تصريحات وزير الخارجية الإيرانية، حسين أمير عبداللهيان، وتهديده المباشر لإسرائيل باحتمالية دخول إيران في الحرب ضد إسرائيل في حال استمرار الحرب على غزة هو العنوان الأبرز في تغطية الصحف الصادرة اليوم الاثنين 16 أكتوبر (تشرين الأول).
تصريحات عبداللهيان التصعيدية يبدو أنها تفتقر إلى الإدراك وربما جاءت على سبيل الخطأ على لسان وزير الخارجية وهو ما يؤكده البيان الصادر عن مندوب إيران الدائم لدى الأمم المتحدة، حيث يظهر فيه تراجع عن تصريحات عبداللهيان، وجاء فيه: "إذا لم تهاجم إسرائيل إيران، فلن تتدخل طهران في هذا الصراع"، مضيفا: "جبهة المقاومة لديها القدرة على الدفاع عن نفسها".
الصحف الموالية والداعية إلى الحرب لم تشر إلى هذه التناقضات في مواقف المسؤولين الإيرانيين، واحتفلت بتصريحات وزير الخارجية، وكتبت "خراسان": "جبهات أخرى في حالة استعداد"، صحيفة "كيهان" هي الأخرى أشارت إلى تصريح الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي في اتصال هاتفي مع نظيره الفرنسي ذكر فيه أن "دائرة الحرب ستتسع في حال استمرت الجرائم الصهيونية".
أما صحيفة "جوان" المقربة من الحرس الثوري، فاختارت عنوان: "إذا دخلتم إلى غزة بريا فلن نبقى ساكتين"، وقالت إن طهران خلال الساعات الـ36 الماضية حذرت إسرائيل عبر 4 قنوات رسمية وغير رسمية من مغبة الاستمرار في الحرب على غزة واحتمالية تدخل إيران في هذه الحرب.
من الملفات الأخرى التي حظيت كذلك باهتمام الصحف الإيرانية الصادرة اليوم هو حادثة قتل تعرض لها المخرج السينمائي البارز داريوش مهرجويي، وزوجته الناشطة السينمائية وحيدة محمدي فر، بعد أن تم اكتشاف جثتيهما، في بيتهما الخاص بمدينة كرج. وجاء في بيان الشرطة أن "هذه الحادثة وقعت لسبب غير معروف على يد شخص أو أشخاص مجهولين، ولا يزال الدافع وراء القتل مجهولا".
بعض الصحف مثل "جمهوري إسلامي" شككت في صحة الأسباب التي قيل إنها وراء حادثة القتل حيث تم تسجيل سرقة من بيت مهرجويي وزوجته، وقالت إن طبيعية الأشياء المسروقة وحجمها يكشف أن موضوع السرقة تم للتمويه على عملية القتل ودعت السلطات إلى إجراء تحقيق عاجل وشفاف في ملابسات هذه الجريمة التي هزت الشارع الإيراني.
وذكّرت الصحيفة بعمليات القتل الممنهجة التي حدثت في تسعينيات القرن الماضي وراح ضحيتها عشرات الأشخاص من النشطاء والمشاهير دون أن يتم حتى الآن الكشف عن ملابسات تلك الجرائم والواقفين وراءها.
نقرأ الآن تفاصيل بعض الموضوعات في صحف اليوم..
"ستاره صبح": دلالات التصريحات الإيرانية بالدخول في الحرب ضد إسرائيل
توقع الكاتب السياسي والدبلوماسي السابق عبدالرضا فرجي راد، في مقابلة مع صحيفة "ستاره صبح" الإصلاحية، أن يدخل ما يسمى "محور المقاومة" الحرب بجانب حماس ضد إسرائيل، مشيرا إلى تصريحات وزير خارجية إيران وتهديده بالدخول في الحرب في حال استمرار القصف الإسرائيلي على غزة.
الكاتب أوضح كذلك أن ما يقصده الوزير الإيراني وكذلك رئيس الجمهورية من الدخول في الحرب هو دخول الجماعات الموالية لإيران مثل حزب الله في لبنان والحوثيين في اليمن، لأن إيران لن تتدخل بنفسها بسبب عدم وجود حدود برية بينها وبين إسرائيل، حسب رأي الكاتب.
