بشكل ملحوظ تزداد التغطية الإعلامية والصحافية لموضوع وجود المهاجرين الأفغان في إيران، حيث تحاول صحف كثيرة تسليط الضوء على هذه القضية وتحويلها إلى قضية رأي عام بعد إبراز الجوانب السلبية والمخاطر المترتبة على تزايد أعداد المهاجرين في المدن الإيرانية.
بعض الصحف مثل "ستاره صبح" كتبت حول الموضوع وقالت في صفحتها الأولى: "هجوم الأفغان على إيران بحجة اللجوء"، وزعمت أن الكثير من اللاجئين الأفغان هم من أنصار حركة طالبان، ودعت الحكومة إلى اتخاذ إجراءات وقائية، وقالت إن الحكومة الإيرانية عاجزة عن رصد أعداد هؤلاء المهاجرين من الناحية الأمنية والاقتصادية، وأن هذه الثغرة قد تخلق مشاكل للبلاد مستقبلا.
بعض الصحف انتقدت هذه الضجة الإعلامية التي أثارتها بعض الصحف حول المهاجرين، وقالت إن البعض يحاول تضخيم الموضوع وخلق حالة من البغض والكراهية تجاه المهاجرين الذين فروا من بلادهم بسبب الصراعات وانعدام الأمن.
صحيفة "أبرار" لفتت إلى هجرة النخب والدارسين من إيران بسبب الأوضاع السياسية والاقتصادية واستخدمت عنوانا غير مهني فيه إساءة للاجئين الأفغان وعنصرية تجاههم، وكتبت: "المتخصصون يذهبون لكي يأتي الأفغان"، وذكرت أن الأفراد أصحاب الخبرة والتخصص من بين المهاجرين هم أيضا يأتون إلى إيران لكي ينتقلوا عبرها إلى الدول الأوروبية والغربية فيما يبقى الأفراد العاديون في إيران.
ومن الملفات الأخرى التي كانت حاضرة في تغطية الصحف اليومية في إيران موضوع الحالة الاقتصادية، وحديث بعض المسؤولين ووسائل الإعلام المقربة من الحكومة، مثل صحيفة "كيهان" التي زعمت قبل أيام أن الرفاه في إيران يزداد، وعزت السبب في ذلك إلى وجود بعض محلات السوبر ماركت في طهران وتسوق المواطنين منها.
صحيفة "اعتماد" أجرت مقابلات مع الخبراء والمتخصصين الاقتصاديين تعليقا على الموضوع، حيث قال الباحث الاقتصادي مرتضى أفقه للصحيفة إن هذه المزاعم يكررها السياسيون دائما، مؤكدا أن وجود بعض المحلات المفتوحة في طهران ومشاهدة بعض الزحام في التسوق هنا وهناك لا يعد دليلا على رفاه الشعب.
فيما قال بيمان مولوي إن الطرق العلمية والمعتبرة لمعرفة نسبة الرفاه الاقتصادي هي النظر في نسب التضخم والقدرة الشرائية للمواطن أو قيمة العملة الوطنية وليس قضايا جانبية أخرى كزحمة السوق الفلاني أو السفر إلى المنطقة الفلانية.
في موضوع آخر تساءلت بعض الصحف مثل "آرمان ملي" عن مستقبل المفاوضات النووية وتحركات بعض الدول لإحياء هذه المفاوضات، وقالت إن الكثير من المراقبين يعتقدون أنه ومن دون إحياء مفاوضات فيينا ومشاركة جميع الدول المعنية بالاتفاق النووي لا أمل في التوصل إلى اتفاق حقيقي حول برنامج إيران النووي.
نقرأ الآن تفاصيل بعض الموضوعات في صحف اليوم..
"هم ميهن": إطالة أمد محاكمة الصحافيتين الهه محمد ونيلوفر حامدي
في مقاله بصحيفة "هم ميهن" انتقد الكاتب والناشط السياسي الإصلاحي عباس عبدي تأخر السلطات القضائية في البت بحكم الصحافيتين نيلوفر حامدي، والهه محمدي، المسجونتين على خلفية تغطيتهما لحادثة مهسا اميني العام الماضي.
