول التهرب من أن يكون لحزب الله وإيران أي دور في هجوم حماس، وذلك عبر تأكيده أن حماس هي من نفذ الهجوم وقد أخفت العملية عن "محور المقاومة".
الصحف الموالية للنظام في إيران جاءت اليوم لتبرر خطاب نصرالله بعد أن كانت قبل أيام قليلة تزعم أن "ساعة الصفر قد اقتربت" وأن العد التنازلي لدخول "محور المقاومة" للصراع بجانب حماس ضد إسرائيل قد بدأ فعليا، ليفاجأوا بخطاب "مخيب للآمال" كما وصفه كثير من المراقبين.
صحيفة "جوان" المقربة من الحرس الثوري كانت قد ركزت في الأسابيع الماضية على موضوع فتح جبهة جديدة وأن الأيام والساعات القادمة ستكون حاسمة، لكن خطابات خامنئي المتكررة وحديث نصرالله يوم أمس جاء معارضا لكل دعاية الصحيفة.
ويرى مراقبون أن تهديدات الولايات المتحدة الأميركية وموقفها الواضح تجاه تدخل أطراف أخرى جعل كلا من نصرالله وخامنئي يدركان خطورة الوضع، ما دفع بهما لتجنب الانخراط في الحرب دفاعا عن غزة وحماس التي يعتبرانها ضمن ما يسمونه "محور المقاومة" الذي يشمل إيران وحزب الله وحماس والجهاد الإسلامي والحوثيين وعددا آخر من الميليشيات والمجموعات المسلحة في المنطقة.
صحيفة "سازندكي" كانت واضحة تجاه خطاب نصرالله وأكدت أن نصرالله بين بوضوح أن "إيران لا دخل لها في الحرب الجارية بين حماس وإسرائيل".
في ملف داخلي انتقدت بعض الصحف مثل "شرق" مطالب أسرة أحد عناصر الباسيج ويدعى روح الله عجميان بتنفيذ مزيد من الإعدامات ضد المتظاهرين على خلفية مقتل ابنهم العام الماضي أثناء مشاركته إلى جانب قوات الأمن في قمع الاحتجاجات.
الصحيفة حذرت من "دوامة الانتقام" وأكدت أن هذه الحلقة ستستمر في الدوران إذا لم توقفها السلطة التي تمتلك القدرة، لافتة إلى أن المتظاهرين وهم الحلقة الأضعف في هذه الحالة سيكونون الخاسرين الرئيسيين في هذا العنف.
في موضوع آخر لفتت بعض الصحف إلى الحريق الذي التهم مركزا للعلاج من الإدمان على المخدرات في مدينة لنغرود بمحافظة كيلان شمالي إيران ومات على أثره 32 على الأقل وإصابة آخرين.
صحيفة "شرق" انتقدت سوء إدارة الحريق من قبل الجهات المعنية وأكدت أن رجال الإطفاء لم يصلوا إلى موقع الحادث إلا بعد مرور وقت طويل ما أدى إلى وفاة 32 مواطنا وإصابة 16 شخصا آخرين.
اقتصاديا توقعت صحيفة "اعتماد" نقلا عن خبراء اقتصاديين أن السلطة في إيران كبحت جماح الدولار في الفترة الماضية لكن هذا الأمر لن يستمر طويلا، وقريبا سيخرج الأمر عن السيطرة، موضحا أنه لا بد من انتظار وصول سعر الدولار الواحد إلى 75 ألف تومان إيراني وهو ما ينعكس سريعا على أسعار باقي القطاعات والأسواق.
نقرأ الآن تفاصيل بعض الموضوعات في صحف اليوم...
"اعتماد": إيران والغرب الخاسران الرئيسيان من حرب غزة
رأى الكاتب السياسي الإصلاحي عباس عبدي في مقاله بصحيفة "اعتماد" أن حرب غزة تركت حتى الآن خاسرين رئيسيين؛ هما إيران والدول الغربية، فإيران لم تستطع حتى تنظيم مظاهرات مليونية في العاصمة طهران، مؤكدا أن الحكومة في إيران قد انهزمت بشكل مذل في مجال الدعاية الإعلامية.
وأضاف الكاتب: "لو كانت لهذه الحكومة كرامة لرحلت بعد تلقيها هذه الهزيمة المنكرة، منوها إلى أن إيران لم تستطع، بالرغم من حديثها الصوري عن الحرب والنضال، أن تنظم اجتماعا لدعم فلسطين وهذا يعني بالمحصلة اضمحلال أصحاب هذه السلطة وفكرهم".
"توسعه إيراني": أسرة أحد قتلى الباسيج تطالب بمزيد من الإعدامات بحق المتظاهرين
في موضوع داخلي هاجمت عدة صحف بما فيها صحيفة "توسعه إيراني" والد روح الله عجميان أحد عناصر الباسيج في إيران والذي قتل أثناء مشاركته في قمع الاحتجاجات العام الماضي. والد عجميان كان قد دعا قبل أيام لمزيد من الإعدامات بحق المتظاهرين بعد أن أصدر القضاء الإيراني حكما بإعدام خمسة متظاهرين في قضية عجميان نفذ اثنين منهم حتى الآن.
الصحيفة هاجمت والد عجميان وكتبت: "كم هي الأرواح التي يجب أن تزهق لكي ترتاح نفس والد عجميان؟ لم يعد هناك شخص متهم في قضية عجميان، وكثير من ضحايا الاحتجاجات من المتظاهرين سواء كانوا قتلى أم مصابين لم يحظوا بأي محاكمات عادلة من قبل السلطة".
وأضافت "توسعه إيراني": "الحكومة ترى أن دماء أنصارها أكثر حرمة من دماء المتظاهرين، وهي لم تقتنع بإراقة دماء مواطنيْن حتى الآن وتريد قتل المزيد".
"شرق": أزمة القطاع الطبي في إيران في ظل استمرار هجرة الأطباء والمتخصصين
في تقرير لها سلطت صحيفة "شرق" الضوء على "تسونامي هجرة الأطباء من إيران" وقالت إن القطاع الطبي في البلاد يشهد وضعا مأساويا وأن السنوات القادمة ستكون أسوأ بكثير إذا لم يتوقف قطار الهجرة بين الطواقم الطبية والمتخصصين.
الصحيفة أجرت مقارنة بين الوضع الطبي في إيران وعدد من الدول الغربية والعربية، وقالت: "في أوروبا يكون هناك 245 طبيبا متخصصا لمنطقة تضم 100 ألف شخص، لكن في إيران لا يجاوز هذا العدد 62 طبيبا مقابل كل 100 ألف شخص".
وأضافت الصحيفة: "مع ذلك نجد أن قوافل الأطباء والمتخصصين تواصل الهجرة من إيران أو التخطيط للهجرة في الفترة القادمة". وأشارت إلى تقرير لـ"مرصد الهجرة" الإيراني الذي ذكر أنه ووفقا لاستطلاعات الرأي فإن 21 من الأطباء سيغادرون إيران خلال السنوات الثلاث القادمة.
كما قالت الصحيفة إن نسبة الأطباء مقابل عدد السكان تقل في نصف المناطق الإيرانية عن 35 طبيبا مقابل 100 ألف مواطن.
وختمت "شرق" بالقول: "بالنسبة للنساء الحوامل فإن مقابل كل 7 آلاف امرأة حامل تكون هناك طبيبة متخصصة واحدة، وأن 91 مدينة في إيران ليس لديها طبيب متخصص في هذا المجال.