سلط عدد من الصحف الصادرة اليوم، الخميس 10 أغسطس (آب)، الضوء على تصريحات الرئيس الإيراني، إبراهيم رئيسي، أمس بأن حكومته عازمة على القضاء على ظاهرة رفض الحجاب الإجباري، الأمر الذي أثار انتقادات داخلية وخارجية.
وأكدت الولايات المتحدة الأميركية على ضرورة احترام حقوق الإنسان في إيران، وعزمها مواصلة الإجراءات الدولية ضد منتهكي حقوق الإنسان ومحاسبتهم، وذلك ردًّا على إصرار إبراهيم رئيسي، على القضاء على ظاهرة "خلع الحجاب".
الصحف المقربة من النظام رحبت بهذا الموقف "الصارم" تجاه ظاهرة رفض الحجاب الإجباري التي تتزايد بشكل مستمر، وعنونت صحيفة "عصر إيرانيان" الأصولية بالقول نقلا عن رئيسي: "سننهي ظاهرة رفض الحجاب الإجباري.. لا تقلقوا".
أما الصحف الإصلاحية فرأت أن رئيسي يحاول الهروب من القضايا الاقتصادية الشائكة والتخبط الملحوظ في طريقة إدارة حكومته للأوضاع في البلاد، عبر الإصرار على موضوع مثير للجدل مثل موضوع الحجاب الإجباري.
في شأن آخر أشارت صحيفة "جوان"، المقربة من الحرس الثوري، إلى خبر استدعاء السفير البريطاني لدى طهران بعد منشور له طالب فيه النظام الإيراني باحترام حقوق الصحافيين بمناسبة "يوم الصحافي" في إيران، ودعا إلى الإفراج الفوري عن الصحافيين المعتقلين بشكل تعسفي.
ودعت الصحيفة السفير البريطاني إلى الاهتمام بحقوق الإنسان في بريطانيا، وطالبت لندن بالإفراج عن الصحافيين المعتقلين هناك! كما ذكرت أن بريطانيا بحاجة إلى مساعدات مالية وغذائية نظرا إلى الظروف المعيشية التي يمر بها البريطانيون!
في شأن منفصل نوهت بعض الصحف إلى مواقف النظام الحاكم والتيار الأصولي من الانتخابات القادمة، حيث يستخدم مزيجا من التهديد والترغيب للتيار الإصلاحي يحثه فيها على المشاركة في الانتخابات وعدم مقاطعتها.
وتساءلت صحيفة "شرق" عن طبيعة مواقف الأصوليين وطريقة دعوتهم الإصلاحيين إلى المشاركة في الانتخابات، وعنونت بالقول: "تهديد أو دعوة للمشاركة في الانتخابات؟". وقريبا من ذلك كتبت صحيفة "مردم سالاري" وقالت: "لعبة الأصوليين الجديدة قبيل الانتخابات.. تهديد الإصلاحيين".
نقرأ الآن تفاصيل بعض الموضوعات في صحف اليوم:
"اعتماد": النظام لا يفكر في تلبية مطالب المحتجين بل يزيد من القيود
تطرقت صحيفة "اعتماد" الإصلاحية في تقرير لها إلى مدى استجابة النظام الحاكم في إيران إلى المطالب الشعبية التي ترددت أصداؤها في الاحتجاجات الماضية، وقالت إنه وبعد اندلاع تلك الاحتجاجات الواسعة وظهور مطالب كثيرة لدى الشارع ظن العديد من الخبراء والنشطاء السياسيين أن السلطة ستقدم على إصلاحات شاملة في طريقة الحكم تلبية لمطالب المواطنين.
وأضافت الصحيفة: "كلما ابتعدنا عن تلك الأيام نلاحظ عدم وجود أي انفراجة في طريقة الحكم والسياسة، بل إن القوانين الجديدة المتعلقة بالانتخابات وزيادة القيود على الإنترنت وقانون الحجاب تؤكد أن النظام السياسي وبدل التفكير في خلق هذه الانفراجة يسعى إلى خلق حالة من الانغلاق السياسي والاجتماعي والثقافي في البلاد".
"جمهوري إسلامي": طالبان لن تعطي حصة إيران المائية من خلال "التضرع والتمني"
صحيفة "جمهوري إسلامي" تناولت التوتر المستمر بين إيران وحركة طالبان حول موضوع حصة نهر "هلمند"، حيث تتهم طهران الحركة بأنها تستحوذ على حصة إيران المائية، وتمنع تدفق المياه إلى الأراضي الإيرانية، الأمر الذي تنفيه الحركة باستمرار وتؤكد في المقابل وجود جفاف وشح في مصدر المياه، ما جعل نسبة المياه القادمة إلى إيران تقل تبعا لذلك.
لكن العديد من وسائل الإعلام والمسؤولين الإيرانيين لا يثقون بهذه التصريحات، ويؤكدون على أن الحركة عملت تغييرات على النهر ما جعل مجرى المياه يتغير ويقل تدفقه إلى إيران.
يذكر أن صحيفة "جمهوري إسلامي" هي أكثر الصحف تشددا تجاه حركة طالبان حيث لا تتوقف عن مطالبة نظام طهران باتخاذ خطوات أكثر حسما وجدية في التعامل مع الحركة وإجبارها على تلبية مطالب إيران، كما أنها تنتقد موقف النظام الإيراني من الحركة منذ عودتها إلى السلطة، وتعتبر موقف طهران وتسليم الحركة السفارة الأفغانية في إيران "خطأ استراتيجيا" ينبغي أن لا يتردد النظام في العودة عنه وإصلاحه.
الصحيفة ذكرت اليوم الخميس أن الحركة لن تنصاع لمطالب إيران من خلال "التضرع والتمني"، وقالت إن المسؤولين الإيرانيين المعنيين بالشأن الأفغاني يجهلون الكثير من الحقائق والأمور، وهم يفتقرون للخبرة الكافية حيث إن هاجسهم الوحيد هو الجانب الأمني من القضية.
ونقلت الصحيفة كلام الدبلوماسي الإيراني السابق في أفغانستان، محسن روحي صفت، الذي قال إن سلطات طهران ارتكبت خطأ عندما قررت تسليم السفارة الأفغانية إلى طالبان قبل ضمان حقوق إيران وحصتها من نهر "هلمند" المشترك.
"كار وكاركر": إيران فقدت أوراق ضغطها للتعامل مع طالبان
صحيفة "كار وكاركر" رأت أن طهران فقدت أوراق ضغطها على حركة طالبان "المتعنتة"، وقالت إن 82 يوما مرت على تهديد الرئيس الإيراني لطالبان، لكن الحركة ومسؤوليها لم يتراجعوا قيد أنملة من مواقفهم السابقة.
وذكرت أن طالبان شرعت في وضع قيود جديدة على مجرى نهر "هلمند" ما يجعل المياه تتوقف عن التدفق بشكل كامل باتجاه إيران.
وذكرت الصحيفة أن طهران لا تملك أي خيارات للتعامل مع حركة طالبان سوى الاستغناء عن مياه نهر "هلمند" والتفكير بأساليب وطرق جديدة لتوفير مياه محافظة بلوشستان، موضحة أنه على المسؤولين الإيرانيين أن يؤمنوا أن الاستثمار في موضوع المياه لا تقل أهمية عن الاستثمار في القطاعات العسكرية والدفاعية.
ورأت الصحيفة أن مسؤولي النظام الإيراني لا يظهرون عزما جديا في سبيل حل أزمة مياه محافظة بلوشستان، وإن هذه القضية لا تشكل هاجسا لدى صانع القرار في طهران.