اهتمت عدة صحف إيرانية صادرة اليوم الأحد 23 يوليو (تموز)، بتصريحات وزير الخارجية الإيراني الأسبق ورئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية السابق، علي أكبر صالحي، حول ضرورة المصالحة مع أميركا والدخول في مفاوضات معها، لإنهاء العقوبات الاقتصادية المفروضة على طهران منذ سنوات طويلة.
صالحي انتقد العقلية العدائية التي يتعامل بها بعض المسؤولين في إيران تجاه الغرب وتحديدا الولايات المتحدة، وقال إن هناك في إيران من يظن أن قوة أميركا ستتراجع في السنوات القادمة ولهذا فهم يعتمدون سياسة المواجهة والصدام متسائلا: "ماذا لو لم يأفل نجم أميركا؟ ماذا سيحل بإيران بعد 30 سنة؟".
صحيفة اعتماد خلصت إلى احتمالية رغبة النظام في طهران الدخول في مصالحة مع أميركا وإظهار "مرونة" جديدة على غرار ما حصل في الاتفاق النووي عام 2015.
الدبلوماسي السابق فريدون مجلسي رأى أن تصريحات صالحي يمكن أن تصبح "بداية النهاية" للعداء والخصومة مع واشنطن.
دبلوماسيون وخبراء سياسيون آخرون كانوا متشائمين تجاه هذه الفرضية، وقال محمد سعيد رابعي المحلل السياسي لصحيفة "شرق" إن اللقاءات التي عقدتها وزارة الخارجية الإيرانية مع وزراء خارجية سابقين أمثال ظريف وصالحي هي مجرد اجتماعات شكلية تحت عباءة السلطة الموحدة بيد تيار واحد. وأضاف: "إن مواقف وآراء شخصيات امثال ظريف وصالحي وخرازي وغيرهم لا محل لها من الإعراب لدى المسؤولين الحاليين".
صحيفة "كيهان" المقربة من الحكومة وشخص المرشد علي خامنئي لم تتردد في مهاجمة وزير الخارجية الأسبق بعد دعوته إلى المصالحة مع أميركا، وقالت إن صالحي بدل الاعتذار عن الخسائر التي جلبها الاتفاق النووي أصبح الآن متحدثا باسم الولايات المتحدة الأميركية وهو يقوم بإعطاء المقترحات الخاطئة والمكررة.
وفي موضوع منفصل، نقلت صحيفة "هم ميهن" كلام الناشط السياسي أحمد زيد آبادي الذي أشار إلى قضية الحجاب الإجباري وعودة "شرطة الأخلاق" واعتبر أن محاولة الحكومة التهرب من هذا الموضوع ومصارحة الشارع به لن يغيرا شيئا ويجب على الحكومة أن تكون واضحة فيما يتعلق بتأييدها لرغبة التيار المتطرف والمتنفذ داخلها أو الاستماع إلى مطالب الشارع البعيدة كل البعد عن مطالب المتطرفين.
الكاتب قال أيضا إن الحكومة لم يعد بإمكانها المراوحة بين التيار المتطرف والشارع المستاء، وآن الأوان لكي تواجه الحكومة "لحظة الحقيقة"، مضيفا: "لو أراد المسؤولون الاستماع إلى صوت المتطرفين فعليهم زيادة الضغوط على النساء وأن تتجاوز إيران شكل طالبان لتصبح شبيهة بداعش"، وختم بالقول إن نتيجة هذه الممارسات معروفة سلفا.
نقرأ الآن تفاصيل بعض الموضوعات في صحف اليوم..
"إيران": دعوات المصالحة مع أميركا تحاول حرف مسار الدبلوماسية الإيرانية
بالرغم من دعوات المصالحة وإنهاء التوتر في العلاقات بين إيران والولايات المتحدة، نجد صحيفة "إيران" الصادرة عن الحكومة تعارض هذه الدعوات التي يطلقها مسؤولون سابقون بشكل مستمر، واعتبرت أن شخصيات أمثال محمد جواد ظريف وعلي أكبر صالحي وعباس عراقجي يعطون وصفات علاجية خاطئة وأنهم يحاولون حرف مسار الدبلوماسية المؤثرة التي تسير عليها الحكومة الإيرانية في الوقت الحالي.