الكاتب عبدي قال إن جميع القضايا المرتبطة بالاحتجاجات وأحداث مهسا أميني تم الحكم فيها، حتى إن بعض الأحكام المشددة مثل الإعدام والسجن المؤبد تم البت فيها بشكل نهائي ونفذ كثير منها، لكن هاتين الصحافيتين لا يزالان يقبعان في السجن دون أن يتم تحديد موعد نهائي للحكم في قضيتهما.
وأوضح عبدي أنه ووفقا للقانون فقد انتهى الموعد الزمني الذي يسمح للقضاء بالإبقاء عليهما في السجن دون حكم نهائي، مؤكدا أن القانون قد انتهك مرارا وتكرارا في قضية حامدي ومحمدي.
وذكر عبدي أن سبب التأخر لا يخرج عن عاملين، الأول أن يكون المسؤولون الذين اتهموا الصحافيتين بالعمالة للخارج عاجزين عن إثبات هذه التهمة بالمستندات والأدلة، أو إن السلطة تحاول بشكل متعمد إطالة أمد إجراءات المحاكمة لتوصل رسالة واضحة للجميع بأن القانون يعني إرادتها وليس ما تم تدوينه على الأوراق والمستندات القانونية.
"ستاره صبح": ضرورة الذهاب لاستفتاء شعبي عام.. والبرلمان والحكومة لا يمثلان الأكثرية
كتب رئيس تحرير صحيفة "ستاره صبح"، علي صالح آبادي، مقاله الافتتاحي حول التناقضات السياسية في المشهد الإيراني، وتساءل عن ماهية أولوية السلطة حاليا. وقال: "في الوضع العصيب الحالي، هل الأولوية هي مواجهة حالات رفض الحجاب بين النساء، أم توفير الرفاه للمواطنين؟ من الناحية الحقوقية والعلمية والنفسية هل يحقق القهر والإجبار واللجوء إلى السجن والتغريم إرادة السلطة أم إن النتائج ستكون عكسية ويزيد سخط الشارع من السلطة ويضعف النظام؟".
وكما ذكر الكاتب فإن الحكومة والبرلمان الحالي في إيران لا يمثلان أكثرية الشعب، ولذا فإن أيا من قراراتهم لن تقنع الشارع بأي شكل من الأشكال، ودعا إلى استفتاء شعبي عام للنظر فيما يقرر المواطنون في مستقبل القضايا الخلافية في الشارع الإيراني، مؤكدا أن المادة 59 من الدستور الإيراني الحالي تتيح إمكانية إجراء استفتاء شعبي.
"مردم سالاري": العلاقة بين روسيا وإيران والعزلة الدولية
سلطت صحيفة "مردم سالاري" الضوء على العلاقة الاقتصادية بين روسيا وإيران في ظل تنامي التعاون العسكري بين البلدين، وقالت إن طهران تحاول دائما تصوير روسيا على أنها "صديق استراتيجي"، لكن الروس لا ينظرون من هذه الزاوية ويفضلون اعتبار إيران "صديقا جيدا"، مشيرة إلى التحديات التي تواجه العلاقة بين البلدين الخاضعين للعقوبات الغربية والأميركية.
الصحيفة ذكرت كذلك معضلة "التشاؤم التاريخي" لدى صانع القرار الإيراني تجاه روسيا، بسبب المواقف التاريخية المعروفة لدى روسيا والاتحاد السوفياتي وروسيا القيصيرية تجاه إيران وأراضيها، وقالت إن الصراع مع الغرب وعددا من الملفات الأخرى قربت إيران وروسيا بعضهما إلى بعض، وقد تؤدي هذه المشتركات إلى بناء علاقة مستدامة بين البلدين.
ونقلت الصحيفة كلام الباحثة السياسية دينا اسفندياري التي قالت إن الحرب الأوكرانية سوف تستمر، ونظرا إلى موقف طهران "غير المعتدل" تجاه هذه الأزمة فإن العلاقة بين روسيا وإيران سوف تستمر ولا يبدو أن البلدين سيخرجان قريبا من العزلة الدولية.