تُخصص إيران اليوم، الثلاثاء 8 أغسطس، كيوم للصحافة والصحافيين، وتعمل على تصوير نفسها بأنها موطن لحرية الصحافة، وأن الصحافيين يحظون بحماية ودعم السلطة، رغم أن الإجراءات والقرارات التي تتخذها السلطات ضد الصحافيين تؤكد كلها خلاف ذلك، كما أن تقارير الصحف تثبت عكس ما يدعيه النظام.
وتطرق كثير من الصحف الصادرة اليوم الثلاثاء إلى صعوبة العمل الصحافي في إيران، وكيف أن هذه المهنة تحولت إلى مهنة خطيرة تكلف صاحبها سنوات من السجن والحرمان من الحقوق إذا ما تجرأ وتخطى الحدود الحمراء في عمله.
الكاتب الإصلاحي الشهير، عباس عبدي، كتب بصحيفة "اعتماد" حول الموضوع، وذكر أن الحكومة تطالب الصحافيين بإعطاء صورة إيجابية عن عمل الحكومة وواقع البلاد لكن- يضيف الكاتب- السجل السيئ للحكومة لا يسمح للصحافي بأن يقدم أشياء إيجابية للقارئ، وخاطب الحكومة بالقول: "اعملوا بشكل جيد بحيث يستطيع الصحافيون أن يقدموا رواية إيجابية عن عملكم".
في المقابل تستمر صحيفة "كيهان" في الهجوم على الصحافيين، ولم يسلموا منها حتى في يوم الصحافة، حيث اتهمت بعض الصحافيين أمثال نيلوفر حامدي وإلهه محمدي القابعتين في السجن منذ حادثة مقتل مهسا أميني بأنهما "خائنتين للوطن"، وأكدت أن مهمة الصحافي هي أن يعكس الرواية الرسمية للسلطات الحاكمة.
صحيفة "سازندكي" أيضا لفتت إلى اعتبار الحكومة الصحافيين بأنهم "أعداء"، وقالت إن مشكلة الحكومة هي أن هؤلاء الصحافيين يعكسون وينقلون مواقف المتظاهرين الذين تعتبرهم الحكومة عدوا لها، لهذا فإن كل صحافي ينقل كلام المواطنين المتظاهرين يصبح في ليلة وضحاها "عدوا" كذلك، وهو تحليل خاطئ وخطير من قبل الحكومة.
في موضوع منفصل تطرقت صحيفة "خراسان" الأصولية إلى أزمة الهجرة في إيران، وكيف أن كثيرا من الخبراء في مجالات مختلفة باتوا يرغبون في الهجرة من البلاد، ويبحثون عن سبل آمنة ومضمونة لمغادرة إيران.
ولفتت الصحيفة إلى إحصاء "مرصد الهجرة الإيراني" الذي ذكر أن 67 في المائة من الشركات المبتدئة يفكر أصحابها بالهجرة من إيران، وترك العمل فيها بسبب الضغوط المستمرة، والقيود التي تزداد بشكل يومي.
صحيفة "أبرار اقتصادي" أشارت إلى قرار السلطات الباكستانية وقف مشروع أنابيب الغاز مع إيران بسبب العقوبات وعنونت في مانشيتها: "العقوبات توقف مشروع أنبوب الغاز بين إيران وباكستان"، وذكرت أن إسلام آباد قد أبلغت طهران صراحة استحالة الاستمرار في هذا المشروع ما لم يتم رفع العقوبات عن إيران أو تحصل باكستان على ضوء أخضر أميركي للمضي قدما في تكملة هذا المشروع بين البلدين.
في شأن منفصل نقلت صحف أخرى كلام وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان الذي دعا كافة الأطراف إلى العودة إلى بنود الاتفاق النووي والالتزام بما تعهدت به، وهو موقف صريح من طهران بالرغبة في العودة إلى الاتفاق بعد أن كانت تتعلل في السابق، ظنا منها أن تعللها يساعد في تعزيز موقفها في طاولة المفاوضات.
نقرأ الآن تفاصيل بعض الموضوعات في صحف اليوم:
"هم ميهن": صعوبة العمل الصحافي في إيران
كتب أفشين أمير شاهي مقالا بصحيفة "هم ميهن" تطرق فيه إلى صعوبة العمل الصحافي في إيران، لا سيما بعد احتجاجات مهسا أميني، حيث تحولت هذه المهنة إلى مهنة خطيرة للغاية بسبب استمرار الرقابة ومضايقة الأمن لعمل الصحافيين ومحاولته تكميم أفواههم، لكن مع كل هذه الضغوط يستمر الصحافيون بعملهم ويحاولون جاهدين أن يكونوا صوت المواطن.
وأضاف الكاتب أنه وبعد احتجاجات مهسا تحول الشارع الإيراني إلى شارع ملتهب وعاص وقلق وازدادت مطالبه من السلطة الحاكمة، وأصبحت مهنة الصحافة خطيرة للغاية، لافتا إلى اعتقال عشرات الصحافيين واستجواب مئات آخرين من قبل النظام خلال العام المنصرم.
"توسعه إيراني": الصحافيون في إيران معرضون للاعتقال في كل لحظة
أما صحيفة "توسعه إيراني" فأشارت إلى كثرة التهم التي توجهها السلطات إلى الصحافيين، وهي تهم تكون في الغالب فضفاضة مثل تهمة "الدعاية ضد النظام" أو "تشويش الرأي العام"، موضحة أن الصحافي في إيران معرض للاعتقال في كل لحظة بتهمة إعطاء صورة سوداوية من الوضع إذا ما قام بتقديم تقرير اجتماعي أو اقتصادي يعكس الواقع.
ونوهت الصحيفة إلى أن النظام السياسي الحاكم ينظر إلى الصحافة كأداة أو منبر ينبغي له أن ينقل الرواية التي يريدها النظام ولا استقلالية له في هذا المجال، متسائلة بالقول: "كيف يكتب الصحافي لكي يكون آمنا؟".
"جهان اقتصاد": عشر سنوات عجاف في الاقتصاد الإيراني والفقر يتضاعف باستمرار
في تقرير اقتصادي قالت صحيفة "جهان اقتصاد" إن استمرار التضخم والركود الاقتصادي لمدة 10 سنوات في إيران وفقدان السياسات الحكومية الناجحة جعل الفقر في إيران يتضاعف دون توقف طوال هذه السنوات العشر، موضحة أن هذه الحقيقة تظهرها الإحصاءات الرسمية كما تجسدها الحقائق على الأرض والواقع اليومي المعاش.
وقالت الصحيفة إن موائد الشعب في إيران خلال هذه الفترة أصبحت أصغر حجما وأقل جودة وأعلى سعرا، وانعكس هذا الواقع كذلك على تراجع الاهتمام بقطاعات التعليم والصحة والرفاه بين المواطنين إذ بات الشغل الشاغل لهم هو توفير لقمة العيش وتلبية أساسيات الحياة لأفراد العائلة.
واستندت الصحيفة إلى إحصاء مركز البرلمان الإيراني الذي أكد هذه الطفرة في نسبة الفقراء بين الإيرانيين خلال هذا العقد، وقالت إن الفقر بات يأخذ طابعا عنيفا خلال السنوات العشر الماضية.