على نطاق واسع سلطت الصحف الإيرانية الصادرة اليوم، الثلاثاء 19 سبتمبر (أيلول)، وصول نادي "النصر السعودي" إلى إيران لمواجهة منافسه "برسبوليس" الإيراني في إطار دوري أبطال آسيا 2023-2024.
ومع وصول موكب فريق "النصر" إلى فندق "إسبيناس" في طهران، انتشرت على شبكات التواصل الاجتماعي الإيرانية والأجنبية مقاطع فيديو وصور لآلاف الأشخاص يتسلقون الصخور على طريق الفندق، ويركضون خلف الحافلة التي تقل كريستيانو رونالدو، الأمر الذي دفع بالكثير إلى انتقاد السلطة في إيران، واتهامها بالفشل في الإعداد والتنظيم اللازم لاستقبال الفريق السعودي.
صحيفة "جهان صنعت" وصفت هذه الحالة بـ"الكوميديا المريرة"، مشيرة إلى تسارع مسؤولي نادي "برسبوليس" الإيراني لالتقاط الصور مع كريستيانو رونالدو. صحيفة "ستاره صبح" عنونت في صفحتها الأولى وكتبت: "استقبال غير منظم لنجم كرة القدم".
من الملفات الأخرى التي حظيت باهتمام صحف اليوم هو صفقة تبادل السجناء بين طهران وواشنطن، حيث نُفذت أمس الاثنين وتم الإفراج عن السجناء الأميركيين بعد أن تم تحويل الأموال الإيرانية إلى بنوك في قطر.
صحيفة "همدلي" شبهت بشكل غير مباشر هذه الصفقة بعملية "احتجاز الراهن"، وعنونت في مانشيتها بالقول: "تم الدفع وأطلق سراح السجناء".
بعض الصحف الإصلاحية استبعدت أي فائدة للأموال الإيرانية المفرج عنها على الاقتصاد الإيراني ووضع العملة الإيرانية (التومان)، موضحة أن الحكومة سبق أن استغلت هذا الموضوع لتحسين العملة الإيرانية، لكن هذه المرة لم نشهد أي آثار إيجابية لصالحها بعد انتشار أخبار تنفيذ الاتفاق.
في موضوع آخر تساءلت صحيفة "هم ميهن" عن السبب الذي يجعل حكومة طالبان تنجح في إدارة ملف العملات الأجنبية مقابل فشل الحكومة الإيرانية، حيث ارتفعت قيمة عملة أفغانستان (أفغاني) على حساب العملات الصعبة مثل الدولار واليورو واليوان الصيني، وذلك وفقا لتقرير البنك الدولي.
الصحيفة نقلت عن البنك الدولي ما ذكره من وصول أسواق العملات الأجنبية في أفغانستان إلى الاستقرار والثبات، وذلك بسبب وجود نظام موحد وعدم احتكار جهات بعينها للعملات الأجنبية، بالإضافة إلى غياب السوق السوداء حيث تباع العملات الأجنبية في أفغانستان بسعر موحد.
في موضوع منفصل انتقدت صحيفة "اطلاعات" استمرار هجمات الحكومة ومسؤوليها على المسؤولين في الحكومة السابقة، رغم انتهاء عامين كاملين من وجود روحاني ووزرائه في الحكم، وتولي رئيسي والمقربون منه إدارة شؤون إيران.
الصحيفة حذرت من تبعات هذا النهج، وقالت إن وبال ذلك سيعود على الحكومة الحالية إذ إنها هي الأخرى ستتعرض لهجمات الحكومات القادمة، كما أن هذا النهج يخلق الجفاء ويضر بالنظام نفسه، حسب تعبير الصحيفة.
نقرأ الآن تفاصيل بعض الموضوعات في صحف اليوم:
"هم ميهن": خطورة استمرار نهج إقصاء الإصلاحيين وتهميشهم
سلطت صحيفة "هم ميهن" الضوء على الجدل حول مشاركة الإصلاحيين من عدمها في الانتخابات البرلمانية القادمة، بعد أن تم إقصاء معظم الوجوه الإصلاحية البارزة، وقالت الصحيفة إن الأصوليين يريدون من الإصلاحيين المشاركة في الانتخابات لـ"تسخين" الأجواء الانتخابية، متجاهلين الإجراءات التي قاموا بها ضد التيار الإصلاحي وشخصياته.
