الحرب على غزة، ومستقبل علاقات إيران مع الغرب في ظل حالة الغموض المستمرة حول ملفات مثل الاتفاق النووي والانضمام إلى "FATF" والأزمة الاقتصادية هي من المحاور الرئيسية التي تناولتها الصحف الصادرة اليوم الثلاثاء 31 أكتوبر (تشرين الأول).
بعض الصحف مثل "أرمان ملي" أشارت إلى مواقف إيران والولايات المتحدة الأميركية من هذه الحرب المستمرة، ونقلت الصحيفة كلام المحلل السياسي، علي بيكدلي، الذي أشاد بموقف واشنطن تجاه طهران في موضوع الحرب مع إسرائيل، حيث أكدت واشنطن من البداية أنها لم تجد أي أدلة تثبت تورط إيران في هجوم حماس، "ما يؤكد عدم رغبة واشنطن في فتح جبهة من الحرب مع إيران".
أما صحيفة "جوان"، المقربة من الحرس الثوري الإيراني، فيبدو أنها ترغب في توسيع الحرب في غزة، وتوريط لبنان مع اسرائيل وذلك عبر عنوان عريض على صفحتها الأولى: "نصرالله سيكسر صمت الحرب"، مشيرة إلى كلمة أمين عام حزب الله اللبناني المقررة يوم الجمعة المقبل.
الصحيفة لفتت إلى الصمت الذي يلتزمه حسن نصر الله، زعيم حزب الله اللبناني، بعد مرور 25 يوما من اندلاع الحرب بين حماس وإسرائيل، وقالت إن نصر الله سينهي هذا الصمت يوم الجمعة حيث من المقرر أن يخرج بكلمة حول ما يجري في المنطقة.
من الملفات الأخرى التي اهتمت بها صحف اليوم هو موضوع الانضمام إلى مجموعة العمل المالي الدولية "FATF"، حيث أشارت بعض الصحف إلى تضارب الأخبار حول الموضوع.
فبينما يؤكد بعض المسؤولين أن هناك تحركات للانضمام إلى هذه الاتفاقية، نجد في الوقت نفسه صحفا تتحدث عن استحالة هذا الانضمام كون الاتفاق النووي نفسه أصبح من الماضي و"جثة هامدة".
صحيفة "أبرار" قالت في عددها اليوم إن الامتناع عن الانضمام إلى "FATF" سيكون في صالح الأطراف المستفيدة من بقاء العقوبات، سواء كان هؤلاء المستفيدون من جانب إيران أو الأطراف الغربية، لكنها أكدت أن أي تعلل في الانضمام إلى "فاتف" يكون ضد مصلحة الشعب الإيراني، الذي يريد رفع العقوبات عن البلاد بأسرع وقت ممكن، والانفتاح على العالم اقتصاديا وسياسيا.
الصحيفة نقلت كلام عضو مجلس تشخيص مصلحة النظام، مجيد أنصار، الذي قال إن بعض الدول الموالية لإيران، مثل روسيا والصين، تطالب طهران أيضا بضرورة الإسراع في الانضمام إلى هذه الاتفاقية الدولية، لكي تسهل عملية التبادل التجاري بين الشركات الصينية والروسية مع إيران.
صحيفة "اقتصاد بويا" تطرقت إلى حالة التذبذب التي تشهدها أسواق العملة في إيران على ضوء التطورات الأخيرة في المنطقة، وقالت إن هذه الحالة المستمرة بشكل أو بآخر منذ 5 سنوات في إيران لها دور كبير في تخريب البنية الاقتصادية للبلد، وذلك نتيجة الصدمات المتكررة على الاقتصاد.
كما قالت الصحيفة إن أقلية صغيرة تسيطر على الاقتصاد في إيران، وأن جميع إمكانات البلد تسخر لتحقيق مصالح هذه الأقلية، مضيفة أن "إيران تتراجع إلى الخلف في كافة المجالات".
