الحرب في غزة وهجوم حماس على إسرائيل لا يزال يحتل الصدى الأكبر في التغطية الصحفية اليومية في إيران، وبينما رحبت الصحف الأصولية بشكل واسع بهذا الهجوم نرى الصحف الإصلاحية والمعتدلة تدعو للتريث في إظهار الفرح، مؤكدة أن نتائج هذا التصعيد غير معروفة نظرا إلى أن الحرب لا تزال مستمرة.
وأشارت الصحف إلى تصريحات المسؤولين الإسرائيليين الذين يؤكدون أن ردهم على حماس لا يزال في بدايته، وأن ما سيقومون به "سيغير ملامح الشرق الأوسط".
بعض الصحف علقت على ردود الفعل تجاه ما جرى في غزة، حيث أيد النظام الإيراني ووسائل إعلامه عملية حماس، بينما تبنى كثير من المواطنين الإيرانيين موقفا مغايرا للنظام وحتى داعم لإسرائيل، وأشارت إلى مقاطع فيديو انتشرت من أحد الملاعب الإيرانية وهي تظهر مشجعين يهتفون ضد فلسطين وينتقدون دعم النظام لحماس.
البرلماني السابق محمود صادقي لفت إلى هذه المواقف المتناقضة بين السلطة والشعب، وقال إن السبب الرئيسي وراء معارضة الشعب الإيراني لموقف النظام تجاه القضية الفلسطينية راجع في الأساس إلى اعتقاد هؤلاء المواطنين بأن السلطة الحاكمة لم تضع المصالح الوطنية لإيران على أولوية اهتماماتها، وإنها ترفض باستمرار الانضمام إلى مجموعة "FATF" حتى لا يتم رصد دعمها المالي إلى حزب الله اللبناني وباقي الفصائل المسلحة.
صحيفة "ستاره صبح" هي الأخرى قالت إن المشاهدات الميدانية تؤكد أن المواطن الإيراني لا يرغب بأي شكل من الأشكال في دخول إيران إلى الصراع بين العرب وإسرائيل، ودعت قادة النظام إلى الابتعاد عن المواقف التي تتعارض مع مصالح الأمن القومي الإيراني.
في السياق نفسه يبدو أن صحيفة "كيهان"، المقربة من المرشد علي خامنئي، تدرك خطورة تبني موقف أكثر دعما لحماس في هذه المرحلة، وحاولت التأكيد أن طهران داعمة بكل تأكيد للفصائل الفلسطينية، لكن ليس لها دور في الهجوم الأخير.
وكتبت الصحيفة: هناك مبالغة حول دور الجمهورية الإسلامية في هجوم حماس الأخير، إن قرار الهجوم اتخذته حركة حماس بشكل مستقل، لكن مع ذلك فإنها قد استعانت بالمساعدات الاستراتيجية والتكتيكية الواسعة التي تقدمها إيران لتنفيذ هذا الهجوم.
نقرأ الآن تفاصيل بعض الموضوعات في صحف اليوم:
"اعتماد": على طهران أن تسلك نهجا وسطا حول الأوضاع في فلسطين
في مقابلة مع صحيفة "اعتماد" قال الكاتب السياسي، محمد صادق جوادي حصار، إن على الأطراف الإقليمية أن تبني قراراتها الجديدة في ضوء الأحداث الأخيرة، وإلا فإننا سنرى اهتزازات متزايدة في قادم الأيام.
وعن موقف إيران مما يجري قال الكاتب إن طهران يجب أن تسلك نهجا يمزج بين الدبلوماسية والميدان العسكري، وتستفيد من كلا الجانبين حسب ما تقتضيه الحاجة، وذلك لكي لا تعطي مبررا لمزيد من الضغوط التي تمارس عليها.
كما رأى الكاتب أن طهران يجب أن تدين قتل الأبرياء والمدنيين في كلا الطرفين، وتؤكد ضرورة الحفاظ على سلامتهم وأمنهم.
وعن الأطراف الأخرى التي قد تكون ضالعة فيما جرى، قال الكاتب إن هناك احتمالات بدعم عسكري روسي لحماس، وذلك لكي يتم حرف أنظار الرأي العام العالمي من حرب روسيا وأوكرانيا إلى فلسطين وإسرائيل.
"توسعه إيراني": الاقتصاد الإيراني وتأثره بالأوضاع في غزة وإسرائيل
على الصعيد الاقتصاد قال الكاتب محمد صادق جنان صفت لصحيفة "توسعه إيراني" تعليقا على تراجع العملة الإيرانية مقابل العملات الأجنبية في ضوء تطورات غزة الأخيرة، إن الاقتصاد الإيراني أصبح "حساسا" للغاية تجاه كل الأخبار السياسية، وقارن ذلك بما هو الحال في الدول العربية، وقال إن الدول العربية وبما تملكه من ذخائر واحتياطات نقدية تستطيع مد الأسواق بالعملة الأجنبية حتى في حال حدوث حرب شاملة، في حين أن الوضع في إيران ليس كذلك.
وأضاف الكاتب: في الوقت الحالي الطلب على العملة الأجنبية أكثر من العرض في الأسواق، وإذا أرادت الحكومة منع اضطراب الأسواق فينبغي عليها ضخ العملة الأجنبية في الأسواق، لكن ونظرا إلى فراغ الخزانة من العملة الصعبة فلا تستطيع فعل ذلك، وبالتالي لا يمكن أن نتوقع سيطرتها على الأسواق.
"عصر إيرانيان": إيران ترحب بمبادرات إحياء الاتفاق النووي
في مقال بصحيفة "عصر إيرانيان" الأصولية دعا عضو لجنة الأمن القومي البرلمانية، حسين نوش أبادي، إلى دراسة الخطة المقترحة من سلطان عمان بشأن الاتفاق النووي، معتبرا أن آراء سلطنة عمان مرحب بها.
وأكد النائب البرلماني على أن إيران ترحب دائما بالدول التي تتخذ مبادرات بنية حسنة، مذكرا بأنه في هذا الصدد قدم العمانيون مقترحات للتقريب بين دول الاتفاق حتى يصبح من الممكن رؤية مخرج من الطريق المسدود.
وأضاف الكاتب أنّ بنود الاتفاق النووي واضحة للغاية، ويمكن للدول الغربية المهتمة بإحياء الاتفاق أن تعمل على أساسها لإظهار حسن نيتها، مؤكدا أن إلغاء جميع العقوبات أمر لا مفرّ منه.
ونصح نوش أبادي الدول الأوروبية وأميركا بعدم استخدام سياسة العصا والجزرة، وعدم محاولة الحصول على تنازلات في الاتفاق من خلال الضغوط السياسية والاقتصادية.