احتل موضوع التوتر والتصعيد الجديد بين أذربيجان وأرمينيا الصدارة في تغطية الصحف الصادرة اليوم الاثنين 11 سبتمبر (أيلول) في إيران. واختلف تعاطي هذه الصحف مع الموضوع بين مؤيد للنظام ومن يرى الأمر افتعالا من طهران.
وقد اعتبرت بعض الصحف أن تحركات أذربيجان خطرا هائلا على إيران ومستقبلها السياسي والاقتصادي، ورأت بعضها أن هذه الضجة التي تفتعلها إيران حول افتتاح ممر زنغزور بین أذربيجان وإقليم نخجوان التابع لها هي ضجة فارغة ولا حقيقة لمزاعم أن هذا الممر يهدد إيران أو مصالحها.
صحيفة "هم ميهن" قالت إن "مؤامرة" تحاك في الحدود الشمالية الغربية لإيران ضد وحدة وسلامة أراضيها، زاعمة أن تركيا وأذربيجان وإسرائيل هي من تقود هذه المؤامرة وأن على جميع الإيرانيين الاستعداد لذلك.
صحيفة "جمهوري إسلامي" قالت إن القوات المسلحة الإيرانية في حالة تأهب بعد زيادة احتمالية اندلاع حرب بين أذربيجان وأرمينيا، موضحة أن على جمهورية أذربيجان أن تدرك أن "إيران سوف تقف في وجه مؤامرتها لتغيير حدود الدول".
من جانبها، نقلت صحيفة "اعتماد" كلام المحلل السياسي أمير أحميديان الذي قال إن هناك ضجة مفتعلة حول الموضوع، مؤكدا انه وحتى في حال تم فتح هذا الممر بين أذربيجان ونخجوان عبر الأراضي الأرمينية فإن ذلك لا يعني قطع الطريق بين إيران وأرمينيا لأن الممر سيكون في كل الأحوال داخل الأراضي الأرمينية قانونيا وتحت سيادتها دوليا.
كما علق الكاتب على دعوة النظام الإيراني تركيا وأذربيجان استخدام ممر من الأراضي الإيرانية لنقل البضائع والسلع من تركيا ونخجوان إلى أذربيجان. وقال إن باكو وأنقرة ترفضان مثل هذا الاقتراح؛ لأن طهران لم تنضم إلى مجموعة "FATF" الدولية وإذا أرادت إيران أن تلعب دورا على الصعيد الدولي فعليها القبول بقواعد اللعبة المفروضة على الدول، "وإذا لم نقبل هذه القواعد فلن يكون لنا دور"، حسب تعبير الكاتب.
وفي شأن آخر، سلطت بعض الصحف الضوء على مشروع ممر اقتصادي بين الهند والشرق الأوسط وأوروبا بحضور قوي للدول العربية لاسيما المملكة العربية السعودية، وقالت "سرآمد" إن هذا المشروع سيكون له ما بعده، معتقدة أنه "يهدد موانئ إيران" وعلى طهران ان تنظر بجدية إلى تبعات هذا الممر.
صحيفة "خراسان" الأصولية، قالت إن إيران هي الخاسر الرئيسي من هذه الممر، وحتى ممر طريق الحرير الذي تعمل عليه الصين، مؤكدة أن طهران "متخلفة عن ركب الدول المتنافسة في هذه الممرات".
ومن الملفات الأخرى التي غطتها بعض الصحف مثل "آرمان ملي" التحركات الدبلوماسية التي تقوم بها إيران والولايات المتحدة الأميركية بأمل التوصل إلى اتفاق نووي، حيث نقلت الصحيفة ما كشفت عنه وكالة "رويترز" حول قرب تنفيذ اتفاق تبادل السجناء بين طهران وواشنطن، واعتبرت أن ذلك خطوة في مسار حل الملف النووي.
الصحيفة نقلت كلام المحلل السياسي حسن بهشتي الذي ذكر أن المطلوب بالنسبة لإيران هو اتفاق دائم ومستدام وليس مؤقتا ومحدودا، معتقدا أن الاتفاق المؤقت هو "مجرد مهدئ".