وقال فرجي راد إن الحرب المباشرة بين إيران وإسرائيل لن تقع، وحتى لو وقعت فإنها ستقتصر على العمليات الجوية، وأن البلدين لن يستطيعا إرسال قوات برية لمواجهة بعضهما البعض في أرض المعركة.
وأضاف أن التهديدات الإيرانية ذات طابع ردعي وليس هناك نية حقيقية للدخول في الحرب، فهي تريد الضغط على الولايات المتحدة الأميركية والدول الغربية. وتابع أن هذه التهديدات حتى الآن كانت مفيدة لأن إسرائيل منذ أيام تتحدث عن عملية برية في غزة لكنها لم تفعل ذلك بعد.
"جوان": الهجوم على أحمدي نجاد بسبب الصمت حيال أحداث غزة
هاجمت صحيفة "جوان" التابعة للحرس الثوري، الرئيس الإيراني الأسبق محمود أحمدي نجاد، بسبب موقفه من الحرب على غزة، حيث إنه لم يتكلم بأي كلمة حول الموضوع، ولم يتخذ موقفا منددا بما تقوم به إسرائيل في قطاع غزة.
الصحيفة التي كانت ذات يوم من أشد الموالين للرئيس أحمدي نجاد عندما كان في خندق خامنئي والحرس الثوري، قالت إن صمت أحمدي نجاد يأتي في وقت ظن فيه الكثيرون أنه سيكون له موقف واضح مما يجري في فلسطين، إذ إنه كان من أكثر من يرفعون شعارات الدفاع عن فلسطين أثناء فترة توليه رئاسة إيران.
وأضافت: "بالرغم من وجود أحمدي نجاد في مؤتمر دولي في الخارج أثناء وقوع أحداث فلسطين وإسرائيل إلا أنه لم ينطق ببنت شفة ولم يتكلم بشكل مباشر أو غير مباشر حول الموضوع".
وقالت "جوان" إن صمت أحمدي نجاد هذا لم يكن الأول من نوعه، إذ إنه سلك نفس المنهج عندما قتل قاسم سليماني قائد فيلق القدس الإيراني في غارة جوية اميركية، ففي تلك الحادثة لم يندد أو يتخذ موقفا واضحا، مما جعل الكثيرين يتساءلون عن أسباب هذه المواقف من أحمدي نجاد.
"هم میهن": الشعب الإيراني ضحايا جرائم القتل المروعة
علقت صحيفة "هم ميهن" على حادثة مقتل المخرج السينمائي البارز داريوش مهرجويي، وزوجته الناشطة السينمائية وحيدة محمدي فر، بشكل شنيع. وقالت إن هذه الجريمة لم تخلف ضحيتين فحسب، بل إن ضحايا هذه الجريمة هم أبناء الشعب الإيراني الذي خيم عليهم الرعب والخوف، وسلب منهم الأمن والأمان، مؤكدا أن المجتمع الإيراني لم يعد يشعر بالأمن على الإطلاق.
وأضافت الصحيفة: "الإيرانيون ليس لدهم ثقة بما يقوله المسؤولون، كما أن المجتمع الغاضب أصبح قليل التحمل والطاقة وبات في الحالة الحمراء".
وحذرت الصحيفة السلطات من التغافل عن هذه الجرائم وعدم الكشف عن ملابساتها بشكل دقيق وعادل، وقالت إن هذه الجرائم لن تمحى بسهولة من أذهان الشعب وأن كل شرارة قد تفجر براكين الغضب من جديد.
"اعتماد": الشرطة تخلت عن مسؤوليتها في توفير الأمن
الكاتب السياسي الإصلاحي أحمد زيد آبادي قال لصحيفة "اعتماد" إن المشكلة في إيران تنبع من أن الشرطة التي يفترض أنها المسؤولة عن توفير الأمن في المجتمع تخلت عن مهمتها وأصبحت منشغلة بقضايا جانبية مثل مطاردة النساء الرافضات للحجاب الإجباري أو قمع الاحتجاجات الشعبية وهو ما ضاعف من حالة فقدان الثقة بين الشارع والسلطة.
وختم الكاتب بالقول إنه وفي حال لم تتول الشرطة مهامها الرئيسية فإننا سوف نستمر في رؤية مثل هذه الجرائم المروعة والمخيفة.