على نطاق واسع، تطرقت الصحف الإيرانية الصادرة اليوم الأحد، إلى الأحكام القضائية الغريبة التي أصدرها القضاء في مدينة طهران ضد رافضات الحجاب الإجباري بمن فيهن الممثلة آزاده صمدي. وشملت الأحكام "تغسيل الموتى لمدة شهر"، و"إجبارهن على الذهاب إلى طبيب نفسي".
ونقلت صحيفة "هم ميهن" عن الخبير القانوني والقاضي السابق كاظم حسيني قوله إن هذه الأحكام الغريبة لا تتوافق مع القانون والدستور كما أنها تتجاهل فلسفة العقوبات المدنية في مثل هذه الحالات، لأن الغاية من العقوبة منع ارتكاب مخالفة قانونية وليس التنكيل أو التشفي.
وعلقت الصحيفة على هذه القضية بالقول إن استمرار المضايقات سيساهم في إشعال فتيل أزمة جديدة وعودة الاحتجاجات مرة أخرى.
صحيفة "اعتماد" الإصلاحية نقلت عن المحامي القانوني صالح نيكبخت قوله إن هذه الأحكام الغريبة ستضر القضاء وسمعته وستكون عامل نفور لدى الرأي العام، لأن فيها إساءة وتحقيرا للمتهم ولن تكون العقوبات في هذه الحالة رادعة ومؤثرة.
أما صحيفة "إيران" الصادرة عن الحكومة فدافعت عن هذه الأحكام وانتقدت القضاء، لأنه حسبما ترى الصحيفة يتعامل بمرونة مع رافضي الحجاب الإجباري، كما اتهمته بالازدواجية حيث يعاقب النساء غير المشهورات بعقوبات قاسية مثل "تغسيل الموتى لمدة شهر" فيما يكتفي بإصدار عقوبات سهلة مثل الغرامات المالية ضد النساء المشهورات كالممثلات والرياضيات. وقالت: "لماذا لا يصدر القاضي أحكاما من نوع تغسيل الموتى ضد الممثلات المشهورات عندما يرفضن ارتداء الحجاب الاجباري؟".
ومن الموضوعات الأخرى التي لا تزال ساخنة في تغطية الصحف رغم مرور أيام على الحادثة: الموقف الروسي من قضية الجزر المتنازع عليها بين إيران والإمارات، ولا تزال بعض الصحف مثل "أبرار" وغيرها تخصص لها عناوينها الرئيسية، حيث كتبت اليوم في المانشيت: "عندما يطعن الرفيق الروسي من الخلف!"، وقالت إن هذه هي نتيجة الوثوق بالسراب و"الاتكاء على الهواء"، منوهة إلى أنه لا ينبغي أن نتوقع أكثر مما وقع.
وفي السياق نفسه، لفتت صحيفة "هم ميهن" إلى البيان الذي أصدره عدد من السفراء والدبلوماسيين الإيرانيين السابقين طالبوا فيه النظام باتخاذ موقف صارم وصريح تجاه روسيا بعد موقفها الأخير في قضية الجزر الثلاث وشددوا على ضرورة أن يكون النظام أكثر حذرا من سلوك روسيا والصين اللتين تعتمدان على المصلحة والمنفعة الخاصة بهما.
وفي شأن اقتصادي، حذرت صحيفة "جمهوري إسلامي" النظام من تجاهل ارتفاع نسب الفقر بين المواطنين، وقالت إن الحكم الإسلامي ليس هو الحكم الذي ينفرد به قلة تمتلك السلطة وتوزع الثروات فيما بينها فيما تطالب المواطنين بالصبر وتحمل الفقر والاكتفاء بتناول وجبة واحدة في اليوم.
وأضافت الصحيفة أن الشعب الإيراني قد ضجر من الوعود والشعارات وهو يتوق إلى أن يرى العمل والتطبيق لهذه الشعارات والوعود، وختمت بالقول: "لا تظنوا أن صبر الشعب لا نهاية له، اخشوا من اليوم الذي سينتفض فيه عليكم جيش الجائعين".
