تنوعت القضايا التي ناقشتها الصحف الإيرانية الصادرة، اليوم السبت، بين قضايا خارجية مثل زيارة حسين أمير عبداللهيان، إلى المملكة العربية السعودية، وقضايا داخلية مثل حادثة الهجوم على ضريح شيراز، وانتقاد الجهات الأمنية على ضعفها وعدم تمكنها من منع تكرار الحادث في أقل من عام.
كما ناقشت بعض الصحف ملف الحجاب وإصرار السلطات على المضي قدما في تنفيذ القوانين الجديدة رغم الرفض الشعبي الواسع لهذه السياسات.
صحف اقتصادية تطرقت إلى أزمة الغلاء الصاعدة في الأسواق والمخاوف من احتمالية لجوء النظام إلى رفع أسعار الوقود مرة أخرى لسد النقص الشديد في ميزانية الحكومة.
على صعيد العلاقات الخارجية لإيران ذكرت صحيفة "آفتاب يزد" أن استئناف العلاقة بين طهران والرياض هو قرار استراتيجي لطهران، وقالت إن عودة العلاقة أمر هام بالنسبة لإيران، إذ تستطيع بواسطته حل كثير من المشاكل والخلافات كما رأت أن إبراز القضايا الخلافية بين البلدين في هذه المرحلة لا يخدم مصالح الأمن القومي الإيراني.
بعض الصحف مثل "سازندكي" تساءلت عن طبيعة القضايا التي ناقشها وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان في لقائه بولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان والذي وصفه عبداللهيان باللقاء "المثمر والصريح"، فيما رأت "جهان صنعت" أن المسؤولين الإيرانيين والسعوديين قد وصلوا إلى نقاط تفاهم مشتركة، وشددت على ضرورة الاستمرار وإكمال خطة المصالحة مع السعودية.
في ملف داخلي، انتقدت صحيفة "جمهوري إسلامي" الجهات الأمنية في تعليقها على حادثة شيراز، وقالت إن الخلية التي نفذت الهجوم كانت تتحرك بكل أريحية في المدينة قبل قيامها بالهجوم، كما أن المهاجمين قد استأجروا بيتا وترددوا عليه لفترة من الوقت دون أن تعلم بذلك الجهات الأمنية.
أما الصحف المقربة من النظام مثل "كيهان" فنقلت تصريحات المرشد خامنئي وثناءه الواسع على الحرس الثوري، حيث وصفه بأنه "أكبر منظمة عالمية لمكافحة الإرهاب"، كما عنونت في صفحتها الأولى بكلام آخر لخامنئي قال فيه إن إيران "وصلت إلى القمم العالية"، زاعما أن النظام قد تجاوز التحديات ويجب أن يكون الأمل حاضرا في قلوب المسؤولين وأن لا ييأسوا أو يشعروا بالتعب.
وفي شأن آخر، قالت صحيفة "آرمان امروز" إن التنافس الانتخابي في إيران سيكون هذه المرة بين الأصوليين فقط بعد أن تم إقصاء الإصلاحيين أو رفضوا هم المشاركة في العملية السياسية موضحة أن الانتخابات البرلمانية القادمة ستكون شبيهة بـ"التنافس من أجل أخذ الحصص" وليس انتخابات بالمعنى الحقيقي للكلمة.
نقرأ الآن تفاصيل بعض الموضوعات في صحف اليوم..
"آفتاب يزد": اختلاف نهج السعودية وإيران في التعامل مع الشرق
قارن الباحث والدبلوماسي الإيراني السابق عبدالرضا فرجي راد، في مقابلة مع صحيفة "آفتاب يزد" الإصلاحية، بين السياسة الخارجية الإيرانية والسياسة الخارجية التي تسلكها المملكة العربية السعودية تجاه محوري الشرق والغرب، وقال إن طهران تعتمد نهجا سياسيا خالصا في بناء علاقاتها مع دول الشرق، في حين نجد الممكلة العربية السعودية تسلك نهجا اقتصاديا في علاقاتها مع الصين.
