يستمر موقف النظام الإيراني تجاه المفاوضات مع الولايات المتحدة الأميركية، حيث يصر صناع القرار في طهران على تجنب إجراء مفاوضات مباشرة مع واشنطن برغم الانتقادات الكثيرة لهذا النهج والمطالبة المستمرة بأن تكون المفاوضات مباشرة وبلا وساطات من الدول المختلفة.
الصحف الصادرة اليوم، الخميس 28 سبتمبر (أيلول)، علقت على سعي النظام المستمر للتواصل مع الولايات المتحدة الأميركية إلى اتفاق أو تفاهمات عبر وسطاء مثل عمان وقطر واليابان أو الدول الأوروبية.
فصحيفة "أرمان أمروز" كتبت في المانشيت: "تحركات قطر للخطوة الثانية من الاتفاق بين إيران والولايات المتحدة الأميركية"، وكتبت "تجارت": "رد واشنطن على احتمالية وساطة اليابان".
من الملفات الأخرى التي تناولتها الصحف اليومية هذه الأيام في إيران هو الانتخابات البرلمانية المقبلة، وسط توقعات بأن تشهد مقاطعة واسعة من الناخبين بعد إعلان نسبة كبيرة من الإصلاحيين عن سعيهم لعدم الترشح، احتجاجا على سياسات السلطات إقصاء وتهميش المنتقدين، وتضامنا مع المتظاهرين الذين تعرضوا لقمع السلطات العام الماضي.
صحيفة "اعتماد" خصصت عنوانها الرئيسي لهذا الموضوع، وكتبت أن المواطنين في إيران يبحثون عن التغيير وليس بالضرورة أن يكون هذا التغيير عبر إسقاط النظام، بل يريدون كذلك أن يحققوه عبر الطرق القانونية، كما لفتت إلى أن إقصاء المرشحين المنتقدين أو غير المرغوب فيهم من قبل النظام يعد انتهاكا لحقوق الناخبين والمواطنين.
اقتصاديا تناولت صحيفة "مردم سالاري" الشأن الاقتصادي في إيران، وأشارت إلى "السقوط الطبقي" في البلد نتيجة تنامي الفقر وانضمام العديد ممن يصنفون في الطبقة الوسطى إلى خانة الفقراء، كما تساءلت عما إذا كان الوضع الآن أوشك أن يصل إلى ما كانت عليه أوضاع إيران أثناء فترة الحرب العراقية الإيرانية.
الصحيفة نقلت عن الأستاذ الجامعي والخبير الاقتصادي مرتضى أفقه قوله إن الحكومة ارتكبت أخطاءً فادحة في السنوات الماضية، بحيث حتى لو تم إحياء الاتفاق النووي وبدأت المفاوضات مع الولايات المتحدة وحُلت مشكلات إيران الخارجية لا يمكن أن نتوقع تحسن الأوضاع الاقتصادية.
نقرأ الآن تفاصيل بعض الموضوعات في صحف اليوم:
"آفتاب يزد": ما مدى خطورة تواجد المهاجرين الأفغان في إيران؟
علقت صحيفة "آفتاب يزد" الإصلاحية على قضية المهاجرين الأفغان في إيران، وقالت إن وجود هؤلاء المهاجرين الذين قد تضاعفت أعدادهم بشكل كبير في الفترة الأخيرة بعد سيطرة طالبان على أفغانستان يشكل خطورة أمنية على إيران، كما أنه يحمل البلاد تكاليف اقتصادية باهظة.
الصحيفة حذرت من أن الوضع الراهن قد يقود إلى أن يصبح أعداد المهاجرين الأفغان في إيران أكثر من المواطنين أنفسهم، كون نسبة الإنجاب بين الأفغان أكبر بكثير من الإيرانيين، كما أن الهجرة بين الإيرانيين إلى الخارج تزداد بشكل مستمر، ما يعني تراجع أعداد الإيرانيين في الداخل مقابل زيادة المهاجرين الأفغان إلى إيران.
الصحيفة نقلت كلام النائب في البرلمان الإيراني، جلال رشيدي كوجي الذي كتبت في تغريدة له: "أعتقد أن على الحكومة أن تضاعف التكاليف على المواطنين الأفغان في إيران ليصبح البقاء عليهم أكثر ضررا من المغادرة. إذا لم تتخذ الحكومة إجراءات عاجلة فسنواجه قريبا تحديات أمنية واجتماعية غير محمودة العواقب".
