حادثة مستشفى المعمداني في غزة والتي أودت بحياة مئات المدنيين من سكان القطاع كانت هي العنوان الأبرز في تغطية الصحف الإيرانية الصادرة اليوم، الخميس 19 أكتوبر (تشرين الأول)، حيث أبرزتها في صفحاتها الأولى على نطاق واسع واتهمت إسرائيل بالوقوف وراء هذه الحادثة "المفجعة".
الصحف المقربة من النظام مثل "كيهان" رأت أن هذه الحادثة هي دليل على هزيمة الاحتلال الإسرائيلي، وأنها تكشف عن غضبه من "المقاومة" وتخبطه في أعماله العدوانية، وزعمت كذلك أن إسرائيل والدول الغربية وبعض الحكومات العربية تسعى إلى "التدمير الكامل" لحركة حماس، وأن "عملية حماس يوم السابع من أكتوبر ضد إسرائيل كانت في الواقع عملية استباقية ضد هذه الخطة".
كما نقلت صحيفة "سياست روز" كلام الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي خلال مسيرة تضامنية مع غزة في طهران، والذي قال فيها إن "نهاية الاحتلال الصهيوني قد اقتربت"، وعنونت الصحيفة في المانشيت: "مستعدون للحرب".
من الملفات الأخرى التي تناولتها الصحف الصادرة اليوم هو مزاعم إيران بانتهاء الحظر المفروض عليها في القطاع العسكري، وسط رفض أوروبي لهذه الفكرة وتأييد روسي للموقف الإيراني، حيث قالت الخارجية الإيرانية أمس إنه "وفقا للاتفاق النووي الإيراني، وأحكام قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2231، لا توجد قيود على أنشطة طهران الصاروخية منذ الأربعاء 18 أكتوبر (تشرين الأول)، فيما أكدت روسيا على أنها "لم تعد تنظر في أي قيود لإرسال التكنولوجيا الصاروخية إلى إيران".
صحيفة "أرمان ملي" قالت إنه ينبغي تهنئة الرئيس الإيراني السابق وقيادات دبلوماسيته الخارجية أمثال محمد جواد ظريف وعباس عراقجي بسبب إنجازهم في الاتفاق النووي، والذي حصلت إيران بموجبه منذ أمس الأربعاء على حق شراء الأسلحة والصواريخ، وقالت إنه يحق لطهران الآن شراء الأسلحة والصواريخ والطائرات المسيرة دون أن يعترض مجلس الأمن الدولي.
وقالت إن مواقف الدول الأوروبية وتصريحاتها حول الإبقاء على هذه العقوبات لن يكون مؤثرا، وإنها مجرد دعاية إعلامية، وإن إيران تستطيع فعلا المباشرة في شراء ما تحتاجه من السلاح والعتاد.
في شأن اقتصادي انتقدت صحيفة "جمهوري إسلامي" صمت كثير ممن كانوا يصولون ويجولون في انتقاداتهم لحكومة روحاني عندما كانت نسب التضخم والغلاء ترتفع، وقالت: "في خطب الجمعة كان الأئمة يصرخون ضد الغلاء، لكنهم اليوم وبعد أن أصبحت الأسعار خيالية لا يرفعون أصواتهم ولا يرددون شعاراتهم المعروفة".
نقرأ الآن تفاصيل بعض الموضوعات في صحف اليوم:
"آفتاب يزد": تضارب المواقف حيال موضوع رفع حظر الأسلحة عن إيران
قال المحلل السياسي، عليرضا فرجي راد، في مقابلة مع صحيفة آفتاب يزد" إن هناك تضاربا في وجهات النظر حول موضوع رفع الحظر العسكري على إيران في 18 من أكتوبر الجاري بموجب الاتفاق النووي، حيث إن الإيرانيين يقولون بأنه ووفقا للاتفاق سيتاح لطهران منذ هذا الموعد شراء الأسلحة دون حظر أو قيود، لكن في المقابل يصر الأوروبيون على استمرار هذا الحظر العسكري.
وأشار الكاتب إلى أن آخر موقف لمدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية حيال الموضوع كان سلبيا، وهو ما عزز الموقف الأوروبي ودفع به إلى مزيد من الرفض والإصرار على الإبقاء على العقوبات، مضيفا أن تزامن هذا الموعد مع الحرب بين إسرائيل وحماس يجعلنا نعتقد أنه من الصعب على الدول الغربية التساهل في هذا الموضوع، وقبول فكرة رفع الحظر العسكري عن إيران.
ونقلت الصحيفة تصريحات غروسي أول أمس الثلاثاء، حيث حذر فيها من أن يتحول الملف الإيراني إلى شبيهة بملف كوريا الشمالية، وذكر أن كوريا الشمالية قد قامت بطرد مفتشي الوكالة الدولية قبيل قيامها بإجراءات اختبارات نووية.
"أرمان ملي": الخلافات بين إيران وأوروبا وضرورة المفاوضات الشاملة
بدوره كتب الباحث السياسي، حسن لاسجردي، مقالا بصحيفة "أرمان ملي" تطرق فيه إلى هذا الموضوع والتضاد في الموقف الأوروبي والإيراني حيال رفع الحظر العسكري، وقال إن هذا التعقيد يؤكد ضرورة أن تسلك إيران نهجا يقربها من الدول الأوروبية، وأن تصبح أوروبا داعمة للمواقف ووجهات النظر الإيرانية.
وقال الكاتب إن هناك عددا من القضايا الخلافية مع الدول الأوروبية، مثل موضوع الطائرات الإيرانية المسيرة، وكذلك التهم التي توجه لإيران بالضلوع في دعم حماس، لهذا من الضروري أن تشرع طهران في مفاوضات شاملة مع الدول الأوروبية.
"جمهوري إسلامي": تراجع الأصوليين حيال موضوع الانضمام إلى (FATF)
هاجمت صحيفة "جمهوري إسلامي" الحكومة الإيرانية والتيار المتشدد في إيران بعد عرقلتهم انضمام إيران إلى مجموعة العمل المالي الدولية (FATF) خلال فترة حكم الرئيس الإيراني السابق حسن روحاني، حيث تراجعوا الآن وأقروا بأهمية الانضمام إلى هذه المجموعة، ودور ذلك في تخفيف الضغوط والعزلة الاقتصادية التي تعيشها إيران.
الصحيفة كتبت تعليقا على ذلك: "كانت شعارات هؤلاء السادة هو أننا نستطيع أن نعالج المشكلات الاقتصادية دون الانضمام إلى (FATF)، وأن من يطالبون بالانضمام إلى هذه المجموعة يريدون ضرب السيادة الوطنية وتسليم المعلومات الاقتصادية والمالية للأجانب، وبالتالي فهم خونة للأعداء ويعملون ضد مصلحة الشعب".
وأضافت الصحيفة: "هؤلاء الأفراد أنفسهم بدأ بالحديث عن أهمية الانضمام إلى(FATF) ويحاولون توجيه هذا الانضمام"، مؤكدة أن "التيار المتشدد رهن مصلحة البلد العليا للمصالح الفئوية الضيقة".
وكتبت الصحيفة كذلك: "عندما كانت حكومة روحاني في السلطة كانت (FATF) والاتفاق النووي خطرا ساما، لكنها الآن أصبحت شيئا جيدا بالنسبة للأصوليين!".