بعد الضجة الإعلامية التي أثارها خبر عودة عمل شرطة الأخلاق في إيران، وردود الفعل الدولية والمحلية على الموضوع، خرجت وكالة "تسنيم"، المقربة من الحرس الثوري، وأكدت يوم أمس أن شرطة الأخلاق لم تعد إلى عملها، ولا توجد أي سيارة تابعة لهم في الوقت الحالي.
وزعمت "تسنيم" أنه إذا انتشر أي مقطع جديد لشرطة الأخلاق فإنه إما قديم أو مصطنع لإثارة الرأي العام.
الصحف الإصلاحية مثل "أرمان ملي" رأت أن هذه الإيضاحات ليست كافية، وأنها لا تقضي على مخاوف المواطنين والحريصين على الاستقرار في البلاد، لا سيما وأنها تتعارض مع تصريحات مسؤولين آخرين مثل المتحدث باسم الشرطة الإيرانية الذي أكد عودة عمل شرطة الأخلاق ومواجهتها لـ"رافضات الحجاب الإجباري".
الصحيفة لفتت كذلك إلى الأخبار حول اصطحاب شرطة الأخلاق في عملها الجديد لقضاة معها لمحاكمة "رافضات الحجاب الإجباري" أثناء ارتكاب هذه "المخالفات"، وشددت على خطورة مثل هذه الإجراءات ومعارضتها للحقوق الفردية والمواطنة.
من الموضوعات الأخرى التي لا تزال تتردد أصداؤها في الصحف اليومية هو موضوع الموقف الروسي الداعم للدول الخليجية حول قضية الجزر الثلاث، حيث دعت الصحف إلى اتخاذ موقف صارم وحازم تجاه "التطاول الروسي"، وأن يكون لإيران "رد مماثل" على موسكو.
صحيفة "جمهوري إسلامي" دعت المسؤولين إلى "الحذر" في العلاقات مع روسيا والصين، وذلك نظرا إلى كثرة التجارب التي تؤكد استحالة الوثوق بقيادة هذين البلدين بسبب كثرة الخيانات التي ارتكبوها بحق طهران.
وقالت الصحيفة إنه لا يمكن لإيران التعويل كثيرا على روسيا والصين حتى في موضوع الانضمام إلى منظمة "شانغهاي" للتعاون الاقتصادي على الرغم من كثرة الوعود التي اقطعوها.
في شأن منفصل تطرقت صحيفة "أترك" إلى خبر إرسال الولايات المتحدة الأميركية مقاتلات حربية من نوع "إف 16" إلى المنطقة الخليجية، وقالت إن واشنطن قامت بهذه الخطوة لردع إيران التي تتهمها الولايات المتحدة الأميركية بـ"تهديد أمن الملاحة الدولية والإقليمية والإضرار بالاقتصاد العالمي"، لافتة إلى أن إيران احتجزت خلال العامين الأخيرين أكثر من 20 سفينة تجارية.
وحول العلاقة بين إيران والولايات المتحدة الأميركية علقت صحيفة "جمهوري إسلامي" على زيارة وزير الخارجية العماني إلى طهران ولقائه بالمسؤولين الإيرانيين، وقالت إن بعض المصادر تقول إن الهدف من هذه الزيارة هو تسهيل مسار المفاوضات بين طهران وواشنطن حول موضوع الاتفاق النووي وتبادل السجناء، لافتة إلى تصريح المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، ناصر كنعاني، الذي قال إن المفاوضات بين واشنطن وطهران لا تزال جارية، ومن الممكن أن تؤدي إلى حل القضايا الخلافية بين الطرفين.
نقرأ الآن تفاصيل بعض الموضوعات في صحف اليوم:
"هم ميهن": استشراء الفساد بين المسؤولين الحكوميين
علقت صحيفة "هم ميهن" على كثرة الاعتقالات في صفوف المسؤولين والموظفين وأعضاء مجالس البلديات في إيران خلال العام الماضي، وقالت إن ارتفاع نسب الاعتقالات بين صفوف هؤلاء المسؤولين يؤكد تنامي ظاهرة الفساد بينهم، إذ إن معظم الاعتقالات تتم لأسباب تتعلق بالفساد المالي كالرشوة والاختلاس واستغلال المال العام.