"تجارت": ضرورة المفاوضات المباشرة مع الولايات المتحدة الأميركية
قال الكاتب والمحلل السياسي، فريدون مجلسي، في مقاله بصحيفة "تجارت" إنه كان ينبغي أن يكون هناك سلوك يخلص إيران من الوضع الحرج في هجومها على إسرائيل خلال حضور الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي في نيويورك، وبالتزامن مع إطلاق سراح السجناء الأميركيين، معللًا ذلك بأن إسرائيل جزء من الولايات المتحدة، على حد قوله.
ورأى مجلسي أن مشكلة إيران هي العقوبات، وأنه حتى إذا تم إجراء حوار مع الولايات المتحدة والعودة إلى الاتفاق النووي، وبقيت سياسة التهديد ولو بغير الطرق النووية، فلا يمكن الاستفادة من الاتفاق.
وأشار مجلسي إلى محاولات الدول العربية جر الدول الأخرى إلى القضية الخليجية والجزر الثلاث لعزل طهران أكثر، مضيفا أنه إلى حين حل قضايا إيران الإقليمية، ستتبنّى المنطقة موقفًا محافظًا تجاه طهران لإبعاد نفسها عن شظايا الحرب مع إسرائيل في حال نشوبها.
ويعتقد الكاتب أن الأوضاع لن تتغيّر حتى تكون هناك مفاوضات مباشرة، سواء علنية أو سرّيّة، مع الولايات المتحدة، لافتًا إلى أنّ المفاوضات المباشرة تعني أخذ الأساليب الدولية على محمل الجدّ، حيث ستصبح العلاقات والمناقشات جادّة عندما يجلس الممثلون وجهاً لوجه ويقدّمون مطالبهم ويطرحون قضاياهم ويطلبون الإجابات.
"جمهوري إسلامي": تحركات تركيا وأذربيجان لا تبشر بخير
في موضوع آخر سلطت صحيفة "جمهوري إسلامي" الضوء على زيارة الرئيس التركي رجب طيّب أردوغان إلى منطقة ناختشيفان في أذربيجان، برفقة الرئيس الأذربيجاني إلهام علييف، معتبرةً أنّ الزيارة "لا تبشّر بالخير".
وفي افتتاحيتها، رأت الصحيفة أنّ تصريحات علييف عن إقليم كاراباخ وممر زنغزور تعني عمليّة عسكريّة على مقاطعة سيفنيك الأرمنية على الحدود مع إيران وإنشاء الممرّ.
وأشارت الصحيفة إلى العلاقة الجيّدة التي تجمع إيران بكل من أذربيجان وأرمينيا، مضيفةً أنّ الصراعات العسكرية بين باكو ويريفان تضرّ بالطرفين، في حين لن تقف إيران إلى جانب أي منهما.
وشدّدت على أنّ الأمر المهم للغاية بالنسبة لطهران هو إجراء تغييرات على الحدود والوضع الجغرافي للمنطقة، وهو أمر غير مقبول بأي شكل من الأشكال، على حدّ تعبير الصحيفة.
وأوضحت "جمهوري إسلامي" إن إنشاء ممر زنغزور يعني قطع الاتصال بين إيران وأرمينيا، مما يتعارض مع المصالح الوطنية الإيرانية، مذكّرةً بأن المسؤولين الإيرانيين أكدوا مراراً وتكراراً أنهم لن يسمحوا بذلك.
وبحسب الصحيفة، فقد أجرى المسؤولون الإيرانيون خلال الأسابيع الماضية مشاورات سياسية عديدة مع سلطات تركيا وأرمينيا وأذربيجان، ووجّهوا التحذيرات اللازمة، وبالتالي فإن إيران قد أوفت بواجبها الدبلوماسي في هذه القضية، وإذا كان علييف يحاول تجاوز الخط الأحمر، فعليه بالتأكيد أن يتوقع ردًا حاسمًا من نوعٍ آخر قد يؤدي إلى تغييرات مهمة في باكو، على حد قول الصحيفة.