الأزمة الاقتصادية في إيران بلا آفاق للحل، والحكومة تتخبط في سياساتها التي تركن تارة إلى الغلاء ورفع أسعار السلع الأساسية، وتارة أخرى إلى تعطيل البلاد بحجج ارتفاع درجات الحرارة أو التلوث. في حين يؤكد كثير من المراقبين أن السبب الرئيسي هو شح موارد الطاقة من غاز وكهرباء.
الصحف الصادرة اليوم سلطت الضوء على الأزمة الاقتصادية، ودعت الحكومة إلى الكف عن سياسات العلاج بالتصريحات والكلام، وأن تعتمد على آليات فاعلة في مكافحة التضخم والغلاء ومعالجة الفقر والبطالة.
صحيفة "امروز" الاقتصادية عنونت في مانشيت اليوم الاثنين، وكتبت بخط عريض: "الحكومة ترسب في مواجهة التضخم"، فيما استخدمت صحيفة "جمهوري إسلامي" عنوان: "موائد الشعب فارغة"، ونقلت تصريحات ومواقف عدد من نواب البرلمان الذين انتقدوا أداء الحكومة في التعامل مع الملف الاقتصادي.
صحيفة "جهان صنعت" أشارت إلى قرار ارتفاع أسعار الخبز في الأيام الأخيرة، وذكرت أن سائقي الأجرة هم أيضا بادروا برفع أسعار أجرة السيارات بحجة ارتفاع أسعار الخبز، حيث ارتفعت الأسعار في بعض شوارع طهران إلى 10 آلاف تومان.
صحيفة "آرمان امروز" أشارت إلى معضلة الاتفاق النووي واستمرار العقوبات على إيران وعلاقة ذلك بالأزمة الاقتصادية، وعنونت بالقول إن "المتطرفين يستمرون في استثمار العقوبات والاكتساب منها"، مؤكدة أن هناك تيارا متطرفا في إيران يستفيد من استمرار العقوبات على البلاد، إذ إنها تسهل عليه احتكار القطاعات الاقتصادية وعدم الشفافية في كثير من المجالات.
وفي شأن آخر، اهتمت بعض الصحف بجدل الحجاب الإجباري بعد مناقشة قانون الحجاب الجديد في البرلمان، كما نقلت بعض الصحف مثل "آرمان ملي" تصريحات رئيس البرلمان الأصولي محمد باقر قاليباف الذي زعم أن موضوع الحجاب قد تحول إلى قضية أمنية وسياسية مرتبطة بهوية البلاد مما يفرض اتخاذ قرارات وقوانين صارمة في هذا المجال.
صحيفة "هم ميهن" أشارت إلى الخلافات بين الشرطة والحكومة حول أموال غرامات الحجاب الإجباري، حيث تطالب الشرطة بأن تحول هذه الغرامات إلى حساباتها البنكية، فيما تصر الحكومة على أن تذهب الأموال إلى خزينتها.
نقرأ الآن تفاصيل بعض الموضوعات في صحف اليوم...
"جوان": إيران تواجه حربا هجينة وهي أكثر تعقيدا من الحرب التقليدية
صحيفة "جوان" التابعة للحرس الثوري نقلت تصريحات قائد الشرطة أحمد رضا رادان، حول "الحرب الهجينة" التي تتعرض لها إيران، ومطالبته مجلس الأمن القومي الإيراني بالتعامل بحسم مع من سمتهم "الخارجون عن القانون"، وكذلك دعوته لمواكبة القفزة الإعلامية وتأثيرها على صياغة الروايات خلال الأحداث والتحولات.
وقال رادان إن "علائم الحرب الهجينة أكثر تعقيدا من الحرب التقليدية، وينبغي أن نكون قادرين على مواجهة هذا الغول الإعلامي الذي يسيطر عليه الآخرون".
وأضاف قائد الشرطة في تصريحاته الإعلامية التي نقلتها صحيفة "جوان": "إذا لم نعمل بذكاء أكبر من الغرب فإننا سنضطر للتراجع والانسحاب والاكتفاء بالدفاع عن النفس، في حين أن المطلوب أن نبادر نحن ونكون نحن من يصيغ الرواية الأولى"، حسب تعبيره.
"سياست روز": الدعوة إلى التراجع عن رفع أسعار الخبز
دعت صحيفة "سياست روز" الحكومة إلى التراجع عن قرار رفع أسعار الخبز في عدد من المحافظات وحذرت من مغبة هذه السياسة، وقالت إن الخبز والوقود سلعتان أساسيتان في الحياة اليومية للمواطن. وتساءلت باستغراب عمن يقف وراء هذه القرارات التي يراد منها تفجير غضب المواطن و"حرق أعصابه"؟
وحاولت الصحيفة تبرئة الحكومة من قرار رفع أسعار الخبز وحملت في المقابل النقابات واتحادات المخابز مسؤولية قرار رفع الأسعار، وقالت: بالرغم من أن الحكومة لا دخل لها بهذا القرار إلا أن المواطن يرى أن ذلك قرار حكومي ويتعامل مع القضية من هذا المنظور.
وقالت الصحيفة إن الذين يعملون على رفع أسعار الخبز يقومون بصب الزيت على نار الغضب بين المواطنين، وعلى الحكومة التدخل ومنع سريان هذه القرارات على كافة المدن والمحافظات الإيرانية.
"جمهوري إسلامي": موائد الشعب فارغة من اللحوم والدجاج والخبز
سلطت صحيفة "جمهوري إسلامي" الضوء على الأزمة الاقتصادية المتفاقمة في إيران منذ مجيء رئيسي إلى الرئاسة قبل عامين ونقلت تصريحات لنواب البرلمان أكدوا فيها أن أسعار السلع الأساسية خلال العامين الماضيين شهدت زيادة مطردة، بحيث "أصبحت موائد المواطنين فارغة من اللحوم والدجاج وأخيرا من الخبز".
وجاء في كلمة النائب غلام حسين كرمي أن التضخم جعل الحياة جحيما على المواطنين، وقد تخلى الناس عن اللحوم لكنهم الآن باتوا يتخلون كذلك عن الخبز والدواء بعد الارتفاع الملحوظ في الأسعار.
وذكر البرلماني حسين علي شهرياري أن بعض المواطنين لم يروا اللحوم منذ 6 أشهر متتالية، مؤكدا أن الأزمة الرئيسية الآن هي قوت الناس اليومي. وأضاف: "رئيس الجمهورية يردد دائما أن موائد الشعب وخبزهم خط أحمر لكن الحكومة لم تحافظ على سعر الخبز وأصبحت موائد الناس فارغة".
"سازندكي": شعار إسقاط النظام أصبح متداولا بين الإيرانيين
قال المحلل السياسي محمد عطريان فر في مقابلة مع صحيفة "سازندكي" إن شعار إسقاط النظام أصبح سائدا ومتداولا على ألسنة الإيرانيين، موضحا أن ثقة الشعب في النظام تتراجع يوما بعد يوم، وأن النظام في ظل هذا الواقع سيتضرر خلال أدنى ضغط يتعرض له.
وأضاف الكاتب: "ما دام النظام لا يلتزم بالحياد في المنافسات الانتخابية ولا يعمل بشكل منطقي في هذا الملف ويمنع التداول السلمي للسلطة فإننا سنستمر بالسير نحو الفوضى الاجتماعية".
وشدد الكاتب على ضرورة أن يعالج النظام المشاكل بشكل جذري وأن يصلح علاقته مع الشعب من أجل كسب الثقة المفقودة، منوها إلى أن استمرار هذه الحالة يتعارض مع الأمن القومي للبلاد.