تطرقت عدة صحف إيرانية اليوم السبت 9 سبتمبر (أيلول)، إلى قرار الحكومة بإغلاق موقع "انتخاب" على خلفية انتقاده لسياسات الحكومة الخارجية واعتباره انضمام إيران إلى "شنغهاي" و"بريكس" بلا فائدة حقيقية، في ظل العزلة الدولية التي تعيشها إيران والعقوبات الأميركية المفروضة على البلاد.
صحيفة "اعتماد" عنونت في مانشيتها وكتبت تعليقا على الموضوع: "إغلاق نوافذ النقد". وقالت إن الحكومة بهذا الإجراء تغلق أي إمكانية للنقد والملاحظة، موضحة أن ما قامت به حكومة رئيسي يتناقض مع مزاعم تقبل النقد من قبل الصحافة والإعلام، مطالبة القضاء بتحمل مسؤولياته القانونية للوقوف أمام مثل هذه الإجراءات.
صحيفة "جمهوري إسلامي" قالت إن السبب الرئيسي وراء هذا الإجراء من قبل الحكومة هو الفهم الخاطئ للمسؤولين تجاه قضية النقد، حيث يعتبرون كل شكل من أشكال النقد بمثابة "العداء"، مشددة على ضرورة إصلاح هذا الفهم الخاطئ، لأن استمراره يضر بمصالح الشعب كما يضعف مكانة النظام بين المواطنين حسبما جاء في الصحيفة.
ومن الملفات الأخرى التي حظيت باهتمام ملحوظ في تغطية الصحف الإيرانية الصادرة اليوم السبت، البيان العربي- الياباني والذي دعا إلى حل الخلافات حول الجزر الإماراتية الثلاث بالطرق القانونية والدبلوماسية، الأمر الذي دفع بالحكومة الإيرانية إلى الرد ورفض أي شكل من أشكال التفاوض مع دولة الإمارات العربية المتحدة حول الموضوع.
كما لفتت صحيفة "ستاره صبح" إلى تصريحات وزير النفط الإيراني الذي شدد على ضرورة متابعة موضوع حقل الدرة النفطي حيث أكد الوزير الإيراني أن طهران "لن تتخلى عن حقها في هذا الحقل".
الصحيفة علقت على الموضوع وقالت إن هذه القضية تحولت إلى محور من محاور العلاقة بين إيران والدول العربية، وقالت إن حقل الدرة أصبح يشكل تحديا أمام حكومة رئيسي التي كانت تطمح إلى تحسين علاقات طهران مع العواصم العربية.
وفي شأن داخلي آخر، تطرقت عدة صحف إلى جدل فصل أساتذة الجامعات بسبب مواقفهم السياسية، واعتبرت صحيفة "آرمان ملي" أن فصل هؤلاء النخب والأساتذة سيجعل من المجتمع الإيراني "مجتمعا مريضا".
نقرأ الآن تفاصيل بعض الموضوعات في صحف اليوم..
"سازندكي": تصريحات رئيسي حول حل أزمة عجز الميزانية فارغة و"كاذبة"
وصفت صحيفة "سازندكي" الإصلاحية تصريحات الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي حول معالجة أزمة عجز الميزانية بـ"الكاذبة". وقالت إن ميزانية الحكومة لا تزال تشكو من العجز الشديد، مستشهدة بآخر إحصاء للبنك المركزي الإيراني ذكر فيه أن نسبة التضخم لا تزال مرتفعة، وأن ديون الحكومة للبنك المركزي وحده ارتفعت إلى 65 ألف مليار تومان خلال هذه الفترة.
كما كذّبت الصحيفة كلام رئيسي عن إعادة تفعيل 5 آلاف مصنع معطل، وقالت إن هذه التصريحات أيضا لا يمكن قبولها وإذا قبلنا ذلك جدلا- تضيف الصحيفة- فإن إحياء مصانع مفلسة يعد إجراء خاطئا وعبثيا.
وقال الباحث الاقتصادي سعيد خوشبين للصحيفة إن إيران تعيش حاليا أكثر الظروف تعقيدا منذا 50 عاما وإن الأمل الوحيد هو إحياء الاتفاق النووي ورفع العقوبات عن البلد.
فيما قال مهدي مطهرنيا إن واشنطن تطبق الآن "سياسة البسط والشد" فيما يتعلق باستراتيجياتها في المنطقة وهي تعتمد حاليا سياسة المفاوضات مع طهران على حسب تعبيره.
"هم میهن": اتساع ظاهرة شح الدواء وإغلاق الصدليات
سلطت صحيفة "هم ميهن" الضوء على أزمة الدواء في إيران، حيث لا تزال البلاد تعيش شحا شديدا في هذا القطاع، وهو ما خلف كثيرا من المشاكل والتحديات للمرضى، لاسيما ممن يعانون من أمراض مزمنة وصعبة العلاج.
الصحيفة لفتت إلى أن العاصمة وحدها تضم 3000 صيدلية، إلا أنها لا تمتلك الأدوية الكافية، لافتة إلى أن الوضع في المناطق الفقيرة والمدن النائية أسوأ بكثير، حيث تم إغلاق أكثر من 700 صيدلية في هذه المناطق أو نقلت إلى مراكز المدن.
وقالت "هم ميهن" إن مصير الدواء سيكون مثل مصير السكن، حيث سيصبح الحصول عليه أمرا مستحيلا، ويتحول من سلعة استهلاكية إلى سلعة استثمارية، ويتاجر فيها البعض على حساب المواطنين والمحتاجين.
"اعتماد": دعوة السلطة القضائية إلى الابتعاد عن الازدواجية
دعا الكاتب والناشط السياسي عباس عبدي، في مقاله بصحيفة "اعتماد"، القضاء الإيراني إلى الابتعاد عن الازدواجية في التعامل مع الملفات والقضايا المختلفة، حيث يدعو في بعض القضايا التي تكون في صالحة إلى إجراء محاكمات علنية ومكشوفة فيما يصر على محاكمة المعارضين بعيدا عن الأضواء ودون وجود أي وسيلة إعلامية.
وأشار الكاتب إلى ملف الباحث والأستاذ الحقوقي محسن برهاني الذي فصل من الجامعة بسبب مواقفه المنتقدة لأداء السلطة القضائية والإعدامات الواسعة التي أصدرها القضاء ضد المتظاهرين، حيث اعتبر برهاني أن هذه الأحكام تفتقر إلى معايير قانونية، كما أنها تتعارض مع صريح النصوص الشرعية والدينية.
برهاني طالب مؤخرا استخبارات الحرس الثوري واستخبارات القضاء الإيراني بنشر تفاصيل ملفه والتقارير التي صدرت ضده ليطلع عليها المواطنون بشكل دقيق.
عبدي اعتبر أن مطالبة برهاني حق مشروع لمواطن إيراني، مؤكدا أن من حقوق المتهمين أن تتم محاكمتهم علنا، مذكرا بتصريحات لرئيس القضاء محسن إيجه اي، شدد فيها على ضرورة أن تكون المحاكمات علنية.
وختم عبدي بأنه وفي حال امتناع القضاء عن إجراء هذه المحاكمات بشكل علني فلا ينبغي أن يتوقعوا ثقة الشعب في سلامة هذه الاحكام وقانونيتها.