يستمر قادة الولايات المتحدة الأميركية بتحذير نظام طهران من أي شكل من أشكال التصعيد، حيث خاطبت نائبة الرئيس الأميركي كامالا هاريس النظام الإيراني بالقول: "لا تفعلوا"، مكررة عبارة الرئيس بايدن قبل أيام.
مراقبون رأوا هذا الأسلوب من الكلام يحمل "تحقيرا" لإيران، إذ إنه يستخدم عبارة قصيرة عادة ما تستخدم في تربية المواشي أو صغار السن.
لكن بعض الصحف الإيرانية والمقربة من الحكومة رأت أن هذا التحذير والأسلوب من الولايات المتحدة الأميركية يدل على "قوة إيران وقلق واشنطن منها".
صحيفة "إيران" الصادرة عن الحكومة عنونت تقريرا لها حول الموضوع بالقول: "رسائل أميركية مبطنة لإيران"، وزعمت أن خطاب مسؤولي البيت الأبيض "يظهر مدى انهيار الولايات المتحدة وتخبطها من الناحية الاستراتيجية بعد أن أصبحت غارقة في مستنقع سيكلفها الخروج منه تكاليف كبيرة".
في شأن متصل رحبت صحيفة "كيهان"، المقربة من المرشد علي خامنئي، والتي أكدت يوم أمس أن "طهران لن تخوض حربا بالنيابة عن شعب آخر"، رحبت في عددها اليوم، الأربعاء الأول من نوفمبر (تشرين الثاني)، بما أسمته "انضمام أنصار الله إلى حزب الله"، ورأت أن إطلاق صواريخ باليستية من اليمن إلى إسرائيل يؤكد أن "الحرب دخلت مرحلة جديدة".
وكتبت الصحيفة محتفلة: "في الواقع فإن دخول اليمن في حرب غزة سيغير الاستراتيجيات وسيخلق نهاية مختلفة للحرب".
في شأن داخلي علق عدد من الصحف على المعارك السياسية بين التيارين الأصولي والإصلاحي مع اقتراب موعد الانتخابات البرلمانية، وسط مخاوف حكومية من مقاطع واسعة تشهدها تلك الانتخابات، بسبب سياسات النظام وتهميشه للإصلاحيين والشخصيات السياسية المستقلة.
صحيفة "اعتماد" الإصلاحية علقت على تشكيل تحالف جديد يحمل اسم "مبنا" وهو مخفف لعبارة "مجمع بيداري نيروهاي انقلاب" أي "جبهة صحوة قوات الثورة"، وتساءلت الصحيفة عن سبب هذه التسمية ودلالات الحديث عن "صحوة جديدة" بين الأصوليين، كما قالت إن المقصود بأن الأطراف غير المنطوية تحت هذه الجبهة الجديدة تعني بالضرورة أنها لا تزال "نائمة".
أما صحيفة "كيهان" الأصولية فهاجمت الإصلاحيين، وقالت إن قيادات التيار الإصلاحي التي تعاني من تفكك وشقاق تحاول نشر أكاذيب والادعاء بأن هناك خلافات داخل التيار الأصولي، مضيفة أن هذه الادعاءات ما هي إلا أحلام وأماني لدى هؤلاء الإصلاحيين.
نقرأ الآن تفاصيل بعض الموضوعات في صحف اليوم:
"أرمان ملي": المواقف الإيرانية والأميركية "مناورة سياسية" والطرفان لا يرغبان في توسيع دائرة الصراع
قال المحلل السياسي علي بيكدلي في مقال بصحيفة "أرمان ملي" الإصلاحية إن ما يجري من تحركات وتصريحات من قبل المسؤولين الإيرانيين والأميركيين هو "مناورة سياسية"، معتقدا أنه لا مصلحة للطرفين في الصراع.
وأشار بيكدلي إلى حساسية الموقف بالنسبة للأميركيين بسبب قرب الانتخابات، حيث باتوا عالقين في مثلث الأزمة، فمن جهة أوكرانيا وروسيا، ومن جهة تايوان والصين، والآن غزة.
ورأى الكاتب أن المحادثات تتعلق فقط بالأوضاع الداخلية، وأن التصريحات المتعلقة بهذا الشأن تدل على أنه لا الولايات المتحدة ولا إيران لديهما رغبة في توسيع الحرب، واصفا السياسة الإيرانية المتبعة حاليا بـ"الصحيحة جدا".
"جمهوري إسلامي": لا يصح انتهاك حقوق المواطنين وسلب حرياتهم بحجة الدفاع عن النظام
هاجمت صحيفة "جمهوري إسلامي" من أسمتهم المتظاهرين بالحرص للدفاع عن النظام واعتمادهم في سبيل ذلك على طرق "غير قانونية وغطرسة وانتهاك حقوق المواطنين وسلب حرياتهم المشروعة"، مؤكدة بالقول: "إننا نعتبر الحفاظ على النظام مهمتنا لكن ليس لدينا أي قواسم مشتركة مع هؤلاء".
وشددت الصحيفة على ضرورة "العودة" إلى الدستور والعمل بما جاء فيه، وأضافت: "نعتقد بقوة أن تطبيق الدستور هو أفضل الطرق للحفاظ على النظام".
ونوهت الصحيفة إلى أن السبب الرئيسي وراء الاحتجاجات وتنامي الاستياء الشعبي ينبع من تجاهل صناع القرار للدستور والقوانين، وإذا عاد هؤلاء إلى الالتزام بالدستور فإن الاحتجاجات والاعتراضات ستنتهي.
"سازندكي": قطاع النقل الإيراني يعاني من ضعف شديد وأصبح بائدا
سلطت صحيفة "سازندكي" الضوء على قطاع النقل في إيران، وقالت إن هذا القطاع يعاني من ضعف شديد في ظل الاستهلاك وشح الإمكانيات، مؤكدة أن 40% من القطارات في إيران تحتاج إلى تبديل أو تصليح.
وأضافت الصحيفة: بالإضافة إلى القطارات نجد أن صناعة الطيران هي الأخرى تعاني من ضعف شديد، حيث يوجد ما يقارب 330 طائرة رابضة في المطارات بسبب الخلل الفني والأعطال التي حلت بهاـ كما أن هناك حاجة لـ550 طائرة في البلاد، لكن لا يوجد سوى 180 طائرة.
أما على صعيد الشاحنات والسيارات الثقيلة فإن الوضع ليس بأفضل من المجالات الأخرى، حيث إن الحالة أيضا سيئة، وقالت إن قرابة نصف الشاحنات العاملة في قطاع النقل، والبالغ عددها 400 ألف شاحنة، هي بائدة ومستهلكة.
كما قالت الصحيفة إن هناك أيضا شحا في السفن التجارية، منوهة إلى أن البضاعة الإيرانية تنتظر في المواني أكثر من 40 يوما بسبب عدم توفر الشاحنات لنقل البضاعة بشكل سريع، لافتة إلى الأضرار الاقتصادية التي تتركها هذه القضية في موضوع التصدير والاستيراد.