أعلن رئيس جمعية علم الاجتماع في إيران أن البلاد على أعتاب "موجة هجرة شديدة للغاية"، وقال إن "اليأس الرهيب" اجتاح المجتمع، لاسيما الشباب والنخب. في الوقت نفسه، قال أحد أعضاء البرلمان عن تزايد الهجرة بعد فصل الأساتذة: "لا يمكن المحافظة على النخب بأي ثمن كان".
واعتبر عضو لجنة الشؤون الداخلية بالبرلمان الإيراني، حسين محمد صالحي، أن "المواقف المناهضة للشعب" حسب تعبيره، هي سبب فصل الأساتذة من الجامعات، وردا على أن هذا النوع من المواجهة يزيد من هجرة النخب، قال: «لا يمكن المحافظة على النخب وإبقائهم في البلد بأي ثمن كان».
ونفى عضو مجلس تشخيص مصلحة النظام الإيراني، غلام رضا مصباحي مقدم، أن تكون تدابير الحكومة هي السبب وراء المشاكل الاقتصادية والاجتماعية التي تعاني منها البلاد وألقى باللوم على الاحتجاجات وقال: "في أعقاب هذه الاحتجاجات، تم نقل جزء مهم من الاحتياطيات إلى الخارج، وهاجرت النخب. وبذلك واجهت الشعب المشاكل".
الهجرة بسبب اليأس أسوأ أنواع الهجرة
قال الأكاديمي والمحلل الاجتماعي، معيد فر لموقع "جمران" إن موجة الهجرة الكبيرة تحدث عندما تتزامن أزمة اقتصادية عميقة في مجال الإنتاج والتوظيف والتضخم وغيرها من القضايا مع أزمات أخرى. خاصة عندما يريد المجتمع أن يرد على هذه الأزمات عبر الاحتجاجات.
وأشار إلى أنه كل يوم يغرق عشرات الأشخاص في البحر الأبيض المتوسط، وعادة ما يكون الإيرانيون من بينهم، مذكرا: "هذا يدل على أن الناس يشعرون باليأس للعيش في البلد، وذلك بسبب الفقر الاقتصادي والضغوط الثقافية والاجتماعية والسياسية. إن الناس يشعرون باليأس الشديد ومستعدون لقتل عائلاتهم أيضا".
ووفقا لما قاله عالم الاجتماع الإيراني، "رغم سماع أخبار عن غرق اللاجئين في البحر كل يوم، إلا أن "أعداد اللاجئين في تزايد".
واعتبر معيد فر أن هذه الحادثة علامة على سوء أوضاع المجتمع الإيراني و"أسوأ أنواع الهجرة"، وقال: "البعض قد يبقى في المخيم لفترة طويلة ويتعرض للمضايقات ويصاب باليأس، لكن هذا الشخص لا يريد مشاهدة مشاكل الطريق وكيفية الهجرة وكل همه مغادرة البلد".
وأكد: "عام 2017، أصبح الوضع في البلاد حرجا للغاية وماتت فكرة التغيير والإصلاح بين الناس، بحيث لم يعد هناك أمل في مستقبل البلد".
ووصف معيد فر النسب المرتفعة "للميل إلى الهجرة" في استطلاعات الرأي بأنها تشير إلى "مشكلة خطيرة للغاية في البنية الاجتماعية والاقتصادية والسياسية للبلاد".
وذكر المحلل الإيراني أنه خلال الاحتجاجات في الأشهر الأخيرة، توقع أنه إذا لم تسفر الاحتجاجات عن نتائج فسنواجه موجة هجرة قوية للغاية، وقال: "لقد حدث هذا ونحن على وشك ذلك. أي أنه يبدو أن موجة الهجرة هذه المرة ستكون أكبر وأوسع بكثير من ذي قبل، لأن اليأس الرهيب اجتاح المجتمع بأكمله، وخاصة الشباب والنخب".
ووفقا لمعيد فر، لم تكتف الحكومة بعدم الاستماع إلى صوت احتجاجات الشعب، بل قامت بالاعتقالات والمحاكمات والسجن، وجعلت "جيل الشباب والعديد من الإيرانيين يتوصلون إلى استنتاج مفاده أنهم فقدوا أساسًا إمكانية التغيير في بلادهم".