تواصل الصحف المقربة من النظام في إيران التطبيل وإثارة الضجيج حول زيارة الرئيس الإيراني، إبراهيم رئيسي، إلى نيويورك ومشاركته في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، حيث أشادت هذه الصحف بخطاب رئيسي واعتبرته "دفاعا عن إيران والإسلام" وأنه "فضح الغرب وازدواجيته".
لكن الصحف الإصلاحية انتقدت خطاب رئيسي، كونه "مكررا" وبلا فائدة حقيقية لإيران التي كانت في أمسّ الحاجة لاستغلال هذه الزيارة والبحث عن حلول للخلافات مع الدول الغربية بقيادة الولايات المتحدة الأميركية.
صحيفة "جهان صنعت" لفتت إلى خطاب رئيسي في الجمعية العامة، وقالت إن رئيسي سرد كلاما مكررا ومليئا بالأخطاء رغم أنه كان يقرأ على ورقة أعدت له مسبقا. الصحيفة اعتبرت خطاب رئيسي أضعف من خطابات الرئيس الأسبق محمود أحمدي نجاد، وأنه كان عبارة عن كلمات مكررة وفارغة من المعنى والفائدة.
ومن الملفات الأخرى التي غطتها بعض الصحف مثل صحيفة "هفت صبح" ما انتشر في وسائل التواصل الاجتماعي الإيرانية من قيام 13 طالبا متخرجا في جامعة "شريف الصناعية" بالهجرة والخروج من إيران في يوم واحد، وهو ما يكشف عن حجم المأساة والأزمة التي تعيشها إيران فيما يتعلق بموضوع هجرة النخب والدارسين.
الصحيفة لفتت إلى ما أعلنت عنه الجامعة بعد انتشار هذا الخبر كالنار في الهشيم، حيث قالت الجامعة تعليقا على ذلك إن هؤلاء الطلاب لم يكونوا كلهم قد هاجروا وإنما 3 منهم فقط غادروا إيران، أما الباقون فقد "ذهبوا معهم إلى المطار مودعين وليسوا مهاجرين".
لكن الصحيفة أكدت أن كل هؤلاء الطلاب عازمون على الهجرة وأن الباقين منهم في المراحل الأخيرة من الهجرة بعد أن حصلوا على تأشيراتهم ويستعدون للرحيل.
وفي موضوع منفصل، علقت صحيفة "شرق" على موضوع وجود الأفغانيين في إيران، وتحدثت عن وجود "شرح متزايد" في هذا الموضوع، حيث أصبح الإيرانيون أكثر حساسية تجاه الموضوع، مقارنة مع السنوات الماضية، وقالت إن معاداة المهاجرين أو بالأحرى معاداة الأفغانيين في إيران تزداد هذه الأيام بذريعة أن "الأفغان هم عامل جريمة"، أو أن "المهاجرين الأفغان سلبوا الوظائف والمهن من الإيرانيين"، وهو ما ينذر بمزيد من المخاطر في هذا السياق.
نقرأ الآن تفاصيل بعض الموضوعات في صحف اليوم..
"جهان صنعت": لعبة سياسية في "تعديل" أسعار الخبز
في تقرير لها، قالت صحيفة "جهان صنعت" إن محاولات السلطة تعديل أسعار الخبز يعني رفع أسعاره، وإن جاء ذلك بعناوين مختلفة، محذرة من تبعات هذا القرار على الاستقرار، واعتبرت أن هذه المحاولات لعبة سياسية خطيرة بمادة الخبز الحيوية للمواطنين.
الصحيفة قالت إن موائد الشعب الإيراني تتقلص باستمرار خلال السنوات الماضية، بسبب التضخم الكبير والغلاء الفاحش في الأسعار، ويبدو أن الدور قد جاء الآن على الخبز لكي يختفي من موائد الشعب.
