رحب عدد من الصحف الإيرانية الصادرة اليوم، الأربعاء 13 سبتمبر (أيلول)، بقرب تفعيل الاتفاق بين طهران وواشنطن حول إطلاق سراح سجناء أميركيين مقابل الإفراج عن 6 مليارات من الأموال الإيرانية المجمدة.
واعتبرت الصحف أن هذه خطوة قد تساعد على كسر حالة الجمود التي تسيطر على الملف النووي والعقوبات الاقتصادية المفروضة على إيران.
صحف كثيرة أخرى لم تتردد في إظهار يأسها من أن تؤدي هذه التطورات إلى إحياء الاتفاق "الميت"، مؤكدة أن ما يتم الآن هو مجرد إجراء تكتيكي يراد منه تحقيق أهداف قصيرة الأجل، وليس غايات مستدامة تشمل الاتفاق النووي.
بعض الصحف الأخرى مثل "أبرار" نقلت تصريحات مدير عام الوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل غروسي الذي أكد عدم وجود أي تطورات فيما يتعلق بالتفاهمات السابقة بين طهران والوكالة، مطالبا النظام الإيراني بالالتزام بتعهداته حيال تلك التفاهمات.
في موضوع آخر أشارت صحيفة "جهان اقتصاد" إلى محاولات العديد من الدول "زعزعة" الحدود الجغرافية لإيران في السنوات الأخيرة، وقالت إن تركيا وأذربيجان- بتحريك من الناتو وأميركا- تحاولان الإضرار بالحدود الإيرانية، وربما قطع الممر البري بين إيران وأرمينيا. الصحيفة أيضا لفتت إلى محاولات العراق فتح طريق له للاتصال بالغرب عبر خطة معقدة ومدروسة.
لكن أهم هذه المحاولات "لضرب إيران والالتفاف عليها"، حسبما جاء في الصحيفة، هي المحاولة التي تم الإعلان عنها مؤخرا بتنسيق من الهند والمملكة العربية السعودية حيث اتفق الأطراف على فتح ممر يوصل الهند بالشرق الأوسط ليصل بعد ذلك إلى أوروبا، وهو ما يضيع فرصة كبيرة لإيران لتكون موقعا لوصل الشرق بالغرب، لتحل محلها المملكة العربية السعودية وإسرائيل، حسب رأي الصحيفة.
في شأن منفصل تطرقت صحيفة "أترك" إلى قضية الهجرة من إيران، وانتقدت صمت السلطات عن هذه الأزمة المستفحلة، مؤكدة أن هجرة النخب والمتخصصين من إيران ستضر البلاد بشكل كبير للغاية.
صحيفة "اعتماد" هي الأخرى تناولت هذا الموضوع، وأجرت مقابلات مع خبراء ومتخصصين قالوا لها بأن السبب الرئيس وراء الهجرة من إيران هو الانغلاق السياسي والاجتماعي في البلاد، وأضافت أن المهاجرين هم "المستاؤون من الوضع الراهن"، وما لم يتم القيام بإجراءات وإصلاحات جذرية فلا أمل يرجى في وقف دوامة الهجرة من إيران.
نقرأ الآن تفاصيل بعض الموضوعات في صحف اليوم:
"اعتماد": المستاؤون من الوضع السياسي في إيران يوجهون ضربات موجعة للنظام الحاكم بعد هجرتهم من البلاد
قالت صحيفة "اعتماد" الإصلاحية إن أرقام وإحصاءات الهجرة من إيران تصبح أكثر رعبا وخطورة بمرور الوقت في ظل استمرار هجرة الأطباء والجراحين وأساتذة الجامعات والمهندسين والمبرمجين وأصحاب الشركات المبتدئة وغيرهم.
وأجرت الصحيفة مقابلة مع الخبير الاجتماعي والباحث في شؤون الهجرة، غلامرضا ظريفيان، الذي أكد للصحيفة أن السبب الرئيس وراء هذه الهجرة الكبيرة من إيران هو تنامي الشعور باليأس وفقدان الأمل لدى شرائح واسعة من هؤلاء النخب والمتخصصين.