هذه التصريحات والمواقف من وسائل إعلام الحكومة هي التي تدفع بالكثيرين إلى الشعور باليأس من الإصلاح وترميم الأوضاع، حيث يؤكدون أن الحكومة ماضية بنهجها المعروف وهي غير مستعدة للتراجع وإصلاح السياسات الخارجية لإيران.
الصحيفة كذلك رأت أن قطار الدبلوماسية الخارجية لإيران يسير في الاتجاه الصحيح مؤكدة أن مسير الدبلوماسية الإيرانية لن يتغير بسبب الاتفاق النووي وقضية الانضمام إلى مجموعة (FATF)، متهمة هذه المقترحات والتوصيات بأنها مقترحات أناس "مستغربين" وأن الحكومة لن تنصاع لها حسب ما جاء في الصحيفة.
"جهان صنعت": أسباب تخلف إيران عن جيرانها في جذب الاستثمار الخارجي وعلاجه
تناولت صحيفة "جهان صنعت" المشاكل الاقتصادية والتحديات التي تواجه الاستثمار في إيران، وكيف أن السلطة قد أضاعات آلاف الفرص في هذا المجال، وهو ما عبرت عنه الصحيفة بعبارة "إضاعة الفرص المتسلسلة". وأكدت أن العامل الرئيسي وراء هذه المشاكل هو السياسة الخارجية الصدامية التي تنتهجها إيران مستندة إلى تقارير رسمية تؤكد تخلف إيران عن جيرانها في مجال جذب الاستثمارات الخارجية.
وذكرت الصحيفة أن هناك عوامل واضحة وراء هذا التخلف وهي: الاقتصاد الحكومي، وتهميش القطاع الخاص، وغياب القوة العاملة الماهرة، والقوانين المعرقلة لأي نوع من النشاط التجاري والاقتصادي، والأهم من كل ذلك العداء مع أميركا.
أما عن طرق الخروج من هذه الأزمة، فرأت الصحيفة أن طرق الخروج كذلك واضحة ومعروفة وتتمثل في تحجيم دور الحكومة في الاقتصاد والسماح للقطاع الخاص بالعمل الحقيقي وخلق الاستقرار الاقتصادي واعتماد دبلوماسية حكيمة بعيدة عن دبلوماسية الشعارات الشعبوية والمصالحة الحقيقية مع العالم، وإلا فإن تخلف إيران سيزداد عمقا واتساعا حسب تقرير الصحيفة.
"اقتصاد بويا": تنامي ظاهرة "سرقة الطعام" بسبب الجوع
سلطت صحيفة "اقتصاد بويا" الضوء في تقرير اقتصادي عن تردي الوضع المعيشي للإيرانيين وهو ما جعل ظواهر سلبية مثل السرقة والنهب والعنف العائلي والمجتمعي تزداد بشكل ملحوظ في السنوات الأخيرة، مضيفة أن الناس لا يولدون سارقين وإنما الظروف المعيشية والاقتصادية هي التي تدفع بهم لكي يمتنهوا السرقة وما شابهها من ظواهر اجتماعية تؤكد خطورة الأزمة الاقتصادية على الأمن والاستقرار المجتمعي.
الصحيفة لفتت أيضا إلى ظاهرة جديدة فيما يتعلق بموضوع السرقة، حيث قالت إنه تم تسجيل حالات سرقة لثلاجات الطعام، حيث يبادر أشخاص بعد الدخول إلى البيوت بهدف السرقة ليسرقوا الطعام الموجود في الثلاجات ويسدوا بهم جوعهم وحاجتهم إلى الأكل والطعام.
وأكدت الصحيفة أن المواطن في إيران بات يسحق بكل ما تعنيه الكلمة، لافتة إلى أن 32 مليون مواطن إيراني تحت خط الفقر وهم مستعدون لسرقة الطعام لكي يشبعوا بطونهم.