تتواصل تغطية الصحف الإيرانية المكثفة لأحداث غزة والحرب بين الفصائل الفلسطينية وإسرائيل بعد هجوم حماس المفاجئ، أول من أمس، بدءا بإطلاق صواريخ وتسلل مقاتلين إلى منطقة غلاف غزة واندلاع مواجهات مستمرة حتى كتابة هذا التقرير أودت بحياة المئات من القتلى والمصابين من الطرفين.
الصحف الموالية للنظام مثل "جوان"، و"وطن امروز"، احتفت بهذه الهجمات واعتبرتها إشارة لزوال إسرائيل كما لفتت إلى موقف إيران الداعم للحركات الفلسطينية.
صحيفة "مردم سالاري" أشارت كذلك إلى موقف إيران ومحاولة الولايات المتحدة الأميركية تجنب اتهام طهران بالضلوع فيما يجري، خوفا من اتساع دائرة الصراع وصعوبة السيطرة عليه في الأيام القادمة.
"هم ميهن" الإصلاحية دعت النظام الإيراني إلى الحكمة والنظر البعيد في كل خطوة قد يقدم عليها وعنونت في صفحتها الأولى وكتبت بالخط العريض: "وقت الحكمة والذكاء"، وقالت إن الاقتصاد الإيراني المسيّس لا يتحمل مزيدا من الأزمات التي ستكلفه ثمنا باهظا.
صحيفة "كيهان" المقربة من المرشد خامنئي هاجمت كل الأطراف الداخلية التي تحذر من مخاطر الانخراط في هذا الصراع وتدعو إلى النظر في مصالح إيران الوطنية قبل أي سياسة أو قرار، متهمة هؤلاء المنتقدين بأنهم لم يفكروا يوما في مصالح إيران الحقيقية، كونهم يدعون إلى تخفيف حدة التوتر في العلاقة مع إسرائيل، وقالت إن هؤلاء المحللين "المحببين لدى إسرائيل يجهلون أن الكيان الصهيوني ذاهب لا محالة".
وفي السياق نفسه، قال كاتب صحيفة "اعتماد" عباس عبدي إنه لا يمكن التكهن بمآلات الأحداث الجارية في فلسطين اليوم لأن اللاعبين على الأرض ليسوا هم فقط إسرائيل أو حماس وإنما هناك أطراف أخرى تمارس أعمالا غير مباشرة.
بعض الصحف الأخرى تحدثت عن انعكاسات الحرب على الاقتصاد الإيراني، وأشارت إلى تراجع العملة الإيرانية مقابل العملات الصعبة، وتحدثت كذلك عن خسائر سوق البورصة بعد يوم واحد من اندلاع الحرب بين فصائل المقاومة الفلسطينية وإسرائيل.
صحيفة "آرمان امروز" عنونت في صفحتها الأولى بالقول: "الحرب في غزة هزت الاقتصاد الإيراني"، واستخدمت "ستاره صبح" مانشيت: "ارتداد الحرب على الأسواق". وقالت إن الصراع في غزة كلف العملة الإيرانية والبورصة خسائر فادحة وتخوفت من استمرار هذه الخسائر في الأيام والأسابيع المقبلة وسط مخاوف من دخول إيران على خط المواجهة وتعقيد الأوضاع بشكل غير مسبوق.
نقرأ الآن تفاصيل بعض الموضوعات في صحف اليوم..
"اعتماد": أسباب تراجع التضامن الشعبي في إيران مع القضية الفلسطينية
تساءلت الناشطة السياسية الإصلاحية آذر منصوري في مقال لها بصحيفة "اعتماد" عن الأسباب التي جعلت التضامن الشعبي الإيراني مع الحركات الفلسطينية يتراجع وينحسر، وقالت إن الرأي العام الإيراني في بداية الثورة كان معظمه متضامنا مع فلسطين لكن تغير الحال اليوم بشكل ملحوظ.
وأضافت منصوري أنه يمكن أن يلاحظ ذلك عند كتابة مقال أو تعليق متعاطف مع فلسطين، حيث تنهال على الكاتب الانتقادات ويتهم بالتخوين والعمالة للنظام.
كما لفتت الكاتبة إلى تعاطف الشعب الإيراني مع أوكرانيا وإدانته للعدوان الروسي على أوكرانيا مقابل فقدان التعاطف والتضامن مع الشعب الفلسطيني وقضيته.
ورأت أن الازدواجية لدى النظام واتساع الفجوة بين الشعب والسلطة قاد إلى حالة من فقدان الثقة بالنظام، وبالتالي أصبح الشعب لا يتضامن مع من يعتبره حليفا أو صديقا للنظام ودعت إلى معالجة الازدواجية في المعايير بشكل فاعل والابتعاد عن الأساليب القهرية.
"دنياي اقتصاد": الحرب بين حماس وإسرائيل تنعكس سلبا على التومان الإيراني
أشارت صحيفة "دنياي اقتصاد" إلى الآثار الاقتصادية السلبية للحرب بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية التي ظهرت بشكل سريع على العملة الإيرانية، حيث ارتفع سعر الدولار إلى أكثر من 52 ألف تومان محملا العملة الإيرانية 3 آلاف تومان خسارة في غضون يومين فقط من الصراع العسكري الدائر في فلسطين.
كما خسرت البورصة 2.5 في المائة بعد يوم من اندلاع المواجهات العسكرية بين حماس وإسرائيل موضحة أن هذه الخسائر في الأسواق الإيرانية هي نتيجة لحالة من الغموض التي تسود الأوضاع، وعدم وجود رؤية واضحة للأسواق في الأيام القادمة.
وذكرت الصحيفة أن اتساع دائرة الحرب الدائرة بين الفلسطينيين والإسرائيليين سيغرق الأوضاع الاقتصادية في إيران والأسواق العالمية كذلك، ونوهت إلى أن جميع دول العالم تشهد بشكل أو بآخر تضخما متزايدا، وفي حال حدوث حرب جديدة ونحن على أبواب الشتاء فإن ذلك سيؤدي بكل تأكيد إلى ارتفاع أسعار الطاقة.
"آرمان امروز": اختفاء الطبقة الوسطى في إيران بسبب التضخم
أشارت صحيفة "آرمان امروز" في تقرير لها إلى الآثار المدمرة للتضخم على الوضع المعيشي في إيران، وذكرت أن التضخم قضى على الطبقة الوسطى في إيران، حيث باتت هناك طبقتان فحسب هما: الفقراء والأغنياء. وقالت إن الكثير ممن كانوا يصنفون ضمن الطبقة الوسطى تخلوا عن شراء العديد من الأشياء مثل البيوت أو السيارات أو السلع الأخرى، كما ضاعف التضخم بشكل ملحوظ من فقدان العدالة الاجتماعية في المجتمع.
وعن أسباب هذا الوضع، قالت الصحيفة إن هناك الكثير من العوامل التي يمكن اعتبارها سببا في هذه الحالة مثل المشاكل الموجودة في هيكل النظام الاقتصادي والسياسات الاقتصادية الداخلية والسياسات الخارجية وهي من أبرز العوامل التي قادت إلى ما وصلت إليه البلاد.