ولفتت الصحيفة إلى تصريحات وزير الاقتصاد الإيراني، يوم أمس الجمعة، حيث تحدث عن ضرورة "تعديل" الأسعار وجعلها مناسبة لعملية الإنتاج، وقالت إن هذا التصريح لا تفسير له سوى أن السلطة تعتزم رفع سعر الخبز.
وكانت نقابة الخبازين قد طالبت برفع الأسعار لتبادر مخابز كثيرة في عدد من المحافظات إلى رفع الأسعار عفويا ودون قرار رسمي بنسبة 30 إلى 50 في المئة. وسبق وأن ادعت الحكومة أن رفع أسعار الخبز هو خط أحمر، لكن يبدو أن السلطات الآن تعتزم الرجوع عن هذه المواقف وتبني سياسة جديدة تجاه الخبز.
"توسعه إيراني": حسرة الإيرانيين لا تنتهي
تطرقت صحيفة "توسعه إيراني" إلى ما يعيشه الإيرانيون هذه الأيام من حسرة وندم على ما وصلت إليه الأمور في البلد في ظل الحرمان والشعور بالخسران لدى كثير من الإيرانيين، مقارنة ذلك بما تعيشه بعض الدول العربية من تقدم وتطور على كافة الأصعدة والمجالات، وقالت إن "دول جوار إيران تواصل التقدم والتطور، وإن الوضع في إيران يزداد سوءا ووخامة".
وقالت الصحيفة إن المشاق والصعوبات ليست وحدها من ترهق الإنسان وتدمره، وإنما التحسر على ما كان يفترض أن يكون ولم يحدث، وما كان بالمقدور فعله ولم يتم، مضيفة أن "حسرة الإيرانيين ليس لها نهاية وهناك قائمة طويلة من الحسرات التي يعيشها الإيرانيون اليوم".
الصحيفة لفتت إلى حضور فريق النصر السعودي في إيران والانتقادات التي طالت أرضية الملعب وسوء الإدارة والتنظيم، موضحة أن هذه المباراة أحيت جزءا من هذه الحسرات لدى الإيرانيين.
وأشارت الصحيفة كذلك إلى هجرة النخب وكيف أنها أيضا تشعل جانبا من هذه الحسرات، كما لفتت إلى كيفية فشل الحكومة الإيرانية في إدارة الملفات الاقتصادية ونجاح الحكومة الأفغانية بقيادة حركة طالبان في فرض حالة من الاستقرار الاقتصادي والثبات في الأسواق.
التقدم الاقتصادي والمشاريع التنموية في الدول الخليجية من القضايا الأخرى التي تثير حسرة الإيرانيين حسبما جاء في الصحيفة.
"تجارت": القدرة الشرائية للمواطنين في إيران باتت أقل من الدول الأفريقية الفقيرة
في سياق غير بعيد، سلطت صحيفة "تجارت" الاقتصادية الضوء على تراجع القدرة الشرائية للإيرانيين، بسبب ارتفاع معدل التضخم، وقالت إن وعود الحكومة في هذا السياق وتأكيدها على العمل للسيطرة على التضخم مُني بالفشل ولم تستطع أن تفي بما وعدت للإيرانيين منذ وصولها إلى الحكم قبل أكثر من عام ونصف العام.
الصحيفة نقلت تصريحات رئيس نقابة محلات السوبر ماركت في إيران، داود فكوري، الذي قال إن القدرة الشرائية للمواطنين الإيرانيين تراجعت بنسبة 50 في المائة هذا العام، مقارنة بالعام الماضي، وهو ما أدى إلى حالة من الخلل في هذا القطاع الاقتصادي.
وذكرت الصحيفة أنه وبسبب الغلاء الكبير في الأسعار، فإن القدرة الشرائية للمواطن الإيراني أصبحت أقل بكثير من المتوسط العالمي، بل إنه في كثير من الحالات فإن مؤشر القدرة الشرائية للمواطن في إيران بات أقل من الكثير من الدول الأفريقية الفقيرة.