نقرأ الآن تفاصيل بعض الموضوعات في صحف اليوم:
"كيهان": إيران لن تخوض الحرب بدلا عن أي شعب آخر وعداؤنا مع إسرائيل مستمر
قالت صحيفة "كيهان"، المقربة من المرشد علي خامنئي، إن عداء إيران مع إسرائيل متجذر وعميق، وكتبت: "عداء إيران مع إسرائيل ليس من أجل الفلسطينيين. حتى لو افترضنا أن جميع الفلسطينيين أصبحوا من أنصار إسرائيل فإن الجمهورية الإسلامية ستستمر في معاداتها لإسرائيل".
وأضافت الصحيفة: "هذا الكيان غدة سرطانية وخطر لجميع دول منطقة غرب آسيا. والعالم سيتطهر عندما يتم القضاء على الصهاينة وتدميرهم".
أما على صعيد احتمالية تدخل إيران في الحرب بجانب حماس فقد قالت الصحيفة إن "إيران لن تخوض حربا بدلا عن أي شعب آخر"، وكتبت: "خطاب الثورة الإيرانية يقوم على صحوة الأمم وتقويتها، وهو بالطبع يدعم ويقوي كل شعب مظلوم ومضطهد لديه الإرادة في التحرر، لكنها لا تذهب إلى الحرب بدلاً من أي شعب آخر".
"اعتماد": جدل الانضمام إلى "FATF" ومستقبل الاتفاق النووي
أشارت صحيفة "اعتماد" إلى الحديث المتزايد حول مستقبل الاتفاق النووي وانضمام إيران إلى مجموعة العمل المالي المشترك "FATF" ، ونقلت كلام البرلماني الأصولي حسين جلالي الذي أكد أن طهران لن تنضم إلى مجموعة "فاتف"، وأن الاتفاق النووي قد مات بالنسبة للإيرانيين.
وقال هذا الأصولي المتشدد: "موضوع "FATF" لن يطرح من جديد في إيران. البعض يريد الاستفادة من جثة الاتفاق النووي لكن هذه الجثة الهامدة لن يتم إحياؤها حتى عبر التنفس الاصطناعي، كما أنه لا يمكن إحياء موضوع "فاتف" على الإطلاق".
الصحيفة لفتت كذلك إلى تصريحات سابقة لعضو في مجلس تشخيص مصلحة النظام، محمد صدر، الذي أكد للصحيفة أن هناك تحركات تجريها حكومة رئيسي لبدء إجراءات الانضمام إلى الاتفاقية، بعد أن أدركت هذه الحكومة ضرورة هذه الخطوة وأهميتها في تخفيف الضغوط الدولية والاقتصادية على إيران.
كما نوهت "اعتماد" إلى كثرة الانتقادات التي وُجهت لحكومة رئيسي واتهامها بالازدواجية، حيث كان هؤلاء المسؤولون اليوم من أشد المعارضين لفكرة الانضمام إلى هذه الاتفاقية الدولية عندما كان روحاني رئيسا لإيران، لكنهم اليوم وبعد أن استولوا على السلطة غيروا من موقفهم وأصبحوا مؤمنين بأهمية الانضمام.
"جمهوري إسلامي": مجموعة "FATF" تبقي على إيران في قائمتها السوداء
بدورها قالت صحيفة "جمهوري إسلامي" إن مجموعة العمل المالي المشترك "FATF" أبقت إيران، في آخر تقرير لها، ضمن الدول الموجودة في القائمة السوداء لهذه المجموعة وذلك بجانب كوريا الشمالية، والسبب الرئيسي في ذلك، حسبما ورد في تقرير الصحيفة، هو أن إيران لم تظهر أي تقدم أو مراجعة لواجباتها تجاه هذه المجموعة والعمل على شفافية نظامها المصرفي.
وأكدت الصحيفة أنه وما دامت إيران لم تلب بعض مطالب هذه المجموعة في ما يتعلق بموضوع خلق الشفافية في النظام المصرفي، وضمان عدم "الدعم المالي للإرهاب"، فإن هذه المجموعة ستبقي على إيران في قائمتها السوداء.
وأضافت جمهوري إسلامي: مجموعة "فاتف" قلقة من أن استمرار إيران بهذا النهج سيهدد النظام المالي الدولي، ويثير شبهات حول الاستمرار في دعم المالي للإرهاب، ما يؤكد ضرورة بقاء إيران في القائمة السوداء، حسب رأي مجموعة "فاتف" للعمل المالي المشترك.