أيام قليلة تفصل إيران عن بدء العام الدراسي الجديد في الجامعات التي باتت "خاوية على عروشها" كما وصفها بعض المحللين السياسيين في إيران، على خلفية التصفيات الكبيرة والعزل الواسع الذي تعرض له الأساتذة المعارضون والداعمون للاحتجاجات.
النظام يستمر في سياسة الفصل و"التطهير" في عموم جامعات إيران، ولم توقفه دعوات المراجعة والإصلاح التي أطلقها بعض المراقبين الذين طالبوا فيها النظام بوقف حملة الفصل للأساتذة. وبدل الاستماع إلى هذه الدعوات التصحيحية قامت السلطة في إيران بتوظيف أساتذة "غير أكفاء" بدل الأساتذة المفصولين، ميزتهم الرئيسية هي "الولاء المطلق" للنظام وتعليماته.
وأحد هؤلاء "الأساتذة" يدعى سعيد حداديان، أحد "المداحين" في المناسبات الدينية، حيث اختاره النظام ليكون أستاذا في جامعة طهران أعرق جامعات إيران بعد شح الأساتذة والمدرسين الموالين.
صحيفة "كيهان" دافعت عن توظيف حداديان ليكون أستاذا في كلية الآداب بجامعة طهران، وكتبت مقالا بعنوان: "هجوم الجهلة على سعيدنا"، ذكرت فيه أنه ووفق التقييمات العلمية التي جرت فإن حداديان أو "الحاج سعيد" كما تسميه الصحيفة هو أفضل أساتذة كلية الآداب، وأن "الجهلة والحاسدين وحدهم هم من يناصبونه العداء ويبطنون له الضغينة".
صحيفة "خراسان" المقربة من الحكومة أيضا دعمت هذه الإجراءات وقالت إن كل الأساتذة المفصولين من الجامعات لا تتجاوز أعدادهم 100 أستاذ وهؤلاء هم "أبواق الأجانب والأعداء".
وفي شأن آخر، أشارت صحيفة "هم ميهن" الإصلاحية إلى تصريحات لأحد رجال الدين المقربين من المرشد خامنئي زعم فيها أن هناك نصوصا دينية تؤكد إمكانية "الافتراء" و"اختلاق الكذب" ضد خصوم ولاية الفقيه لتشويه سمعتهم في المجتمع حيث نقل عن أحد أئمة الشيعة أنه يحق للسلطة أن تفتري الكذب على معارضي ولاية الفقيه لأن هؤلاء ليس لهم حرمة أو حقوق مصونة.
الصحيفة طالبت رجال الدين باتخاذ موقف صريح تجاه هذه القضية، مؤكدة أنه لا أمل في محاسبة مثل هؤلاء الأشخاص من الجهة القانونية.
ومن الملفات الأخرى التي غطتها الصحف الصادرة اليوم الأحد موضوع التوتر بين أذربيجان وأرمينيا وموقف إيران من هذه التطورات كما لفتت بعض الصحف مثل "اعتماد" إلى الاتصال الهاتفي بين رئيس وزراء أرمينيا نيكول باشينيان مع الرئيس الإيراني؛ حيث قال باشينيان إن الوضع في أرمينيا على وشك الانفجار، وإن أذربيجان بدأت تحشد قواتها على حدود أرمينيا بهدف شن هجوم جديد لفتح ممر زنغزور الذي يربط بين أراضي أذربيجان وإقليمها نخجوان الذي تفصله عنها الأراضي الأرمينية.
هذه التحركات تعارضها طهران بشدة، ونية باكو فتح ممر زنغزور تعتبره إيران خطا أحمر كونه يحرمها من اتصال حدودها مع أرمينيا ويطوقها (في القوقاز) على نطاق واسع من قِبَل تركيا وأذربيجان صاحبتَيْ العلاقات غير الودية معها لا سيما أذربيجان صاحبة العلاقات الوطيدة بإسرائيل.
