رغم الاستياء الشعبي المتصاعد تجاه الحكومة في إيران وعجزها عن معالجة المشكلات السياسية والاقتصادية والسيطرة على التضخم والغلاء، إلا أن ذلك لم يمنع المرشد علي خامنئي من إعلان تأييده الكامل للحكومة التي يقودها الأصولي المقرب منه إبراهيم رئيسي.
خامنئي دعا الحكومة كذلك إلى تجاهل الانتقادات التي توجه إليها، زاعما أنها تسير في الاتجاه الصحيح لكن "بعض الناس لا يحبون ذلك، ويثيرون الجدل".
هذه التصريحات والدعم الكامل من خامنئي للحكومة حظيت باهتمام ملحوظ في الصحف الصادرة اليوم، الخميس 31 أغسطس (آب)، لا سيما الصحف المقربة من الحكومة والنظام.
فصحيفة "همشهري" لفتت إلى هذا الدعم وعنونت في مانشيتها بالقول: "تمجيد خاص"، لافتة إلى كلام خامنئي في هذا الخصوص الذي قال فيه إنه دعمَ كل الحكومات السابقة لكنه بالإضافة إلى دعمه هذه الحكومة فإنه "يثني عليها ويمجدها".
الصحف الإصلاحية المنتقدة لحكومة رئيسي كانت في موقف حرج أمام هذا الثناء والتمجيد لخامنئي، إذ إنه يصعب عليها الرد على المرشد وانتقاده، لكنها فضلت الفوز بالسلامة ونقل جانب آخر من كلام خامنئي الذي أقر فيه بوجود الأزمات الاقتصادية و"طغيان المشكلات المعيشية مثل ارتفاع الأسعار والسكن والإيجار".
من الملفات الأخرى التي لا تزال تحتل أهمية في تغطية الصحف اليومية هي موجة عزل الأساتذة من الجامعات، حيث ذكرت صحيفة "اعتماد" أن الحكومة مستمرة وبقوة في مشروعها الرامي إلى تصفية الجامعات مع الأساتذة غير الموالين لها، مؤكدة فصل 52 أستاذا جامعيا جديدا.
صحيفة "مردم سالاري" نقلت تصريحات النائب في البرلمان السابق، مصطفى كواكبيان، الذي قال إن الساسة الإيرانيين ارتكبوا أخطاءً فادحة، وهي التي قادت إلى الحالة الراهنة التي تعيشها البلاد.
في شأن آخر نقلت صحيفة "أرمان ملي" تصريح مساعد منظمة الطاقة الذرية الإيرانية، أمير حسين فقهي، الذي أكد أن "الاتفاق النووي لم يعد له فاعلية خاصة بالنسبة لأميركا وأوروبا. ولذلك فإن قضية أخرى مثل المصالح الاقتصادية يجب أن تكون موضوعا للتفاوض"، مضيفا: "توصل العالم إلى نتيجة أننا لا نتطلع لصنع أسلحة ولم تعد هناك أي إمكانية لإيقاف إيران".
نقرأ الآن تفاصيل بعض الموضوعات في صحف اليوم:
"جوان": خامنئي يطالب بمعالجة أزمة التضخم الهائل في الاقتصاد الإيراني
زعمت صحيفة "جوان"، المقربة من الحرس الثوري، إن تمجيد خامنئي للحكومة كان مقرونا بتحذير ومطالبة صارمة بتحسين الأوضاع الاقتصادية، وقالت: "بعد تصريحات خامنئي يجب على أعضاء الحكومة ووزرائها أن لا يخرجوا في الإعلام إلا إذا عالجوا أزمة التضخم، لأنه وفي ظل وجود نسب التضخم العالية لا يمكن رؤية "إنجازات" الحكومة الأخرى".
الصحيفة كتبت أيضا: "الناس يتساءلون عن تصريحات المسؤولين في الحكومة، ويقولون إذا كان النفط يباع بشكل سلس ويتم الحصول على عائداته، وإذا كانت الأموال المجمدة لإيران في الخارج يفرج عنها والمفاوضات تستمر بشكل أو بآخر فلماذا يستمر هذا التضخم الهائل في الاقتصاد الإيراني؟!".
"هم ميهن": الشعب الإيراني تجاوز جميع من في المشهد السياسي الحالي
في مقابلة مع صحيفة "هم ميهن" الإصلاحية أشار الكاتب عباس عبدي إلى التصريحات التي يخرج بها الرئيس الإيراني الأسبق محمد خاتمي بين الحين والآخر، ويخاطب بها النظام مباشرة متجاهلا الحكومة بقيادة الرئيس إبراهيم رئيسي، وقال عبدي إن ذلك يعود لإدراك خاتمي بأن الشعب الإيراني قد تجاوز جميع اللاعبين السياسيين في إيران ولم يعد يفرق بين إصلاحي أو أصولي، لهذا فخاتمي يخاطب النظام مباشرة بأمل إيجاد حلول شاملة وأساسية، مضيفا: "أساسا ليس هناك أي شيء إيجابي في أداء الحكومة حتى يستطع خاتمي الحديث عنه".
كما علق عبدي على تصريحات خاتمي المتكررة حول خطورة "إسقاط النظام" بفعل سياسات النظام نفسه، وقال إن ما يقوله خاتمي معقول وسليم لأن السياسات الحالية تضعف من جانب النظام وسلطته، ومن جانب آخر تزيد من الشرخ بين الشعب والنظام، وهذا يمكن تسميته بـ"الإسقاط الذاتي" لأنهم (النظام) هم من يقومون بهذه السياسات التي تؤدي إلى هذه النتائج.
"اعتماد": استمرار موجة فصل الأساتذة المعارضين للحكومة
صحيفة "اعتماد" لفتت إلى استمرار الحكومة بخطة تصفية الجامعات من الأساتذة المنتقدين لأدائها أو الداعمين للاحتجاجات، وذكرت أن الحكومة بدأت الموجة الثانية من تصفية الأساتذة بفصلها 52 أستاذا جديدا.
وأضافت الصحيفة: "منذ بداية الأسبوع تنتشر التقارير والأخبار على موجة فصل الأساتذة ومحاولة الحكومة تصفية الجامعات من المعارضين والمنتقدين لها. يبدو أن هذه الخطة مستمرة على قدم وساق ولا نية للحكومة وقف هذه الحملة الشرسة".
ونشرت الصحيفة أسماء 52 أستاذا آخر تم فصلهم في حكومة إبراهيم رئيسي، وبناء على ذلك، ارتفع عدد الأساتذة المفصولين في هذه الحكومة إلى 110.