بين عزوف الشارع عن المشاركة في الانتخابات وإصرار السلطة على إقصائهم، يتردد الإصلاحيون والمعتدلون في إيران عن اتخاذ موقف واضح وصريح من الانتخابات البرلمانية والرئاسية القادمتين.
الصحف الإصلاحية مثل "سازندكي"، و"هم ميهن"، سلطت الضوء على الاجتماع الذي حضره الرئيس الإيراني السابق حسن روحاني وقيادات من حزب "كوادر البناء" الذي كان يترأسه الرئيس الأسبق هاشمي رفسنجاني للخروج بموقف موحد من الانتخابات القادمة.
الصحف نقلت عن روحاني أن "طريق الإصلاح الوحيد يمر عبر صناديق الاقتراع"، وهو ما يظهر أن روحاني بدأ هو والتيار المقرب منه بالابتعاد عن التيار الإصلاحي الذي يعتقد أنه لم تعد هناك فائدة من الانتخابات في ظل تهميش السلطة لهم وعزوف المواطنين عن المشاركة فيها.
صحيفة "همدلي" هي الأخرى قالت إن ما يتحدث عنه الرئيس السابق حسن روحاني لا يتوافق مع الواقع السياسي في إيران مؤكدة أن النشاط السياسي الحقيقي لا يتم في ظل أجواء سياسية خانقة.
في سياق منفصل تطرقت بعض الصحف إلى تصريحات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ونظيره الأذربيجاني، إلهام علييف، حول عزم البلدين فتح ممر بري يوصل إقليم نخجوان بأراضي أذربيجان من الأراضي الأرمينية، الأمر الذي تعارضه إيران بشدة كونه يقطع الحدود البرية بينها وبين أرمينيا بشكل كامل.
صحيفة "شرق" لفتت إلى تصريح أردوغان أمس والذي قال فيه إنه من الممكن أن يتم فتح هذا الطريق من داخل الأراضي الإيرانية وتحدث عن ضرورة إشراك إيران في أي تسوية لهذا الموضوع، وهو ما أثار مواقف متعارضة داخل إيران بين مرحب ومعارض له.
وفي موضوع اقتصادي، قالت صحيفة "دنياي اقتصاد" إن التضخم في المواد الغذائية داخل إيران دخل عصرا جديدا حيث إن الارتفاع خلال السنوات الخمس الأخيرة غير مسبوق بعد أن وصل إلى 50 في المائة. وحذرت الصحيفة من تبعات هذا التضخم وقالت إنه يدق ناقوس الخطر لانعدام الأمن الغذائي وسوء التغذية في عموم إيران.
وفي السياق ذاته، تحدثت صحيفة "اقتصاد بويا" عن ارتفاع الأسعار في قطاع السكن بشكل جنوني وكيف أن هذا الغلاء جعل الكثير من الأسر بلا مأوى.
الصحيفة لفتت إلى تصريحات بعض المسؤولين ونواب البرلمان الذين قللوا من أهمية غلاء الأسعار وقالت إن هذا الوضع المزري في قطاع السكن يقابله تجاهل وإهمال في موقف المسؤولين، حيث ادعى نائب برلماني قبل أيام أن موضوع غلاء الأسعار في قطاع السكن هو موضوع "ثانوني" ولا يحظى بتلك الأهمية التي يتحدث عنها الإعلام.
نقرأ الآن تفاصيل بعض الموضوعات في صحف اليوم..
"فرهیختكان": تخبط إعلامي فاضح في موضوع "انفجارات خرم آباد"
انتقدت صحيفة "فرهيختكان" الأصولية التخبط الإعلامي الرسمي في إيران عند الحديث عن أصوات الانفجار الذي سمع قبل أيام في مدينة خرم آباد جنوب غربي البلاد وقالت إن مركز الجيوفيزياء بجامعة طهران لم يسجل أي زلزال في تلك المنطقة لكن المسؤولين مع ذلك لم يبينوا السبب وراء أصوات الانفجار الذي أثار حالة من الذعر بين السكان الذين اعتقدوا أن هناك زلزالا.