نقرأ الآن تفاصيل بعض الموضوعات في صحف اليوم..
"هم ميهن": على الحكومة الاعتراف بالهزيمة والفشل
دعا الأستاذ الجامعي المفصول عن العمل محمد فاضلي زملاءه في الجامعات إلى الاستقالة، احتجاجا على الوضع الراهن في الجامعات، وقال إنه من الواضح أن السلطة في إيران لم تعد تريد أساتذة في الجامعات وإنما تريد مجموعات من الموظفين المطيعين للأوامر والتوصيات، مؤكدا أن الأساتذة في الجامعات يهانون وأن الجامعة لم تعد لها مكانتها السابقة.
وقال الكاتب: "على الأساتذة المحترفين الاستقالة من مهنة الأستاذية في الجامعة والبحث عن وظائف أخرى كون هذه الوظيفة أصبحت مهينة لهم".
كما ذكرت الصحيفة في تقرير لها أن سياسات الحكومة وصلت إلى طريق مسدود في كافة المجالات، وشدد على أن أول خطوة على الحكومة القيام بها هي الإعلان عن الهزيمة لافتة إلى أن الحكومة تفتقد للعقول المفكرة ولا يوجد لديها برامج أو مسؤولين ذوي خبرة، فهي لا تستطيع السيطرة على التضخم ولا معالجة المشاكل الاقتصادية الأخرى.
الصحيفة أكدت أن الطريقة المثلى في هذا المسار هي أن تعلن الحكومة هزيمتها أمام الأوضاع الراهنة ثم تغيير المسؤولين الفاشلين وتستخدم بدلا منهم الأكفاء والقادرين، كما ينبغي على الحكومة تغيير انحيازاتها السياسية وإلا فلا أمل في إصلاح الأوضاع الاقتصادية.
"اعتماد": اليأس من التغيير يؤدي إلى الهجرة أو الانتحار
صحيفة "اعتماد" تطرقت في تقرير لها إلى تنامي ظاهرة الانتحار بين الإيرانيين، لاسيما بعد احتجاجات العام الماضي وقمع السلطات لها. وقالت إن نتائج إحدى الدراسات أظهرت أن أسئلة الإيرانيين في خانة بحث "غوغل" عن كلمة "الانتحار" قد تضاعفت مرتين في الشهور الستة الأخيرة.
وذكرت الصحيفة أنه ووفقا لآراء الخبراء والمتخصصين المعنيين فإن اليأس من التغيير يؤدي إلى ظاهرتين هما الهجرة والاكتئاب ويقود الاكتائب في كثير من الحالات إلى الانتحار أو التفكير في الانتحار.
الصحيفة خاطبت الذين يفكرون في الانتحار واقترحت عليهم الاتصال بأرقام 123 و115 و1480 ليتلقوا الاستشارة اللازمة من الخبراء والمستشارين النفسيين علها تحول بينهم وبين الانتحار.
"كيهان": أغلقوا وسائل الإعلام المنتقدة فهي خائنة تتلبس بلباس النقد وحرية التعبير
صحيفة "كيهان" المقربة من المرشد خامنئي دافعت بشكل قوي عن قرار الحكومة بإغلاق موقع "انتخاب" بسبب نقده للسياسات الخارجية للنظام، وقالت إن هذه المواقع التي تعمل على تشويه سمعة النظام ليست وسائل إعلام وإنما عبارة عن مجموعة من "الخونة" الذين يتلبسون بلباس النقد لتشويه سمعة البلاد ونشر الأخبار الكاذبة، حسبما جاء في الصحيفة الأصولية.
الصحيفة قالت كذلك إن موقع "انتخاب" الذي أغلق قبل أيام بقرار من السلطات هو "أسوأ المواقع" وأكثرها نشاطا في تشويه سمعة إيران وهو لا يتردد في نشر الأخبار الكاذبة فمن الطبيعي أن يغلق هذا الموقع ويتوقف عن العمل.