خرج المرشد الإيراني علي خامنئي يوم أمس من جديد متحدثا عن إسرائيل والحرب في غزة، مؤكدا مرة أخرى موقف إيران تجاه الحرب، حيث اكتفى بالإشارة إلى ما يتعرض له الفلسطينيون في غزة، وإدانة إسرائيل، دون الإشارة إلى أي دور محتمل لإيران في وقف هذا النزيف الفلسطيني.
وسائل إعلام إيران في الأيام الماضية كانت قد أغرقت نشراتها بالحديث عن استعداد النظام الإيراني للتدخل في "الساعات القادمة" إذا لم توقف إسرائيل هجماتها على غزة.
ومرت أيام وأيام دون أن تأتي هذه "الساعات القادمة" المزعومة، والتي أثارت انتقادات الكثير بمن فيهم قيادات حركة حماس الذين دعوا ما يسمى بـ"محور المقاومة" إلى التدخل لتخفيف الضغط عن غزة، لكن دون مجيب.
وكررت الصحف الصادرة اليوم، الخميس 26 أكتوبر (تشرين الأول)، كلام خامنئي الذي أشار فيه إلى دعم الولايات المتحدة الأميركية لإسرائيل، وأن هذا الدعم الغربي لإسرائيل هدفه هو منع الدولة الإسرائيلية من السقوط والاندثار، حسب ما جاء في كلام خامنئي يوم أمس.
صحف أخرى أشارت إلى تصريحات الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، الذي هو الآخر يُتهم باستغلال القضية الفلسطينية داخليا وخارجيا دون أن يقدم لها شيئا يذكر.
الرئيس التركي رجب طيب أردوغان خرج أمس بتصريحات هي الأقوى منذ بداية الحرب، حيث رفض أن تكون حركة حماس "إرهابية"، وقال إنها "حركة تحررية" تهدف إلى تحرير فلسطين وإنقاذ شعبها.
في شأن غير بعيد، شكرت صحيفة "كيهان"، المقربة من المرشد علي خامنئي روسيا، على سلوكها "الإنساني" في الحرب على أوكرانيا، حيث إنها لم تقم بما قامت به إسرائيل من قطع المياه والكهرباء والإنترنت عن قطاع غزة، بل إن روسيا، تزعم الصحيفة، تستمر في مد أوكرانيا بالغاز، كما أنها تقوم بإخراج الأطفال والمدنيين قبل القصف، في حين أن إسرائيل قتلت حتى الآن 2400 طفل فلسطيني في غزة.
في شأن داخلي علقت صحيفة "سازندكي" على ما ينتظر إيران من تحولات سياسية والاستعداد لخوض السباق الرئاسي بعد عامين، حيث لفتت إلى أن أهم منافس يواجه الحكومة الحالية "الفاشلة" هو ظهور شخصيات تكنوقراطية لمنافسة المرشحين التقليديين، وقالت إن ظهور هذه الشخصيات بدأ يقلق كلا التيارين الإصلاحي والأصولي في إيران.
نقرأ الآن تفاصيل بعض الموضوعات في صحف اليوم:
"جوان": إنجازات هجوم حماس كثيرة
حاولت صحيفة "جوان" تبرير هجوم حماس والرد على من ينتقدونه، حيث ادعت أن هناك العديد من الإنجازات التي تحققت من خلال هذا الهجوم، وعلى رأسها "تحسين صورة المقاومة" و"إرجاع الأمل لدى قلوب من بدأ ييأسون من محور المقاومة".
وقالت بعد مرور 3 أسابيع من هجوم حماس يجب الآن أن نقوم بأدب واحترام ونصفق لكتائب القسام التي قامت بهذا الإنجاز الكبير في السابع من أكتوبر، موضحة أنه وبمرور الأيام يتبين صحة قرار الهجوم وفاعليته.
وعن باقي الإنجازات التي تحققت، حسب صحيفة الحرس الثوري، بعد هجوم السابع من أكتوبر هو إرباك الصورة التي كان يروج لها الغرب وإسرائيل، والادعاء على أن الاستقرار والسلام في الأراضي الفلسطينية المحتلة يسود، لكن هجوم حماس أثبت أن الإسرائيليين المحتلين لن يكونوا في أمان ما دام الاحتلال قائما.