الصحيفة كذلك لفتت إلى ما تحدثت عنه وسائل إعلام إسرائيلية والتي قالت إن الصوت الرهيب بمدينة "خرم آباد"، وسط إيران، ربما يكون بسبب انفجار نتيجة عملية تخريبية بقاعدة لتصنيع الصواريخ الباليستية. وكتبت صحيفة "تايمز أوف إسرائيل" أن هذه العملية ربما نفذت باستخدام طائرات مسيرة هجومية.
المسؤولون في إيران أيضا- تضيف الصحيفة- نفوا هذه الرواية دون أن يذكروا سببا مقنعا يفسر طبيعة هذه الأصوات، موضحة: "طريقة الإعلان عن الأحداث متناقضة للغاية وهو ما يؤكد أن وسائل الإعلام الإيرانية لم تراع الأسس المبدئية في كتابة الأخبار ونشرها وهذا يكشف أيضا أن المسؤولين في إيران لم يحددوا بعد ماهية الطريقة التي يجب أن تعتمد أثناء بث الاخبار والإعلان عنها.
وختمت الصحيفة: هذا التناقض الفاضح هو السبب الرئيس في عزوف المواطنين عن متابعة وسائل الإعلام الداخلية واعتمادهم على وسائل الإعلام الفارسية المعارضة في الخارج.
"شرق": سلبيات وإيجابيات فتح ممر بري بين نخجوان وأذربيجان من داخل الأراضي الإيرانية
سلطت صحيفة "شرق" الضوء على تصريحات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان حول احتمالية فتح ممر بري بين أذربيجان وإقليم نخجوان من داخل الأراضي الإيرانية إذا رفضت أرمينيا عبور هذا الممر من داخل أراضيها ونقلت مواقف متضاربة من المحللين السياسيين تجاه هذا الملف.
الباحث السياسي سعيد صفاري قال إن إيران تستفيد من فتح هذا الممر من داخل أراضيها لتحقق عدة غايات، الأول أنها "تحافظ على خطوطها الحمراء" التي تحدث عنها سابقا ورفضت أي تغيير في الحدود بين الدول.
ثانيا، تستطيع إيران "الاستفادة الاقتصادية" من هذا الممر كونها تتحول إلى لاعب رئيس في التبادل التجاري بين دول المنطقة. الهدف الثالث لإيران من هذا الممر هو "إبعاد فرضية الحرب" في حدودها الشمالية الغربية لأن افتتاح هذا الممر من داخل أراضي إيران يحتل أهمية قصوى بالنسبة لتركيا وأذربيجان والصين وبالتالي فإن هذه الدول تعمل جاهدة على الحفاظ على الاستقرار في تلك المنطقة.
وفي المقابل، رأى الكاتب والمحلل السياسي محمود رحيمي خطورة هذا المشروع حتى لو مر من داخل الأراضي الإيرانية، كونه سيقتطع جزءا من الأراضي الإيرانية ويصبح من الصعب التحكم فيها كما أن علييف وأردوغان لا يمكن الوثوق بهما حتى لو قدموا تعهدات مكتوبة حسب ما يرى الكاتب الإيراني، مشددا على ضرورة أن ترفض إيران عبور هذا الممر من أراضيها أو من الأراضي الأرمينية.
"هم ميهن": علاقات إيران مع روسيا والصين بهواجس أمنية وسياسية ولا فوائد اقتصادية لها
في مقاله بصحيفة "هم ميهن"، قال الكاتب والباحث السياسي محمود سريع القلم، إن التوجه الأخير في سياسة إيران الخارجية نحو الشرق، والادعاء بوجود علاقات متزايدة مع الصين وروسيا لا خلفيات اقتصادية له، وإن العامل الرئيسي لمثل هذه العلاقات هو "الهواجس الأمنية والدوافع السياسية".
الكاتب أكد كذلك أنه ودون تطبيع العلاقات بين إيران والدول الغربية بقيادة الولايات المتحدة الأميركية لن تكون هناك أي فوائد حقيقية لانضمام إيران لمجموعة بريكس الاقتصادية.