وأضاف الكاتب أن أصل الهجرة ليس موضوعا يدعو للقلق بحد ذاته، إذ إنه قد يكون عاملا إيجابيا عندما يعود هؤلاء المهاجرون إلى بلدانهم بعد سنوات من العيش والدراسة والعمل في الدول الأخرى، لكن بالنسبة للحالة الإيرانية فالأمر مختلف كليا حيث إننا نواجه ظاهرة "هروب العقول" بشكل لافت وخطير.
وذكر ظريفيان أن المهاجرين من إيران هم "المستاؤون من الوضع السياسي"، وهؤلاء عندما يهاجرون يوجهون ضربات موجعة للنظام السياسي.
هذا اليأس ينبع جزئيا، يضيف الكاتب، من المشكلات الموجودة في البلاد والفشل في النظام السياسي، موضحا أن إحدى أهم تبعات هذه الهجرة الخطيرة وهروب العقول هو سوداوية مستقبل إيران وشعبها.
"أرمان ملي": مفاوضات قطر ليست إنجازا للحكومة الإيرانية ولم يعد هناك شيء باسم الاتفاق النووي
سلطت صحيفة "أرمان ملي" الضوء على التحركات الدبلوماسية الأخيرة بين الولايات المتحدة الأميركية وإيران، واستبعدت أن تؤدي هذه التحركات إلى انفراجة حقيقية في العلاقة بين طهران وواشنطن، واستندت إلى آراء عدد من الخبراء والمحللين الذين ذهبوا إلى أن المفاوضات الأخيرة هي "مجرد تكتيك لتحقيق أهداف قصيرة الأمد وإلا فإن الطرفين الإيراني والأميركي لم يتخذا أي خطوة إيجابية لحل المشكلات الثنائية بين البلدين".
الباحث السياسي محسن جليلوند قال للصحيفة إن حكومة رئيسي مثلها مثل حكومة روحاني السابقة هي "مجرد منفذ أوامر النظام فيما يتعلق بالسياسات الخارجية ولا تستطيع أن تضيف أو تنقص شيئا".
الكاتب ذكر أن مفاوضات قطر حول الإفراج عن السجناء الأميركيين "لا تعد إنجازا أو ورقة رابحة للحكومة الإيرانية"، معتقدا أنه "لم يعد هناك شيء باسم الاتفاق النووي".
بدوره قال المحلل السياسي مهدي ذاكريان للصحيفة إنه وبموجب الاتفاق الأخير "يتوجب على إيران توضيح كل ما تشتريه بالأموال المفرج عنها إلى الأطراف الأخرى من الاتفاق"، منتقدا إصرار السلطات الإيرانية على عدم التفاوض المباشر من أجل مصلحة الشعب الإيراني ورفع العقوبات عنه.
"جمله": شتاء صعب في انتظار إيران في ظل عجز حكومي عن توفير الغاز المنزلي
صحيفة "جمله" تحدثت عن "الشتاء الصعب" الذي ينتظر إيران في ظل التقارير التي تؤكد عجز الحكومة عن توفير الطاقة اللازمة للعبور من الشتاء القادم، مشيرة إلى عدد من الإجراءات الوقائية التي بدأت الحكومة القيام بها لعلها تستطيع تجاوز الشتاء بأقل خسائر ممكنة.
الصحيفة نوهت إلى مطالبة الحكومة للمدارس والمراكز التعليمية الاستعداد للشتاء عبر شراء وتوفير أجهزة خاصة قد تكون بديلا عن أجهزة التدفئة في موسم الشتاء.
كما نقلت جملة كلام النائب في البرلمان الإيراني، أحمد عليرضا بيكي، الذي قال: "نحن قلقون من احتمالية عدم قدرتنا على توفير الغاز المنزلي للمواطنين في الشتاء القادم".