وقال الكاتب إن على إيران أن تكون هي السباقة وهي التي تبادر أولا، لأنها هي التي تحتاج إلى تنفيذ الاتفاق بشكل سريع وكامل.
نقرأ الآن تفاصيل بعض الموضوعات في صحف اليوم..
"هم ميهن" مؤامرة دولية في منطقة القوقاز ضد إيران وليس الجمهورية الإسلامية فحسب
الكاتب الصحافي الإصلاحي أحمد زيد آبادي اعتبر في مقاله بصحيفة "هم ميهن" أن هناك مؤامرة تحاك ضد إيران في منطقة القوقاز وليس ضد نظام الجمهورية الإسلامية، معتقدا أنه وفي حال قررت أذربيجان وتركيا- بتحريض من إسرائيل- قطع الطريق البري بين إيران وأرمينيا فلن يبقى أمام إيران سوى اللجوء إلى القوة العسكرية لمنع ذلك وهو ما خططت له إسرائيل منذ سنوات.
الكاتب أضاف أن "إسرائيل تريد وعبر تحريك النزاعات القومية زعزعة الأمن في إيران وهو ما يفرض يقظة جميع الإيرانيين وحذرهم الشديد من هذه المؤامرة المخيفة".
خراسان: تخلف إيران عن مشاريع الممرات
سلطت صحيفة "خراسان" الضوء على إعلان الممر الاقتصادي بين الهند والشرق الأوسط وخاصة السعودية ليصل بعد ذلك إلى أوروبا، وقالت إن ما كشف عنه ولي العهد السعودي محمد بن سلمان من توقيع مذكرة تفاهم لعمل ممر اقتصادي بين الهند والشرق الأوسط وأوروبا، يبرز أهمية التحركات والتحولات التي تشهدها المنطقة والعالم، لافتة إلى تخلف إيران عن كل هذه التطورات بسبب عزلتها الدولية والإقليمية التي تعيشها.
الصحيفة قالت في تقريرها الذي عنونته بـ"المتخلفون من تنافس الممرات"، إن إيران تخلفت عن هذه التطورات سواء فيما يتعلق بمشروع طريق الحرير الذي ترعاه الصين أو الممر الجديد الذي يتم التنسيق عليه بين الهند، والمملكة العربية السعودية، والإمارات، والدول الأوروبية، والولايات المتحدة الأميركية، وإسرائيل.
كما أكدت الصحيفة أن الصينيين، حلفاء إيران المفترضين، أيضا يمتنعون عن الاستثمار داخل إيران، في حين أنهم بدأوا عمليا مشاريعهم في كل من المملكة العربية السعودية، والإمارات.
"سازندكي": الفرق بين إيران والدول العربية سيكون هائلا بعد 20 سنة والنظام الإيراني لا يفكر إلا في البقاء
الكاتب والمحلل السياسي محمود سريع القلم، قال إن انضمام إيران إلى مجموعة "بريكس" ومنظمة شنغهاي بلا فائدة ما لم تقبل إيران بالقوانين والقوعد المالية الدولية.
الكاتب قارن في مقاله بصحيفة "سازندكي" بين التطور في إيران والدول العربية، وقال إن الشرخ العلمي بين إيران والدول العربية في العشرين سنة القادمة سيكون هائلا، لافتا إلى أن الطلاب في إيران يهاجرون منها بلا عودة بعد تخرجهم من الماجستير، في حين أن المملكة العربية السعودية تبعث على نفقتها الخاصة طلابها إلى الخارج لتلقي العلوم ثم جذبهم وتوظيفهم بعد التخرج للاستفادة من خبراتهم وتخصصاتهم العلمية.
كما ذكر سريع القلم أن مكانة إيران العلمية بعد 20 سنة ستكون متدنية للغاية، معتقدا أن هم السلطة الحالية في إيران هو البقاء في الحكم وليس التنمية والتطوير.
وشدد على أن إيران عليها أن تعيد النظر في سياساتها الخارجية وتصلح علاقاتها مع الدول الأخرى وتعمل على رفع العقوبات عنها لكي تستطيع السير نحو التنمية والتقدم.