لا تزل الصحف ووسائل الإعلام المنتقدة للحكومة في إيران تحذر من استمرار الهجمة الشرسة على الجامعات من قبل السلطات الحاكمة وحالات الفصل التي لا تتوقف منذ أشهر، حيث بادر النظام بفصل العديد من الأساتذة المحنكين لا لشيء سوى دعمهم وحمايتهم لمطالب المواطنين الذين يتظاهرون في الشوارع.
صحيفة "جهان صنعت"، في عدد اليوم الثلاثاء 5 سبتمبر (أيلول)، اعتبرت أن هذه الهجمات ستؤدي إلى "زوال الجامعات" بمعناها المعروف، حيث ستبقى شبيهة بمؤسسات حكومية ومجموعات من الموظفين الذين يتم اختيارهم بالتعيين لا بالجهد والمثابرة والعمل الدؤوب.
صحيفة "اعتماد" نقلت كلام الأستاذ الجامعي المفصول بيجن عبد الكريمي، وهو من الأساتذة والمنظرين المعروفين بنقدهم لنهج السلطات، حيث قال للصحيفة: "بصفتي أستاذا في مجال العلوم الإنسانية أعتبر أن هذه الحالة ستؤدي إلى موت الجامعات. كل من لديه حرص على إيران وثقافتها يجب أن يقلق وبشدة من الوضع الراهن".
ورأى عبد الكريمي أن هذه الإجراءات وفصل الأساتذة على نطاق واسع سيصب في مصلحة "أعداء إيران"، موضحا أن الوضع الراهن قد جعل المجتمع الإيراني مكتئبا، والتنمية أصبحت بعيدة المنال.
من الملفات الأخرى التي تطرق إليها عدد من الصحف هو الغلاء الفاحش في الأسواق، ولفتت صحيفة "ستاره صبح" إلى ما يحتاجه الطالب الجديد في إيران من مستلزمات تعليمية وأدوات ضرورية مثل الكتب والأقلام والملابس، وقالت إن كل طالب يذهب إلى المدرسة في حاجة إلى ما لا يقل عن 3 ملايين تومان لشراء هذه الأدوات والمستلزمات.
كما نوهت الصحيفة إلى أن الرسوم الشهرية للمدارس غير الحكومية قد تصل أحيانا إلى 100 مليون تومان للشهر الواحد، وهو ما يجعل التعليم شبه مستحيل لملايين الإيرانيين.
في شأن اقتصادي آخر نقلت صحيفة "اعتماد" كلام الخبير الاقتصادي، فرشاد مؤمني، الذي قال إنه ووفقا للإحصاءات والوثائق الرسمية فإن من بين كل 3 إيرانيين يعيش واحد منهم في "فقر مدقع"، موضحا أن إيران تعيش الآن تجربة مقلقة من تنامي الفقر واتساع دائرته بشكل يومي.
في شأن آخر لفتت صحيفة "أبرار" إلى موجات الهجرة عن إيران والتي شملت النخب والدارسين والطلاب والأكاديميين والمهرة وحتى الأيدي العاملة البسيطة، موضحة أن هذه الموجة باتت تمتد لتشمل الطيارين مؤخرا.
فالطيارون- حسبما جاء في الصحيفة الإيرانية- هم أيضا باتوا يبحثون عن سبل للخروج من إيران، مستندة إلى تصريحات رئيس نقابة شركات النقل والحافلات الكبيرة، أحمد رضا عامري، حيث أكد أن عددا من الطيارين قدموا طلب تسجيل للحصول على قيادة سيارة ثقيلة ليتمكنوا بها من الهجرة وأخذ إقامة بعض الدول الغربية التي باتت في حاجة إلى عمال وساقين لسيارات ثقيلة.
نقرأ الآن تفاصيل بعض الموضوعات في صحف اليوم:
"جهان صنعت": الجامعات في إيران إلى زوال
تعليقا على الموجة الواسعة من فصل الأساتذة من الجامعات؛ قالت صحيفة "جهان صنعت" إن الحكومة بهذه الإجراءات تريد إخفاء ضعفها، مضيفة: "كنا نتوقع أن حكومة رئيسي ستكون ضعيفة لكننا مندهشون من هذا الحجم من الفشل وعدم الفاعلية، ولم نكن نتوقع أن نشهد هذا الحجم من الضعف والفشل".