وعلى الصعيد العالمي أصبحت القضية الفلسطينية، تضيف الصحيفة، محور النقاش بعد سنوات من التجاهل والتهميش، وبات الكل يتحدث عن ضرورة النظر في هذه القضية والبحث عن حلول عملية ومستدامة.
كما رأت الصحيفة أن هجوم حماس جعلها الرقم الأول في تمثيل الفلسطينيين، وقالت إن الفلسطينيين بعد اليوم لن يعولوا على السلطة أو غيرها، وإنما تعويلهم الوحيد يكون على حماس وكتائب عز الدين القسام.
"أرمان ملي": الهجرة من إيران تصل إلى مستويات "غير مسبوقة" في تاريخ البلاد
في مقابلة مع صحيفة "أرمان ملي" الإصلاحية قال الناشط السياسي والبرلماني السابق، مصطفى كواكبيان، إن الهجرة التي تشهدها إيران حاليا هي حالة "غير مسبوقة" في تاريخ إيران، لافتا إلى أن كافة القطاعات من أطباء ومتخصصين وأساتذة وأصحاب الحرف وحتى المواطنين البسطاء يعتزمون الهجرة من البلاد، ما يجعلنا أمام خطر حقيقي وفادح.
وسخر الناشط كواكبيان من مزاعم النظام الإيراني الذي كان يروج لمشاريع اقتصادية يزعم فيها أن إيران ستكون القوة الاقتصادية الأولى في المنطقة والعاشرة عالميا خلال عام 2026، مؤكدا أن أيا من هذه التوقعات لن تحدث عمليا.
وانتقد كواكبيان تركيز المسؤولين على القطاعات العسكرية، حيث يزعمون أن إيران حققت إنجازات هائلة في هذا المجال، موضحا أنه حتى لو تم تحقيق بعض النجاحات في هذه المجالات لكن تنبغي معرفة أن التنمية هي مقولة شاملة لا تقتصر على مجال من المجالات.
واقترح الكاتب أن تقوم السلطة بمراجعة الدستور وإجراء تعديلات عليه كطريقة للخروج من الأزمة الاقتصادية والسياسية في البلاد، والتي دفعت المواطنين بأعداد كبيرة إلى الهجرة أو التفكير في الهجرة من إيران.
"تجارت": تخلف إيران في استكمال مشروع ممر شمال– جنوب مع روسيا
في مقاله بصحيفة "تجارت" قال الباحث في الشؤون الاقتصادية مسعود دانشمند إن إيران لا تزال متأخرة كثيرا في استكمال مشروع ممر شمال – جنوب، رغم مضي أكثر من 20 عامًا على إقراره وتسجيله في الأمم المتحدة.
وأضاف دانشمند أن إيران لم تقم بما ينبغي حتى الآن لإكمال هذا الممر، في حين تم إنشاء ممرّات أخرى، كالحزام الصيني والممر الأوسط وممر مجموعة العشرين، التي تنافس بدورها ممرّ شمال – جنوب.
وأشار الكاتب إلى أن الممرات المذكورة تقع بين الشرق والغرب، وبالتالي إذا تمكنت إيران من تفعيل الممر بين الشمال والجنوب بسرعة، فسيقوم أصحاب البضائع تلقائيًا باستخدام الممرّ الأرخص والأسرع، وهو ممرّ شمال – جنوب، الذي سيجنّبهم الترانزيت.
واختتم دانشمند بأن الدولتين المعنيتين بهذا الممر هما إيران وروسيا، لافتا إلى أنهما لم تتخذا أي إجراء بهذا الشأن، خاصة أن العائق الرئيسي أمام تفعيل الممر هو الاستثمار، حيث يجب أن يكون لدى طهران شركة نقل بري قوية جدا، وبما أن هذه الشركة غير موجودة فإن الوضع يعتمد على السوق وظروفه المتغيرة، على حد تعبير الكاتب.