بشكل منسق ربما، خرجت الصحف الإصلاحية الصادرة اليوم السبت 15 يوليو (تموز)، متجاهلة زيارة الرئيس الإيراني إلى عدد من دول أفريقيا ولم تتطرق لها من بعيد أو قريب.
وقد يكون هذا التجاهل اعتقادا من الصحف الإيرانية أن هذه الزيارة لا مكاسب من ورائها، إذ إن الدول الأفريقية في وضع لا تحسد عليه اقتصاديا وسياسيا، وأنها لن تستطيع أن تساعد إيران في الخروج من أزمتها الدولية والاقتصادية.
وفي المقابل، فإن الصحف الأصولية والمقربة من الحكومة حاولت تصوير هذه الجولة الأفريقية باعتبارها إنجازا كبيرا لإيران ودبلوماسيتها، وزعمت "كيهان" كبرى الصحف الأصولية أن زيارة رئيسي شكلت تهديدا للعقوبات الأميركية على إيران، لافتة إلى مذكرات التفاهم التي وقعت عليها إيران مع هذه الدول التي شملتها زيارة رئيسي.
صحيفة "هم ميهن" لفتت إلى احتمالية اللجوء إلى مقايضة النفط الإيراني مع البضائع والسلع من الدول الأفريقية وكتبت في مانشيتها بخط عريض: "مقايضة النفط بالبضائع سيصبح رسميا".
ومن الموضوعات الأخرى التي غطتها الصحف الصادرة اليوم موضوع الاتفاق النووي، وذلك بمناسبة الذكرى السنوية الثامنة على توقيعه عام 2015 ورأت الصحف الإصلاحية أن الاتفاق النووي كان أكبر مكسب أحرزته إيران على صعيد علاقتها مع الغرب وأن إفشاله حمّل إيران كثيرا من التبعات السياسية والاقتصادية.
أما صحيفة "كيهان" المقربة من المرشد علي خامنئي فخصصت تقريرا لها حول موضوع الاتفاق النووي وعنونته بالقول: "إعادة قراءة الخسائر التي جلبها الاتفاق النووي على إيران في ذكراه السنوية الثامنة".
وهاجمت الصحيفة الحكومة السابقة واتهمتها بالانحراف في المفاوضات عندما وثقت بالولايات المتحدة الأميركية وتجاهلت الخطوط الحمراء التي رسمت في سياسة إيران الخارجية.
ونقلت صحيفة "خراسان" تصريحات وزير الخارجية سيرغي لافروف التي استبعد فيها إحياء الاتفاق النووي في ظل الظروف الدولية الراهنة ووصفت تقريرها حول الموضوع بـ"الاتفاق النووي البارد في ذكراه السنوية الثامنة".
وفي موضوع منفصل، علقت بعض الصحف الصادرة اليوم على انقطاع المياه في عدد من المناطق بمدينة الأهواز مركز محافظة خوزستان والمعروفة بثروتها من الموارد الطبيعة من نفط وماء وغاز واعتبرت بعض الصحف مثل "آفتاب يزد" أن هذه الأحداث وتكرارها نقطة سلبية في إدارة أوضاع المحافظة وعنونت في صفحتها الأولى بالقول: "من الغيزانية إلى الملاشية.. سلسلة لا تنتهي من انقطاع المياه في الأهواز".
أما صحيفة "جمهوري إسلامي" فأشارت إلى ما يعلن عنه المسؤولون باستمرار من العمل على معالجة مشكلة انقطاع المياه وقالت إن هذه المواقف والتصريحات من المسؤولين هي مجرد أكاذيب وقالت إن منطقة الملاشية واحدة من أكبر المناطق في الأهواز من حيث عدد السكان بلا مياه لأكثر من 30 يوما وأنه يتم إيصال مياه الشرب لهم بالسيارات والشاحنات.
نقرأ الآن تفاصيل بعض الموضوعات في صحف اليوم..
"اترك": روسيا تضحي بمصالح إيران من أجل الخروج من العزلة التي تعيشها
قال المحلل السياسي، مهدي مطهرنيا، إن موقف روسيا الأخير من الجزر الثلاث ودعمها للموقف الخليجي من هذه القضية جاء بهدف إخراج روسيا من عزلتها الدولية وذلك على حساب إيران والتضحية بمصالحها.