الصحيفة نوهت كذلك أن العام الماضي وحده شهد اعتقال أكثر من 120 مسؤولا وموظفا حكوميا، لكن ما يظهر في هذه الاعتقالات هو سرعة إنهاء ملفاتهم وإطلاق سراحهم بعد فترة زمنية قصيرة.
وأوضحت الصحيفة أن السبب الرئيس وراء سرعة الإفراج عن هؤلاء المتهمين بقضايا الفساد المالي هو أن معظمهم قد تمت تزكيته من قبل مجلس صيانة الدستور، ما يعني أنهم مؤيدون "ولائيا" للنظام، وهذا سبب كاف للتسامح معهم حتى لو ارتكبوا مخالفات مالية كبيرة.
"اقتصاد بويا": تخلف إيراني وتقدم خليجي في مجال التكنولوجيا واستثمار الذكاء الاصطناعي
في تقرير لها حول الوضع المتأزم لإيران في مجال التكنولوجيا قارنت صحيفة "اقتصاد بويا" بين الحالة الإيرانية وحالة الدول الخليجية، وذكرت أن الدول الخليجية تسير بسرعة فائقة لمواكبة التطورات العلمية الهائلة في مجال الذكاء الاصطناعي، لكن الوضع بالنسبة لإيران سيئ للغاية، نظرا إلى العلاقات المتوترة مع الدول سواء الغربية منها أو دول الجوار الإيراني.
الصحيفة نقلت كلام الخبراء الاقتصاديين، أمثال مهدي بازوكي، الذي قال للصحيفة إن المملكة العربية السعودية على سبيل المثال تستثمر بشكل هائل في مجال التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي، وإن الأمير محمد بن سلمان عازم على جعل المملكة أن تصبح "أوروبا الآسيوية" من حيث التقدم والتطور، ويلاحظ أنه في الوقت الذي يوقع الاتفاقيات والمعاهدات مع الصين يحتفظ في الوقت نفسه بعلاقات جيدة مع الغرب بل يزيد من حجم هذه العلاقات.
لكن بالنسبة لإيران- يضيف الكاتب- فإن الأمر مختلف، حيث يعتقد صناع القرار أن العلاقة مع الغرب تعني التبعية له، و"هذا اعتقاد خاطئ لا يخدم مصلحة الشعب الإيراني"، لافتا إلى عزوف الشركات العالمية عن الاستثمار في إيران.
وأوضح أن غياب هذه الشركات وحرمان إيران من الاستفادة من التقدم العلمي والتكنولوجي يجعل البلاد تتخلف عن ركب التطور الحاصل في المجالات العلمية محليا ودوليا.
"خراسان": الرد بالمثل على روسيا بعد موقفها من الجزر المتنازع عليها مع الإمارات
رأت صحيفة "خراسان" أن الموقف الروسي من قضية الجزر الثلاث له ما بعده، وأن دخول روسيا على الخط بعد شهور من موقف صيني مماثل يؤكد أننا في بداية المسير الذي يجب على إيران أن توقف استمراره منذ البداية بما تملك من خيارات.
ودعت الصحيفة صناع القرار إلى موقف حازم، وقالت: "ينبغي على المسؤولين في طهران أن يظهروا لروسيا أننا لن نكون بجانبهم في كل الأحوال، بل يجب أن يدرك الروس أن وقوف إيران بجانبهم يتطلب احتراما روسيا للمصالح الإيرانية".
وأوضحت "خراسان" الأصولية أنه ينبغي لإيران أن تتخذ موقفا مماثلا عبر دعم قضايا تتعارض مع مصالح روسيا، مثل دعم سيادة أوكرانيا على المناطق الشرقية لها، والتي وقعت تحت الاحتلال الروسي منذ بداية غزوها العام الماضي أو دعم اليابان في قضية خلافية حول جزر قريبة من البلدين.