تقترب الأزمة في غزة من أسبوعها الثالث ولا تزال الحرب على أشدها، وسط تكهنات باحتمالية تحولها إلى حرب برية في ظل التمهيد الإسرائيلي لتنفيذ عمليتها البرية المحتملة.
وسائل الإعلام الإيرانية والصحف المقربة من النظام سلكت في الأسبوعين الماضيين خطا واحدا، وهو خط التصعيد ومزاعم جاهزية إيران للدخول إلى الحرب ودعم الفلسطينيين في ما يتعرضون له من جرائم من قبل الاحتلال الإسرائيلي.
لكن بدأ واضحا أن تغطية الصحف الإيرانية كانت لمجرد الدعاية والاستهلاك الداخلي، لا سيما بعد تأكيد خامنئي عدم رغبة إيران في الدخول إلى الحرب، في ظل التهديدات الأميركية الصريحة بالدخول المباشر في حال انضمت طهران للصراع الحالي.
الصحف الآن خففت من خطابها التهديدي الذي سلكته قبل أيام، وتحولت لتبرير عدم دخول إيران في هذه الحرب والفوائد التي يجنيها "محور المقاومة" من هذه السياسة الإيرانية "الذكية والحكيمة".
صحيفة "همشهري"، المقربة من الحكومة وحتى عهد قريب كانت تتحدث عن الاستعدادات لإرسال مقاتلين إلى حماس، تحولت اليوم إلى خطاب آخر، وقالت إن مهمة إيران الرئيسية في هذه المرحلة هو "تقوية خطاب محور المقاومة".
وأما عن سبب عدم دخول المليشيات التابعة لإيران، مثل حزب الله والجماعات المسلحة في العراق وسوريا، فقالت الصحيفة إن "السبب الرئيسي وراء ذلك هو أن حماس قالت بأنه لا ضرورة الآن لتدخل حزب الله في هذه الحرب"!
صحيفة "جوان"، هي الأخرى والتي كانت ممن يتوعدون إسرائيل بالويل والثبور، عادت اليوم لتؤكد أن "الشعوب أصبحت هي من يتولى الدفاع عن القضية الفلسطينية"، متجاهلة كلام المسؤولين الإيرانيين طوال عقود بأن الجمهورية الإسلامية هو الدولة الوحيدة التي تدافع عن القضية الفلسطينية ومستعدة لمواجهة إسرائيل في حرب حقيقية.
في شأن منفصل سلطت الصحف الصادرة اليوم، الثلاثاء 24 أكتوبر (تشرين الأول)، الضوء على الاجتماع الذي استضافته طهران وشمل دول منطقة القوقاز، مثل أرمينيا وأذربيجان وإيران وتركيا وروسيا، بهدف مناقشة الأزمة في منطقة جنوب القوقاز وتحديدا بين أرمينيا وأذربيجان.
صحيفة "تجارت" الاقتصادية وصفت هذا اللقاء بمحاولة "إنقاذ منطقة القوقاز"، وقالت إن نجاح هذه الاجتماعات يؤدي إلى حل الأزمة الأمنية، بالإضافة إلى أنها تساعد على تعزيز العلاقات الاقتصادية بين الدول المعنية.
نقرأ الآن تفاصيل بعض الموضوعات في صحف اليوم:
"دنياي اقتصادي": روسيا تستغل حرب غزة لكسب امتيازات لصالحها في جبهة أوكرانيا
تساءلت صحيفة" دنياي اقتصاد" عن طبيعة الموقف الروسي مما يجري في غزة، وقالت إن الواضح هو أن الروس يستغلون ما يجري في غزة لصالحهم، وهم يستخدمون هذه الأحداث لكسب المزيد من الامتيازات من الدول الغربية.
وأضافت الصحيفة أن روسيا تبنت رؤية تكتيكية للتعامل مع الحرب في غزة، بحيث تعتبر هذه الحرب بمثابة ورقة ضغط لكسب امتيازات من الدول الغربية في عدوانها ضد أوكرانيا، وتساءلت بالقول: هل يمكن أن تغدر روسيا بإيران وحماس في الوقت الراهن؟
وقال الباحث السياسي إبراهيم متقي للصحيفة إنه وفي حال استطاعت موسكو إقناع إيران وحزب الله بعدم التدخل في الحرب الجارية فإن ذلك سيعزز من مكانة روسيا عالميا ويحسن من صورتها في المحافل الدولية.
وختم الكاتب أن موقف روسيا الآن يتمثل في الضغط على إيران وحزب الله للامتناع عن توسيع دائرة الصراع والدعوة إلى ضبط النفس، وهذه الحالة بطبيعة الحالة ستعزز كفة إسرائيل على حساب حركة حماس و"محور المقاومة".
"هم ميهن": أسباب خفوت الموقف الشعبي الإيراني تجاه القضية الفلسطينية
صحيفة "هم ميهن" رأت في مقال تحليلي أن قضية فلسطين أصبحت قضية حكومية في إيران، والكثير من المواطنين العاديين وحتى الشخصيات المشهورة أصبحت تتحاشى الحديث عن هذه القضية خوفا من اتهامها بموالاة الحكومة ودعم النظام.
وذكرت الصحيفة أن ربط هذه القضية بالسلطة الحاكمة أدى إلى أن يتحاشى المواطنون في إيران الحديث عن الموضوع، وأحيانا يغضون الطرف عن الجرائم التي ترتكب بحق الفلسطينيين ومقتل المدنيين الأبرياء وفي أحيان أخرى يصل الأمر إلى التضامن مع إسرائيل.
كما نوهت الصحيفة أن بعض الشخصيات لا تستطيع فقط مناقشة ممارسات حماس كذلك كون هذه القضية أصبحت قضية حكومية، وبالتالي فإن انتقاد حماس قد يصنف كموقف مناهض للنظام في إيران.
الصحيفة قالت كذلك إن المسؤول الحقيقي وراء هذا الموقف الشعبي الإيراني من القضية الفلسطينية المشروعة هو النظام وليس الشعب، موضحة أن بعض الأطراف في السلطة تطالب الشخصيات السياسية المنتقدة لسياسات النظام باتخاذ موقف من القضية الفلسطينية، في حين أن المواطنين في إيران لم يتخلوا عن دعم للقضايا العادلة وحقوق الإنسان، لكنهم لا يريدون أن يتخذوا موقفا يستغله الآخرون ويستفيدون منه لصالحهم، في إشارة إلى السلطة السياسية الحاكمة.
"جوان": نسبة المشاركة في الانتخابات البرلمانية القادمة ستزداد بسبب "إنجازات الحكومة"
زعمت صحيفة "جوان"، التابعة للحرس الثوري الإيراني أن "إنجازات" حكومة رئيسي بثت الأمل في قلوب المواطنين، وكتبت في هذا السياق: "حكومة رئيسي زرعت الأمل في قلوب المواطنين لحل مشكلات البلد، وفي مثل هذه الحالة سيقوم المواطنون بدعم الحكومة عبر انتخابهم لنواب مؤيدين للحكومة الثورية للدخول إلى البرلمان".
وأضافت الصحيفة: "لذا فإن إنجازات الحكومة ستساهم في زيادة عدد الناخبين في الانتخابات البرلمانية القادمة، وستفشل مشاريع مقاطعة الانتخابات التي يروج لها البعض".