وأضاف فرجي راد: "لدى كل من إيران والسعودية اهتمام بالعلاقة مع الشرق (الصين وروسيا) لكن هذا الاهتمام مختلف في طبيعته، فالرياض لا تزال تحتفظ بمتانة علاقاتها مع الغرب، وفي الوقت نفسه تسعى لتعزيز علاقاتها مع الشرق، لاسيما الصين، لكن إيران تعمل في هذا المجال بشكل سياسي تام، ما يعني فقدان أي وجه مشترك في سياسات البلدين الخارجية.
ولفت الكاتب إلى الدور الذي يمكن للمملكة العربية السعودية أن تلعبه في تخفيف حدة العقوبات عن إيران. وقال إنه وفي حال استطاعت إيران توسيع علاقاتها مع المملكة فإن ذلك يصب في مصلحتها ويساعد من تخفيف أثر العقوبات عليها.
"اعتماد": استمرار موجة فصل أساتذة الجامعات يجعلها في حالة تأزم واحتضار
تطرقت صحيفة "اعتماد" إلى استمرار السلطات بالتضييق على الأساتذة والأكاديميين الداعمين للاحتجاجات الشعبية، وقالت إن استمرار فصل الأساتذة جعل وضع الجامعات "متأزما"، مضيفة أن الجامعات في إيران تعيش حالة "الاحتضار" في الوقت الحالي وهو ما لا يخفى على أهل الخبرة والدراية حسب تعبير الصحيفة.
وسردت الصحيفة قائمة بأسماء الأساتذة الذين فصلوا عن الجامعات أمثال محمد فاضلي وآرش أباذري وحسين مصباحيان ورضا أميدي ومحمد راغب وأمير مازيار، وفُصل قبل أيام مهدي خويي ليلتحق بقائمة الأساتذة المفصولين من عملهم.
وذكرت الصحيفة أن هذه الموجة المتواصلة من التضييق وفصل الأساتذة ستساعد على دفع الأكاديميين والأساتذة إلى الهجرة كخيار أخير لهم، بعد حرمانهم من وظائفهم في إيران، محذرة من أن استمرار هذه الحالة سيفرغ الجامعات من ثرواتها العلمية والأكاديمية وسيعود وبال ذلك على البلاد بشكل عام.
"هم ميهن": فشل سياسات الحجاب الإجباري وتكرار الأخطاء السابقة
في موضوع الحجاب الإجباري ذكرت صحيفة "هم ميهن" أن السياسات التي تعتمدها الحكومة في التعامل مع هذا الملف تذكر بنفس السياسات التي اعتمدت لمواجهة ظاهرة أطباق الأقمار الصناعية (الستالايت)، إذ منيت تلك السياسات بالفشل الذريع وأجبرت السلطات على التخلي عن فكرة المواجهة وأبقت موضوع اقتناء هذه الأطباق غير قانوني لكنها باتت تتغاضى عنه وتتسامح معه، بعد أن ثبت عجزها في مواجهة هذا الكم الهائل من الأطباق المنتشرة في عموم أرجاء إيران.
ونوهت الصحيفة إلى خطأ المشرعين الإيرانيين (نواب البرلمان) في سن قوانين عقابية ضد رافضات الحجاب الإجباري وقالت إن هذه القوانين تضع السلطتين التنفيذية (الشرطة) والقضائية، في حالة حرجة أمام انتشار ظاهرة رفض الحجاب الإجباري.
وأكدت "هم ميهن" أن القائمين على تنفيذ هذه القوانين يدركون أنها غير مثمرة، وبالتالي فمن الخطأ جعل السلطة التنفيذية مجرد آلات لاختبار مدى نجاعة القوانين، لاسيما وأن فشل هذه السياسات والقوانين معروف سلفا.