انضمام النظام الإيراني إلى مجموعة "بريكس" تحول في إيران إلى جدل بين الأصوليين والإصلاحيين، حيث يرى التيار الأصولي الحاكم أن هذه الخطوة كانت "إنجازا كبيرا"، و"ضربة قاسية" للولايات المتحدة الأميركية التي أرادت- من خلال العقوبات- عزل إيران وحرمانها من التواصل مع العالم.
الصحف ووسائل الإعلام الإصلاحية كانت أقل حماسا تجاه هذا الانضمام واعتبرت أن مشكلة إيران أكبر من أن تحل بمجرد انضمامها إلى مجموعة مثل "بريكس" أو "شنغهاي" للتعاون الاقتصادي، ودعت في المقابل النظام الإيراني إلى حل خلافاته المحورية مع الغرب في ملف الاتفاق النووي ورفع العقوبات والانضمام إلى مجموعة "FATF" الدولية وكذلك حل أزمة الدعم العسكري الإيراني لروسيا في الحرب ضد أوكرانيا معتقدة أن هذه الملفات الشائكة تعرقل أي شكل من أشكال التعاون والانفتاح الإيراني على دول العالم.
لكن صحيفة "كيهان"، كبرى صحف الأصوليين، لا تكيل وزنا لهذه المخاوف والتحذيرات وترى أن الإصلاحيين "يحسدون" الحكومة الحالية على "إنجازاتها" التي تمت دون الحاجة إلى الاتفاق النووي أو موافقة الغرب ورضاه.
الصحيفة ذهبت إلى أبعد من ذلك، حيث زعمت أن انضمام إيران إلى مجموعة "بريكس" مؤخرا سيعزز من "المكانة السياسية والاستراتيجية" لمجموعة "بريكس" وذلك بالنظر إلى "الموقع الحساس لإيران والإنجازات العلمية والتكنولوجية الهائلة والدور الهام في تعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة".
ومن الملفات الحاضرة بشكل دائم في تغطية الصحف الإيرانية، الملف الاقتصادي الذي يزداد سوءا بمرور الأيام في ظل استمرار حالة الجمود والضبابية المستمرة على الاقتصاد الإيراني منذ سنوات، حيث تنشر الأرقام والإحصاءات الرسمية وغير الرسمية التي تؤكد تراجع القدرة الشرائية لمواطنين في إيران في ظل عجز حكومي واضح عن إدارة الأزمة.
صحيفة "ستاره صبح" ذكرت أن الفترة الأخيرة شهدت تراجعا كبيرة في قدرة المواطن الإيراني على شراء ما يحتاجه، كما أكدت وجود شرخ طبقي متزايد بين الإيرانيين، حيث تتسع طبقة الفقراء وتضيق طبقة الأثرياء، بعد أن اختفت تقريبا دائرة المنتمين إلى الطبقة الوسطى.
وفي سياق اقتصادي آخر، أشارت صحيفة "جمله" إلى إحصاءات التضخم في إيران خلال موسم الربيع، حيث أظهرت الأرقام ارتفاعا كبيرا في تضخم قطاع "المواد الغذائية"، و"السكن"، وهما من القطاعات الحيوية بالنسبة للمواطنين. وقالت إن هذه الأرقام "تقصم الظهر" وتسد أي أمل في المستقبل، لافتة إلى أن "التضخم النقطي" في السكن والمواد الغذائية تجاوز رقم 111 في المائة.
نقرأ الآن تفاصيل بعض الموضوعات في صحف اليوم..
"اقتصاد بويا": هجرة النخب من إيران بشكل مرعب
تناولت صحيفة "اقتصاد بويا" أزمة هجرة النخب والدارسين من إيران، وقالت إن 80 في المائة من أصحاب الرتب العليا والدرجات المرتفعة يهاجرون من البلاد بعد تخرجهم من الجامعات واستندت في تقريرها الذي عنونته بـ"خسارة النخب" إلى أرقام وإحصاءات "معهد هاتف للمعلومات"، حيث ذكر المعهد في أحد إحصاءاته أن 63 إلى 71 من الطلاب والمتخرجين في إيران لديهم "رغبة شديدة" في الهجرة من البلاد.
وأضافت الصحيفة: "بالرغم من انحسار نسبة الهجرة بعد أزمة كورونا وانهيار العملة الإيرانية إلا أن معدلات الهجرة والرغبة في مغادرة البلاد ما زالت مرتفعة نتيجة الاستياء وعدم الرضا عن الأوضاع الحالية مما جعل القوة العاملة الماهرة في إيران تشهد وضعا مزريا وحالة سيئة للغاية".
