الحرب بين حماس وإسرائيل والسيناريوهات المحتملة لهذا الصراع هي أبرز ما غطته الصحف الإيرانية الصادرة اليوم السبت، بعد أسبوعين من الحرب غير المسبوقة بين حركة حماس وإسرائيل، على خلفية الهجوم المفاجئ الذي شنته حماس على إسرائيل يوم 7 أكتوبر (تشرين الأول) الجاري.
صحيفة "آرمان امروز" عنونت في صفحتها الأولى، وكتبت أن "حرب غزة لن تكون نهاية هذه القضية" معتقدة أن الأمور دخلت في مسار مختلف، وأن لهذه الحرب تداعيات وآثارا ستمتد إلى المنطقة برمتها.
صحف أخرى مثل "اعتماد" أشارت إلى الجانب الإنساني وضرورة إدخال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة المهدد بكارثة بشرية في ظل الحصار الإسرائيلي والقصف المستمر وانقطاع الكهرباء والماء والدواء.
الصحيفة لفتت كذلك إلى الجهود التي تبذلها الدول الغربية لمنع اتساع رقعة الصراع وعدم دخول إيران وجماعاتها في المنطقة والذي سيعني مزيدا من الدماء في المنطقة.
أما الصحف الموالية، مثل "كيهان"، فتسير باتجاه لا يدعو إلى التفاؤل والارتياح، حيث تستمر في نهجها التصعيدي، وتؤكد استعداد ما يسمى "محور المقاومة" للدخول في حرب مع إسرائيل، وقالت إن عدم دخول إسرائيل بريا إلى غزة بعد مرور أسبوعين من الحرب يعود في المقام الأول والأساسي إلى خشية إسرائيل والدول الغربية من التهديدات الإيرانية وحزب الله اللبناني.
صحيفة "تجارت" علقت على تصريحات الرئيس الأميركي التي توعد فيها إيران بالمحاسبة على مواقفها، حيث قال بايدن إن إيران تستمر في دعم روسيا في حربها ضد أوكرانيا كما تستمر في الدعم المقدم لحركة حماس وأن واشنطن ستحاسب طهران على هذه الممارسات لاحقا.
ومن الملفات الأخرى التي حظيت اليوم بتغطية الصحف الإيرانية موضوع رفع الحظر المفروض على قطاع السلاح في إيران، حيث ترى طهران أن الاتفاق النووي ينص على أن يوم 18 أكتوبر (تشرين الأول) عام 2023 هو اليوم الموعود بالنسبة لرفع العقوبات العسكرية على إيران، وبعد هذا التاريخ يصبح بمقدور طهران شراء الأسلحة من الدول الأخرى دون وجود حظر من مجلس الأمن الدولي.
صحيفة "هم ميهن" أشارت إلى التعقيدات في هذا الموضوع وأكدت أن إصرار الدول الأوروبية والولايات المتحدة على إبقاء هذه العقوبات يجعل من الصعب لإيران القيام بصفقات أسلحة مع الدول الأخرى، حيث تهدد واشنطن جميع الدول بفرض عقوبات إذا ما قامت بالتعاون مع إيران في مجال توريد وتصدير الأسلحة.
نقرأ الآن تفاصيل بعض الموضوعات في صحف اليوم..
"اعتماد": توسيع نطاق الحرب يتعارض مع مصالح الغرب
في مقابلة مع صحيفة "اعتماد" قال الدبلوماسي الإيراني السابق، عبدالرضا فرجي راد، إن الدول الغربية تصر على عدم توسيع نطاق الحرب ليشمل لاعبين آخرين تصنفهم هذه الدول ضمن الجماعات التابعة لإيران، فالغرب يعتبر جميع الجماعات المسلحة ضمن وكلاء إيران وأنهم يتلقون الأوامر مباشرة من طهران.
وأضاف الكاتب: "الغرب يدرك أن هذه الجماعات تطيع إيران، فلو أمرتها طهران بالحرب ستحارب ولو طلبت منها غير ذلك ستلتزم به، لهذا فإن رسالة الدول الغربية التي تؤكد على ضرورة عدم دخول إيران في هذه الحرب تشمل في طياتها باقي اللاعبين مثل حزب الله في لبنان".
وأوضح فرجي راد: "يعتقد الغربيون أنه وفي حال دخل حزب الله والحوثيون وباقي الجماعات المسلحة، فإن ذلك سيشتت تركيز إسرائيل على جبهة غزة مما يعني إطالة أمد الحرب وهو ما لا ينسجم مع مصالح الدول الغربية التي تريدها حربا سريعة تقضي على حماس والجهاد الإسلامي في غزة".
ونوه إلى أن إطالة أمد الحرب تعني أن أوروبا تكون أمام خطر الهجرة من جديد، كما أن أسواق الطاقة ستتأثر بكل تأكيد والدول الأوروبية أمام موسم الشتاء، وهناك حظر روسي على الطاقة إلى أوروبا، لهذا فهم قلقون للغاية من هذا الموضوع.
"جوان": استمرار الحرب على غزة يعني دخول الجماعات المسلحة في لبنان والعراق وسوريا على خط المواجهة
رحبت صحيفة "جوان" التابعة للحرس الثوري بما قامت به الجماعات المسلحة التابعة لإيران في اليمن والعراق وسوريا من استهداف قواعد وسفن أميركية وفق وسائل إعلام غربية وعربية، حيث ذكرت هذه المصادر أن الحوثيين أطلقوا صواريخ نحو سفينة أميركية، كما أن الميليشيات في العراق وسوريا استهدفت بطائرات مسيرة بعض القواعد الأميركية.
الصحيفة ذكرت أنه من الواضح أن هذه الأعمال تأتي في نطاق محدود الآن وأن "محور المقاومة" مستعد لتوسيع نطاق الحرب والمواجهة في حال استمرت إسرائيل باستهداف قطاع غزة ومواقع حماس.
"إسكناس": الخلافات حول موضوع رفع حظر السلاح عن إيران يوم 18 أكتوبر
سلطت صحيفة "إسكناس" الضوء على تضارب وجهات النظر بين إيران والدول الغربية حول موضوع رفع الحظر عن إيران في مجال شراء الأسلحة من الدول الأخرى، حيث تعتقد إيران أنه وبموجب الاتفاق النووي يوم الثامن عشر من أكتوبر (تشرين الأول) الجاري هو اليوم الذي ينهي الحظر المفروض على إيران في مجال الأسلحة لكن الدول الأوروبية والولايات المتحدة الأميركية أكدت في المقابل عزمها الإبقاء على العقوبات في هذا المجال كون طهران لم تكن شفافة في هذا المجال وأن هذه الدول لديها مخاوف من نشاط إيران العسكري.
الصحيفة قالت إنه وبموجب الاتفاق النووي أصبح لإيران حق في التعامل العسكري وشراء الأسلحة بعد أن أصبحت إيران في حل من إلزامات مجلس الأمن الدولي، لكن للدول الغربية وجهة نظرها المختلفة في هذا الموضوع ما يعني أن إيران تستطيع التعامل العسكري مع الدول الأخرى ولا خشية من فرض عقوبات عليها من قبل مجلس الأمن لكن موقف الدول الأوروبية والولايات المتحدة الأميركية يضع عوائق أمام الرغبة الإيرانية، إذ إن الكثير من الدول لن ترغب في التعامل مع إيران في مجال بيع وشراء الأسلحة في ظل وجود عقوبات غربية.