نقرأ الآن تفاصيل بعض الموضوعات في صحف اليوم..
"توسعه إيراني": عودة ممارسات "شرطة الأخلاق" إلى الشوارع
علقت صحيفة "توسعه إيراني" على مقطع الفيديو الذي تداولته مواقع التواصل الاجتماعي في إيران والذي يظهر أحد ضباط "شرطة الأخلاق" وهو يهدد النساء الرافضات للحجاب الإجباري.
وقالت الصحيفة إن عودة هذه السلوكيات والتهديدات تؤكد أن النظام يأس من تأثير كاميرات المراقبة والغرامات المالية التي توعد بها رافضات الحجاب الإجباري ما جعله وأنصاره يعودون إلى أساليب التهديد والمضايقات في الشوارع.
ويظهر المقطع أحد الرجال في شارع بطهران وهو يخاطب سيدة رافضة للحجاب الإجباري ويقول لها إنها إذا لم تراعِ الحجاب فإن النظام سيطلق سراح الجناة واللصوص لكي يعاقبوا هؤلاء النساء.
وأوضحت الصحيفة أن هذه السلوكيات والتهديدات من قبل هذا المسؤول الأمني يعد اعتداء، ودعت إلى محاكمته فورا لأنه مارس انتهاكا صريحا للقانون وضايق المواطنين في الملأ العام.
كما رأت "توسعه إيراني" أن البعض يحاول تحريك مشاعر الناس عبر هذه الممارسات والمضايقات ودفعهم إلى التظاهر من جديد.
"فرهيختكان": العودة إلى نقطة الصفر
أما صحيفة "فرهيختكان" فشككت في أصل المقطع وقالت إنه ليس معلوما ماهية الأهداف من صناعة هذه المقاطع مؤكدة أن عودة "شرطة الأخلاق" إلى الشوارع بشكلها السابق تعني العودة إلى نقطة الصفر.
ونوهت الصحيفة أن انتشار مقاطع مثل مقطع شارع طهران ومضايقة النساء الرافضات للحجاب يبين أن الحكومة ربما لم تتعلم الدرس بعد من احتجاجات العام الماضي وعادت إلى نقطة الصفر من جديد عبر محاولتها اتباع سياسة فاشلة سلفا باعتماد أساليب التهديد والقهر.
كما لفتت الصحيفة إلى الآثار الاجتماعية على عودة هذه الممارسات وقالت إن العودة إلى نقطة الصفر تعني العودة إلى الأزمات الاجتماعية الكبيرة.
"اعتماد": لماذا لم يعد رجال الدين في إيران ان مؤثرين كما كانوا في عهد الشاه؟
تساءل الكاتب والناشط السياسي الإصلاحي عباس عبدي في مقاله بصحيفة "اعتماد" عن السبب أو الأسباب التي جعلت رجال الدين في إيران يفقدون مكانتهم ودورهم في المجتمع. وقارن بين وضع رجال الدين الآن ووضعهم في عهد النظام السابق (نظام الشاه) حيث كانوا يتمتعون بمكانة مرموقة ودور هام بين الناس.
ونوه الكاتب إلى أن الوعظ الديني لا يمكن أن يحقق الهدف من ورائه بتخصيص الميزانيات والأموال الهائلة، موضحا أن رجال الدين الآن يملكون مئات القنوات والمنابر والميزانيات الكبيرة إلا أنهم عاجزون عن حل مشكلة واحدة.
وأضاف الكاتب: "إذا لم يستطع رجال الدين بناء علاقة تقوم على توفير حاجات الناس الأساسية وتلبية مطالبهم فإن كلامهم لن يكون مسموعا حتى إذا امتلكوا كل الأدوات والوسائل بل قد تكون هذه الوسائل والمنابر المتاحة لهم سببا في إضعاف مكانتهم وتراجع شعبيتهم بين الناس".