كما لفتت الصحيفة إلى مقابلات أجرتها وكالة "ركنا" الإيرانية مع أصحاب الدرجات المتفوقة في الاختبارات العامة للدخول إلى الجامعات، حيث أظهرت تلك المقابلة "وضعا مرعبا"، من حيث الرغبة الواسعة لدى الطلاب الإيرانيين في الهجرة من البلد، كما أن أهالي هؤلاء الطلاب أيضا يدعمون رغبة أبنائهم ويريدون إرسالهم إلى خارج إيران.
وتتزامن هذه الظاهرة المتصاعدة مع موجة من الفصل والعزل بين أساتذة الجامعات وذكرت الصحيفة قائمة بأسماء الأساتذة الجامعيين الذين تم فصلهم في العامين الأخيرين لأسباب تتعلق بمواقفهم السياسية وملاحظاتهم الاجتماعية.
"تجارت": خفض التوتر بين طهران وواشنطن يقلق روسيا
هاجمت صحيفة "تجارت" الاقتصادية روسيا، واتهمتها بمحاولة عرقلة أي اتفاق محتمل بين طهران وواشنطن، وكتبت الصحيفة في تقرير بعنوان: "قلق روسيا من خفض التصعيد بين إيران والولايات المتحدة الأميركية"، وقالت: "بعد الحديث عن الاتفاق غير المكتوب بين طهران وواشنطن في الآونة الأخيرة يحاول الروس عرقلة هذه التفاهمات والاتفاق المحتمل من خلال حديثهم المستمر عن زيادة التعاون العسكري بين إيران وروسيا".
وأشارت الصحيفة إلى تصريحات مساعد وزير الخارجية الروسي، سيرغي ريابكوف، التي قال فيها إن التعاون العسكري لبلاده مع إيران سيصمد أمام "الضغوط الجيوسياسية"، كما لفتت إلى تصريحات وزارة الدفاع الروسية قبل أسبوع أكدت فيها على زيادة التعاون العسكري بين روسيا والنظام الإيراني.
الصحيفة قالت إن الروس يدركون جيدا حساسية الأميركان تجاه هذه القضية، ولهذا يريد الكرملين استغلال هذا الأمر لتقليل فرص نجاح الاتفاق بين إيران وأميركا؛ لأنهم يدركون أن خفض التوتر بين طهران وواشنطن لابد وأن ينعكس سلبا على العلاقات بين طهران وموسكو.
وختمت الصحيفة بالقول إن الروس يعرفون أن إنهاء التوتر والتصعيد بين إيران والغرب سيضعف- من جانب- نسبة التعاون والتنسيق بين إيران وروسيا، ويحرم- من جانب آخر- موسكو من استخدام ورقة الاتفاق النووي كأداة ضغط أمام الدول الغربية.
"كيهان": نعم.. لقد أحرقنا الاتفاق النووي
كتبت صحيفة "كيهان" مقالا في عددها اليوم بعنوان: "لقد حرقنا الاتفاق النووي"، وزعمت أن حكومة رئيسي "الثورية" استطاعت التغلب على الآثار السلبية للاتفاق النووي، وأصبح الاقتصاد الإيراني غير متأثر بتطورات الملف النووي وأخباره.
الصحيفة قالت إن سياسات حكومة رئيسي كانت لها "آثار مباركة" على البلاد، إلا أن التيار الإصلاحي "المنحوس" ولأسباب مثل "شهوة السلطة والحسد السياسي وعدم التقوى السياسية والنفاق والخوف من الافتضاح" لا يريد الاعتراف بهذه الإنجازات والمكاسب لحكومة رئيسي الأصولية.
ودافعت الصحيفة عن "رفض إيران العودة إلى الاتفاق النووي"، وكتبت: "نعم.. لقد أحرقنا الاتفاق النووي دون أن نتكلف عناء استهلاك عود ثقاب واحد لإحراقه".
وزعمت الصحيفة أن الاتفاق النووي كان قد وُقّع بهدف "تركيع إيران" وإجبارها على الاستسلام أمام الولايات المتحدة الأميركية، فقد كانت واشنطن تعتبر أن الاتفاق النووي مقدمة لاتفاق أكبر وأوسع يراد منه تعطيل برنامج إيران النووي بالكامل.