استمرت ردود الفعل على موجة فصل أساتذة الجامعات في إيران، وشكلت محورا من محاور الصحف اليومية الإيرانية الصادرة اليوم الثلاثاء 29 أغسطس (آب).
صحيفة "كيهان"، التي تعد من أكبر الصحف الأصولية والمقربة من المرشد علي خامنئي، أكدت بشكل واضح وصريح أن فصل الأساتذة والاستغناء عنهم جاء بسبب دعمهم للمظاهرات العام الماضي.
صحيفة "شرق" انتقدت استهداف الأساتذة وحرمانهم من حقوقهم الدستورية والقانونية، وذكرت أن السلطات تنوي توظيف 1500 أستاذ جامعي من الموالين لها واستبدالهم بأساتذة يعتبرهم النظام من المعارضين والداعمين للمظاهرات الشعبية.
في السياق نفسه سلطت صحيفة "هم ميهن" الضوء على بيان لوزارة الداخلية دعمت فيه عزل الأساتذة من الجامعات، وقالت الصحيفة إن محاولة خلق أجواء أمنية في الجامعات ستفرغ هذه المراكز التعليمية من المتخصصين والخبراء الحقيقيين.
ودافعت وزارة الداخلية الإيرانية في بيان لها عن فصل أساتذة الجامعات قائلة: "إن ما فعلته وزارة العلوم مع عدد قليل من الأساتذة الذين يعانون من ركود أكاديمي وينشطون في وسائل الإعلام يستند إلى معايير قانونية، وهو تصرف يراعي الواجب الثوري لهذه الوزارة".
صحيفة "جمهوري إسلامي" خصصت مقالها الافتتاحي إلى الحديث عن خطورة المساعي الرامية إلى تصفية الجامعة من تيار معين، وجعل جميع الأساتذة منتمين لفكر وانتماء واحد، وقالت إن محاولة تقييد الجامعات وحصر نشاط الأساتذة فيها لن يجدي نفعا في ظل ثورة المعلومات، وعدم إمكانية حصر الروايات والمعلومات بفضل وسائل التواصل الاجتماعي، ودعت النظام إلى التخلي عن فكرة تصفية الجامعات من الأساتذة المنتقدين والمعارضين لفكر الحكومة وسياساتها.
في شأن اقتصادي علقت صحيفة "تجارت" على استمرار ارتفاع نسب التضخم على الرغم من مزاعم الحكومة العمل بشكل جدي لحل هذه المعضلة، وعنونت في مانشيتها بخط عريض وكتبت: "فشل سياسات السيطرة على التضخم".
دوليا رأت بعض الصحف مثل "آفتاب يزد" و"تجارت" أن هناك تحركات دولية لإحياء الاتفاق النووي الإيراني، وأشارت "تجارت" إلى تصريحات الرئيس الفرنسي الذي شدد على ضرورة التوصل إلى اتفاق حول برنامج إيران النووي، وأهمية أن يكون النشاط الإيراني النووي أكثر وضوحا وشفافية بالنسبة للمجتمع الدولي.
صحيفة "روز كار" الاقتصادية دعت إلى استغلال اتفاق تبادل السجناء بين إيران والولايات المتحدة الأميركية لحل باقي الخلافات، قبل وقوع أحداث قد تعصف بهذه الحالة من الهدوء النسبي في العلاقة السياسية بين طهران وواشنطن.
نقرأ الآن تفاصيل بعض الموضوعات في صحف اليوم:
"شرق": إذا تخلص النظام من الأساتذة.. ماذا يريد أن يفعل بالطلاب؟
في تقريرها حول أزمة فصل أساتذة الجامعات قالت صحيفة "شرق" الإصلاحية إنه وبسبب مشاركة الجامعات في احتجاجات العام الماضي فإن السلطات باتت تحسب ألف حساب لهذه الجامعات، وقامت بسلسلة من الإجراءات التي شملت عقوبات مشددة ضد الطلاب وحرمانهم من الدراسة أو فصل الأساتذة وتوظيف موالين لها.
الصحيفة تساءلت عن جدوى هذه الإجراءات وكتبت: "لنفترض أن السلطة استطاعت فصل جميع الأساتذة المؤيدين للمظاهرات الشعبية واستخدمت أساتذة موالين لها، ماذا تريد أن تفعل بالطلاب الذين هم أيضا من المتظاهرين والمحتجين على الأوضاع الراهنة في البلاد؟".
"أرمان ملي": "بريكس" لن تستطيع أن تنعش الاقتصاد الإيراني في ليلة وضحاها
في مقابلة مع صحيفة "أرمان ملي" قال المحلل السياسي، حسن بهشتي بور، إن الضجة الإعلامية التي رافقت انضمام إيران إلى مجموعة "بريكس" تأتي من فراغ، مؤكدا أن هذه الخطوة لن تنفع إيران في الوقت الراهن ما لم تتم معالجة القضايا الخلافية بين طهران والدول الغربية.
وتساءل الكاتب بالقول: "بماذا نفعت بريكس روسيا لكي تنفع إيران؟"، مشيرا إلى أن روسيا التي تعرضت إلى موجة شرسة من العقوبات الأميركية والأوروبية بعد غزوها لأوكرانيا لم تستطع أن تستفيد من مجموعة "بريكس" لمواجهة هذه العقوبات، وإنما عولت على إمكانياتها وقدراتها الداخلية حصرا.
ولفت الكاتب إلى أن الانضمام إلى بريكس "قد يكون نافعا لإيران بالقوة وليس بالفعل"، موضحا أن إيران تستطيع أن تستفيد من هذه المجموعة في حال استطاعت التخلص من العقوبات الدولية المفروضة عليها.
وشدد الكاتب على ضرورة أن يكون النظام شفافا في هذه القضية، وأن يبين للإيرانيين بأن الانضمام إلى "بريكس" لن يكون قادرا على أن يغير أوضاع البلاد في ليلة وضحاها.
"آفتاب يزد": زيارة مسؤولي الطاقة الذرية إلى إيران تفوح منها رائحة الاتفاق
في شأن آخر قال الدبلوماسي الإيراني السابق، علي رضا فرجي راد، إن الناظر إلى التحركات الأخيرة وحدة الخطاب بين إيران والدول الغربية وعلى رأسها الولايات المتحدة الأميركية يدرك أن التوتر بين الأطراف قد انخفض إلى أقل مستوياته، معتقدا أن هذه الأجواء تؤشر إلى أننا أمام فترة جديدة لمناقشة ملف إيران النووي.
كما لفت الكاتب إلى الزيارة المرتقبة لمسؤولي الوكالة الدولية للطاقة الذرية إلى إيران، وقال إن رائحة اتفاق تفوح من هذه الزيارة أيضا، مضيفا: "حسب معلوماتي فإن إيران والوكالة الدولية للطاقة الذرية قد توصلا إلى اتفاق أيضا حول الموقعين النوويين اللذين لا يزال هناك خلاف عليهما بين الأطراف، ولو تم الإعلان رسميا عن إنهاء الخلافات حول هذين الموقعين فمن المحتمل جدا أن نشهد تطورا في الملف النووي في الأيام والأسابيع القادمة".
كما علق الكاتب على زيارة الرئيس الإيراني، إبراهيم رئيسي، المرتقبة إلى نيويورك للمشاركة في اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة، واستبعد أن تشهد تلك الزيارة التوصل إلى اتفاق خاص بين طهران وواشنطن، لكنه لم يستبعد احتمالية أن يجري الطرفان مفاوضات مباشرة للمرة الأولى بعد سنوات من المفاوضات عبر وسطاء دوليين وإقليميين.