وأضاف مطهرنيا في مقابلة مع صحيفة "اترك" أن روسيا وبالرغم من محاولة إيران اعتبارها حليفا استراتيجيا لها ودعمها عسكريا في الحرب الأوكرانية إلا أنها لم تعمل يوما من الأيام وفقا لهذه النظرة وفي كل القضايا التي تعني إيران نجد أن روسيا تعمل بعيدا عن مصالح إيران ورغبتها.
كما اعتبر مطهرنيا أن موقف إيران من هذه القضية هو الأضعف من نوعه منذ بداية الثورة ورأى أن اتخاذ هذه المواقف الضعيفة من شأنه أن يدفع بالعديد من الدول إلى تبني الموقف الإماراتي من الجزر وهو ما سيشكل ضغطا كبيرا على طهران في المستقبل.
"جمهوري إسلامي": وصف موقف روسيا حول قضية الجزر الثلاث بـ"الساذج" من قبل مستشار المرشد أمر غير واقعي
في السياق نفسه انتقدت صحيفة "جمهوري إسلامي" تصريحات علي أكبر ولايتي كبير مستشاري المرشد علي خامنئي في الشؤون الدولية حول موقف روسيا الذي اكتفى بالقول عنه إنه يأتي بسبب "السذاجة" الروسية.
وقالت الصحيفة إن وصف الموقف الروسي بالساذج بعيد عن الواقعية، فوزير خارجية روسيا هو سيرغي لافروف الذي يشغل هذا المنصب منذ 20 عاما ويعرف جيدا طبيعة مثل هذا الموقف وأهميته بالنسبة لإيران، وبالتالي فإن موقف ولايتي وتصريحاته لاسيما وأنه كان وزيرا للخارجية ويعرف طريقة عمل الروس وسلوكهم في مثل هذه الأحداث أمر بعيد عن الواقعية.
"سازندكي": معاداة روسيا والولايات المتحدة الأميركية لا تحقق مصالح إيران
صحيفة "سازندكي" نقلت تصريحات وزير الخارجية الإيراني السابق، محمد جواد ظريف، حول فشل إيران في خلق توازن في علاقاتها الخارجية ونقلت عنه قوله إن كلا من التيارين المعادي لروسيا والمعادي لأميركا في إيران يضران بالمصلحة العامة للبلاد وأن على صناع القرار في طهران أن يجعلوا مصلحة البلاد أولوية وليس الانتماء إلى هذه الجبهة أو تلك.
وأوضح ظريف أن صناع القرار في حكومة رئيسي الحالية ينطلقون من افتراضات خاطئة في تحليل العلاقات الدولية، حيث يتوهمون أن قدرة الغرب بدأت في الأفول والتراجع.
وفي المقابل بات الشرق ممثلا في روسيا والصين يتجه نحو الصعود والاقتدار وهم يبنون علاقات إيران الخارجية بناء على هذا الافتراض، مؤكدة أن هذه العقلية هي عقلية فترة الحرب الباردة وهي مرحلة عفى عليها الزمن.
"دنياي اقتصاد": إيران تتخلف عن الدول العربية وفقا لمؤشرات البنك الدولي
في تقرير اقتصادي، قارنت صحيفة "دنياي اقتصاد" بين الوضع الاقتصادي في إيران وعدد من الدول العربية وتحديدا دول الخليج، وقالت إن الفرق شاسع بين إيران وهذه الدول، وذكرت أنه وفقا لإحصاءات البنك الدولي فإن وضع المواطنين في عمان أفضل من إيران بنسبة 3/2 ضعف، ووضع المواطنين في السعودية 3/ 3 أضعاف، والبحرين 4/ 3 أضعاف، والإمارات 8/ 4 أضعاف وقطر 3/ 6 أضعاف.
وأوضحت الصحيفة أن إيران تحتاج إلى أكثر من 20 سنة لكي تصل إلى عمان، هذا شريطة أن لا تحقق عمان أي تقدم يذكر وأن تبقى على هذا الوضع الراهن.