وذكرت الصحيفة أن التيار الأصولي يعتبر عدم مشاركة الإصلاحيين بمثابة معارضة للنظام، واتهامهم بأنهم يقومون بدور المعارضة في الخارج.
وحذرت "هم ميهن" من التبعات الخطيرة لنهج الإقصاء والتهميش الذي يعتمده الأصوليون في السلطة اليوم، وقالت إن هذا النهج لن يؤدي إلا إلى صب الزيت على النار وزيادة اليأس الاجتماعي في البلاد .
وختمت الصحيفة بالقول: "بدلا من محاولات تسخين مسرحية الانتخابات التي ينتج عنها اليأس وضياع الفرص، من الأفضل للأصوليين خلق أجواء حقيقية لجذب أكبر قدر ممكن من الناخبين وإيجاد منافسة سليمة وصحية".
"اعتماد": أسعار الخبز غير حقيقية والحكومة تخشى من الاحتجاجات إذا رفعت الأسعار
في مقاله بصحيفة "اعتماد" قال الكاتب والناشط الإصلاحي، عباس عبدي، إن أسعار الطاقة والخبز والطبابة في إيران غير حقيقة، وذلك بسبب قمع السلطات لهذه القطاعات، معتقدا أن الحكومة تخشى من رفع الأسعار في هذه القطاعات الحيوية، لكنها ستكون مضطرة عاجلا أم آجلا إلى رفع أسعار هذه القطاعات.
الكاتب لفت إلى أن السلطة السياسية تحاول الضغط على المنتجين لمنع ارتفاع الأسعار، لكن نتيجة هذا الضغط ستكون وضع الناس (المستهلكين والمنتجين) في مواجهة لبعضهم البعض، لإبقاء التضخم على وضعه الحالي، وهو لا يمكن له الاستمرار طويلا بسب عدم التوازن بين تكاليف الإنتاج وأسعار البيع.
وأشار عبدي إلى بعض السياسات والإجراءات التي قامت بها حكومة رئيسي خلال العامين الحاليين تحت مسميات السياسة التصحيحية، وقال إن هذه السياسات ثبت فشلها عمليا، لهذا أصبحت الحكومة والمسؤولون يتغافلون عنها ويتحاشون الحديث حولها.
ورأى عبدي أن هذا التخبط سيبقى مستمرا ما دام هناك قلق على مستوى السلطة من تكرار احتجاجات أعوام 2017 و 2019 و2022.
"اقتصاد بويا": تدمير الاقتصاد الإيراني عبر القرارات اليومية
تطرقت صحيفة "اقتصاد بويا" في تقرير لها حول الوضع الاقتصادي في إيران في ظل السياسات الخاطئة والنهج السقيم الذي تعتمده السلطة وحكومة الرئيس إبراهيم رئيسي.
الصحيفة ذكرت في تقريرها، الذي حمل عنوان" تدمير الاقتصاد الإيراني عبر القرارات اليومية"، إن الكثير باتوا اليوم يقدمون آراء ونظريات حول انهيار الاقتصاد الإيراني، لافتة إلى أن الجميع يقر بالارتفاع الكبير في أسعار العملات الأجنبية في السوق السوداء، إلا أن المسؤولين وصناع القرار ينكرون هذه الحقائق الساطعة، وهو ما خلق أجواء تؤدي إلى اليأس والقنوط إزاء تحسين الأوضاع وإصلاح الأمور.
وأضافت الصحيفة أن الفقر في إيران أثر على كافة القطاعات في البلد بما فيها الصحة والتعليم وكل ما يحتاجه الإنسان للعيش والاستمرار في الحياة، معتقدة أن الإيرانيين يسيرون على نطاق واسع نحو السعي لتوفير الحاجات الأساسية من طعام وشراب.