بحذر شديد، أشارت بعض الصحف الإصلاحية إلى خبر فوز الناشطة الإيرانية المسجونة نرجس محمدي بجائزة نوبل للسلام، واكتفت هذه الصحف بنقل الخبر دون أن تتحدث عن الأبعاد الأخرى للموضوع، خوفا من العقاب الذي ينتظر كل من يدافع عن سجين سياسي أو معارض للنظام.
وفي المقابل، لم تستطع الصحف الأصولية والمقربة من النظام إخفاء غضبها الشديد من قرار لجنة نوبل، واعتبرت صحيفة "جوان" التابعة للحرس الثوري أن جائزة نوبل للسلام هي "جائزة المجرمين"، وذلك بعد يوم من تصريحات وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان، الذي قال إن قائد فيلق القدس السابق قاسم سليماني هو الأجدر بالحصول على هذه الجائزة الدولية، وهو ما يكشف تناقض المسؤولين الإيرانيين ووسائل إعلامهم بين من يعتبرها جائزة سلام، ومن يزعم أنها جائزة ينالها المجرمون والجناة.
أما صحيفة "فرهیختكان" فحاولت التقليل من أهمية هذه الجائزة وقالت إن جائزة نوبل للسلام بلا قيمة حقيقية بعد أن فازت بها الناشطة المعارضة للنظام الإيراني نرجس محمدي.
ومن الملفات الأخرى التي اهتمت بها الصحف الصادرة اليوم كذلك، موضوع المراهقة أرميتا غراوند، حيث تحدثت صحيفة "هم ميهن" عن ضرورة تشكيل لجنة إعلامية لمعرفة ملابسات هذا الموضوع وانتقدت منع السلطات الأمنية نشر الأخبار حول قصة هذه المراهقة التي دخلت في غيبوبة قبل أيام بعد تقارير تتحدث عن تعرضها للاعتداء على يد "حراس الحجاب" في مترو أنفاق طهران.
صحيفة "اعتماد" كذلك دعت إلى مثل هذه اللجنة وشددت على ضرورة الشفافية والوضوح ونقل كل ما جرى للرأي العام دون تعتيم أو رقابة من قبل السلطة الحاكمة.
وفي شأن آخر، تطرقت الصحف المقربة من النظام إلى الهجوم العسكري على موقع تابع للنظام السوري في مدينة حمص أدى إلى مقتل عشرات الجنود بعد استهدافهم أثناء حفل تخرج لهم.
الصحف الأصولية دعت إلى رد فعل قوي من قبل النظام السوري وحلفائه على المعارضة التي اتهمتها بأنه تلقت دعما عسكريا من الخارج.
نقرأ الآن تفاصيل بعض الموضوعات في صحف اليوم..
"كيهان": الهجوم على محمدي بعد فوزها بجائزة نوبل للسلام
هاجمت صحيفة "كيهان" المقربة من المرشد خامنئي القائمين على جائزة نوبل للسلام بعد منحها للناشطة الإيرانية نرجس محمدي، كما هاجمت كل من هنأ محمدي من الشخصيات السياسية الدولية أو الإصلاحيين داخل إيران، واصفة هؤلاء المهنئين بـ"دعاة الفتنة المستغربين" أو "دعاة الحرب".
واتهمت الصحيفة الناشطة الحقوقية نرجس محمدي بأنها "انفصالية" و"داعمة للإرهاب"، وقالت إن نرجس محمدي دعمت العقوبات الأميركية المفروضة على النظام الإيراني وبالتالي فلا يصح اعتبارها ناشطة حقوقية.
"اعتماد": إقصاء الخصوم في الانتخابات لا يؤدي لمشاركة شعبية
في مقابلة مع صحيفة "اعتماد" قال الناشط السياسي الإصلاحي سعيد حجاريان حول مستقبل الوضع السياسي في إيران: "في ظل محاولات التيار الأصولي الحاكم إقصاء وتهميش الخصوم السياسيين، يتوقع في الوقت نفسه مشاركة شعبية واسعة في الانتخابات لإضفاء الطابع الشعبي على السلطة الحاكمة".
وقال حجاريان أيضا إن الأطراف الحاكمة في إيران والتيار الأصولي يقعان في خطأ جسيم عندما يظنان أن المشهد السياسي يتلخص في الانتخابات أو المظاهرات.
وأوضح الكاتب أن بعض الأصوليين يعتقدون أن عدم المشاركة في الانتخابات يعني في المحصلة استعداد هؤلاء المواطنين للتظاهر والمشاركة في الاحتجاجات المناهضة للنظام، لكن هذا خطأ فادح لأن هناك الكثير من الطرق والأدوات التي قد يلجأ إليها المواطنون المقاطعون للانتخابات لمواجهة السلطة الحاكمة.
ولفت الناشط الإصلاحي إلى أن النظام في إيران وبالرغم من تأكيده أهمية المشاركة الواسعة في الانتخابات إلا أننا رأينا في الانتخابات الرئاسية والبرلمانية السابقة تجاهله للنسبة الكبيرة من عزوف المواطنين عن هذه الانتخابات التي فاز بها التيار الأصولي بعد مقاطعة شعبية واسعة.
وقال الكاتب إنه من أنصار "المشاركة المشروطة" في الانتخابات وهي الانتخابات الحرة الحقيقية البعيدة عن رقابة السلطة وسيطرتها.
لكن حجاريان كان متشائما تجاه إمكانية تحقيق مثل هذه الانتخابات في ظل السلطة الحاكمة، وقال إنه وبالرغم من كثرة المشاكل التي يعاني منها البلد إلا أن تصرفات السلطة تؤكد عدم رغبتها في إجراء تغييرات حقيقية بل إنها تواصل نهجها السابق وتصر على إثارة قضايا خلافية جديدة في المجتمع مثل الحجاب الإجباري أو فرض القيود على الإنترنت بحجة صيانة المواطنين.
"ستاره صبح": تدهور العلاقة بين الأصوليين والرئيس الأسبق محمود أحمدي نجاد
علقت صحيفة "ستاره صبح" على خبر مصادرة جواز سفر الرئيس الإيراني الأسبق محمود أحمدي نجاد في مطار طهران من قبل السلطات الأمنية بعد محاولته السفر إلى الخارج قبل أن تتم إعادته له بعد ساعات من التأخير.
الصحيفة خاطبت التيار الأصولي الحاكم الذي كان في يوم من الأيام يعتبر أحمدي نجاد بطلا ومخلصا للنظام قبل أن يتحول في مواقفه ويطرح انتقادات أساسية لنظام الحكم وطريقة إدارة البلاد.
الصحيفة أشارت كذلك إلى كيفية سماح مجلس صيانة الدستور المقرب من خامنئي لأمثال أحمدي نجاد بالترشح وتزكيتهم رغم أنه كان شخصا مجهولا مقارنة مع شخصيات معروفة في المشهد السياسي الإيراني أمثال هاشمي رفسنجاني ومهدي بازركان اللذين رفض مجلس صيانة الدستور تزكيتهما ومنعهما من المشاركة في الانتخابات.