يستمر الغموض وتضارب الأنباء حول قضية المراهقة الإيرانية أرميتا غراوند، وحقيقة ما تعرضت له من ضرب واعتداء أدى إلى دخولها في غيوبة مستمرة منذ أيام.
وتحدثت تقارير عن تعرض الطالبة للاعتداء من قبل قوات ما يسمى بـ"حراس الحجاب" في محطة مترو بطهران لعدم ارتدائها الحجاب، حيث اصطدم رأسها بقضيب العربة الحديدي ففقدت الوعي.
الصحف الإيرانية الصادرة اليوم، الخميس 5 أكتوبر (تشرين الأول)، تناولت هذا الحدث لكن بحذر شديد خوفا من التبعات التي قد تواجهها هي والقائمين عليها، لا سيما أن الحادثة شبيهة بما جرى لمهسا أميني قبل عام.
صحيفة "اعتماد" اكتفت بنقل الرواية الرسمية من مسؤولي مترو الأنفاق في طهران، وعنونت في صفحتها الأولى: "أرميتا تخضع للعلاج في المستشفى".
صحيفة "همشهري" الموالية للنظام نفت حدوث أي تعرض للفتاة من قبل "حراس الحجاب" في المترو، وقالت إن هؤلاء الحراس لا يقومون بالضرب أو الاعتداء الجسدي، وإن مهمتهم تتمثل في النصح والإرشاد الكلامي، مؤكدة أن غراوند لم تتعرض للضرب أو الاعتداء من قبلهم.
في شأن آخر قال النائب البرلماني السابق محمود صادقي إن هناك تباينا واضحا بين رواية المسؤولين وبين رواية المواطنين إزاء ما يجري في البلاد والوضع الاقتصادي الذي يعيشه الإيرانيون.
وأضاف صادقي: "ما يلاحظ في إيران هو غياب أي شكل من أشكال الإرادة لدى السلطة الحاكمة لإجراء تغييرات وإصلاحات حقيقية للأوضاع الراهنة".
من الملفات الأخرى التي اهتمت بها الصحف الصادرة اليوم الخميس هو موضوع النزاع بين أرمينيا وأذربيجان، وموقف طهران من احتمالية محاولات باكو العمل على فتح ممر بري بينها وبين إقليم "نخجوان" التابع لها عبر الأراضي الأرمينية.
صحيفة "إسكناس" نقلت كلام أمين عام المجلس القومي الإيراني، علي أكبر أحمديان، الذي أكد معارضة طهران لأي شكل من أشكال التغيير في الحدود بين إيران وأرمينيا.
صحيفة "أفكار" عنونت بالقول: "حلول نهائية لأزمة القوقاز"، وتحدثت عن مساع تبذلها إيران وأذربيجان للتوصل إلى حلول مرضية لكلا الجانبين فيما يتعلق بهذه القضية.
نقرأ الآن تفاصيل بعض الموضوعات في صحف اليوم:
"كيهان": على وزير خارجية إيران التريث قبل إعلان إعادة المباراة بين "الاتحاد" و"سباهان"
هاجم حسين شريعتمداري مدير تحرير صحيفة "كيهان" المقربة من المرشد علي خامنئي، وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان، بعد تصريحاته التي ذكر فيها أن طهران اتفقت مع الرياض على إعادة المباراة بين نادي "الاتحاد" السعودي و"سباهان" الإيراني، بعد أن ألغيت قبل أيام بسبب وجود تمثال قاسم سليماني، ورفض المسؤولين الإيرانيين إزالته بناء على طلب الجانب السعودي.
شريعتمداري خاطب عبد اللهيان، وقال: "على الرغم من كثرة الأدلة التي تؤكد أن النادي السعودي رفض اللعب بسبب وجود تمثال سليماني فلا معنى لإعادة المباراة إذا كانوا رفضوا أن يلعبوا بسبب وجود التمثال".
وتساءل الكاتب: هل من الممكن أن يشرح عبد اللهيان السبب وراء امتناع النادي السعودي اللعب مع نادي سباهان الإيراني؟
وختم الكاتب أنه كان من المتوقع من وزير الخارجية الإيراني أن يتريث ولا يتحدث حول الموضوع إلا بعد التثبت من كل شيء، وإذا تبين أن السبب هو تمثال سليماني فينبغي عليه أن يعلن أن إيران ترفض اللعب مع النادي السعودي".
"هم ميهن": هروب المرضى من المستشفيات بسبب العجز عن دفع تكاليف العلاج
في تقرير لها حول تردي الأوضاع الاقتصادية في إيران وانتشار ظواهر جديدة غير مألوفة على الإيرانيين في السابق لفتت صحيفة "هم ميهن" الإصلاحية إلى انتشار حالات هروب المرضى من المستشفيات على نطاق واسع وذلك بسبب العجز عن دفع تكاليف العلاج.
ونوهت الصحيفة إلى تنامي هذه الظاهرة في الآونة الأخيرة وقد شملت الإيرانيين والمهاجرين المقيمين في إيران، لا سيما وأنهم لا يحظون بأي دعم أو تأمين صحي.
ونقلت الصحيفة كلام مدير قسم الطوارئ في مستشفى "سينا" بطهران قوله إن ظاهرة الهروب من المستشفى أصبحت أمرا مألوفا في المستشفيات الإيرانية، موضحا أن معظم حالات الهروب هي للمرضى الذين يراجعون المستشفيات للمرة الأولى وليس لديهم معرفة بتكاليف العلاج.
"إسكانس": أوضاع معيشية مزرية للعمال في العاصمة طهران
تطرقت صحيفة "إسكانس" إلى الوضع المعيشي للعمال في إيران، وقالت إن الكثير من العمال في المدن الإيرانية- لا سيما المدن الكبرى مثل العاصمة طهران- يدفعون كل رواتبهم لتسديد تكاليف الإيجار فقط، ما يجبرهم على العيش بالمبالغ الزهيدة التي تقدم من قبل الحكم أو يضطرون للانخراط في عمل ثان وربما ثالث.
وأوضحت الصحيفة أن الحد الأدنى لأجور العمال في طهران هو أقل من ثلث خط الفقر في البلاد، وهو ما يدق ناقوس الخطر على استقرار عوائل العمال وحفظ كيان أسرهم.
الصحيفة انتقدت تعلل المسؤولين في البحث عن حلول عاجلة لهذه الأزمة، ونقلت كلام مساعد وزير العمل الذي قال إن "العام القادم ستتخذ- إن شاء الله- إجراءات لعلاج هذه المشكلة"، وكتبت أن هذا الكلام ليس منطقيا لأن العمال في حاجة إلى حلول هذا العام ربما اليوم وليس غدا.