الصحيفة نقلت تصريحات النائب في البرلمان السابق غلام علي جعفر زاده، حيث قال: "يجب علينا أن نقر في ظل هذه الموجة من الهجوم على الأساتذة وإنهاء مهامهم في الجامعات، إنه في المستقبل القريب القادم لن يكون لدينا شيء باسم الجامعات، فهذه الحكومة لديها خطط خطيرة لإدارة البلاد".
وأضاف جعفر زاده: "لم يعد هناك قانون يحكم البلاد، ولا تتم مراعاة مبدأ تفكيك السلطات، وإنما السلطات كلها باتت موحدة بيد تيار واحد".
"اعتماد": المتطرفون في إيران لا يحظون حتى بدعم أبنائهم وأفراد أسرهم
في مقال نشرته صحيفة "اعتماد" قال الكاتب والمحلل السياسي محمد مهاجري إن التيار المتطرف يواجه أزمة في إيران، حيث إن أبناء قيادات هذا التيار وشخصياته لا يؤمنون بنهج آبائهم ولا يهتمون بما يصرحون به، مضيفا: "أنا أتكلم بذلك عن علم ودراية".
الكاتب لفت إلى الاستدلالات والتبريرات التي يقدمها هؤلاء المتطرفون فيما يتعلق موضوع عزل أساتذة الجامعات الداعمين للاحتجاجات، وقال إن بعض هؤلاء ولكي يبرر هذه الأفعال يقول إن النظام السابق (النظام البهلوي) أيضا كان يقوم بفصل الأساتذة المنتقدين أو أن الولايات المتحدة قد تفعل ذلك أيضا، مضيفا: "وهل تكون أفعال النظام السابق وجهاز استخباراته (السافاك) أو الولايات المتحدة الأميركية حجة لنا. هؤلاء المتطرفون بهذه الاستدلالات السقيمة يطهرون ساحة النظام السابق والولايات المتحدة الأميركية".
"شرق": لا جديد في المفاوضات النووية الإيرانية
في مقال بصحيفة "شرق" الإصلاحية علق كورش أحمدي على تصريحات وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان على مسار المفاوضات النووية، وحديثه عن "وثيقة سبتمبر" الذي اعتبرها عبارة عن استمرار المفاوضات بين إيران ومجموعة "4 + 1" حول برنامج إيران النووي.
الكاتب أحمدي قال إنه لا ينبغي التعويل كثيرا على هذه المفاوضات، فهي لن تعالج أي مشكلة مهمة تواجه البلاد، وإنما ستسهل فقط إمكانات إيران لتصدير نفطها، لكن بالنسبة للعقوبات ستبقى سارية المفعول، وسيكون من الصعب على إيران الحصول على عائداتها من النفط كما هو الحال الآن.
وأضاف أحمدي: علاقات إيران الاقتصادية ستبقى في وضعها السيئ الآن، كما أن إمكانية التعاون والاستثمار وتطوير القطاع السياسي ستكون غير ممكنة في الفترة القادمة.
"هم ميهن": أسباب إخفاء المسؤولين الإيرانيين لوجود مفاوضات مع الجانب الأميركي
أشارت صحيفة "هم ميهن" إلى موضوع الاتفاق النووي والمفاوضات النووية التي تنشر أخبارها بين الحين والآخر، لتكشف عن وجود مفاوضات مباشرة أو غير مباشرة بين ممثلين عن إيران ومسؤولين أميركيين، وانتقدت الصحيفة الإصلاحية طريقة الإعلان عن هذه المفاوضات، حيث لا يكشف المسؤولون في إيران عن وجود هذه المفاوضات إلا بعد أن يتم الإعلان عنها من قبل الجانب الغربي.
تساءلت الصحيفة عن سبب هذه السياسة غير الشفافة التي تنتهجها الحكومة في مكاشفة مواطنيها وإخبارهم بموضوع يقر الجميع بأهميته وحساسيته بالنسبة للوضع الاقتصادي والسياسي في البلاد.
ورأت الصحيفة أن عاملين يمكن أن يكونا هما السبب في أن لا يتم الإعلان عن هذه المفاوضات من قبل الجانب الإيراني، الأول هو عدم اعتناء المسؤولين بالشعب والمواطنين في إيران، فيما يعد "عدم الثقة بالنفس" لدى المفاوضين الإيرانيين عاملا آخر في إخفاء حقيقة هذه المفاوضات وطبيعتها.